
عون الى الرياض الإثنين ... جنبلاط من بعبدا: للتمسك باتفاقية الهدنة
الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: أما وقد أخذت الحكومة ثقة البرلمان، فإن العجلة الحكومية إنطلقت على طريق يمكن وصفه بالوعر نظرا للصعوبات التي تنتظر حكومة العهد الأولى، وهي صعوبات متراكمة تشكل تحديا كبيرا بفعل ثقل الملفات التي عليها مواجهتها وإيجاد الحلول السريعة لها. ولعل أحد أثقل هذه الملفات هو استعادة الثقة مع المحيط العربي الذي كان على الدوام السند للبنان في أزماته. وفي هذا الإطار سيكون لرئيس الجمهورية جوزاف عون دور أساسي لإعادة ربط ما انقطع بين لبنان والعالم العربي وكذلك الدولي، لاستعادة المظلتين العربية والدولية من بوابتين أساستين الرياض والقاهرة، ومن بوابة باريس.
أما الهموم المتصلة التي تواجه العهد وحكومته الأولى فكانت مادة للنقاش والبحث بين الرئيس عون والرئيس وليد جنبلاط الذي رأى أن "التحديات كبيرة جداً وسنكون الى جانب رئيس الجمهورية وعلينا مواجهة التحديات شيئاً فشيئاً من دون أن ننسى المخاطر المحيطة، وفي مقدمها بقاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب."
ولفت إلى أن هناك جدول أعمال مقرون بإصلاح لنيل المساعدات التي اعتدنا على الحصول عليها في مرحلة معينة من التاريخ. وأبدى جنبلاط اعتقاده بأن لبنان سيتعرض لضغوط من أجل تغيير اتفاق الهدنة، غير أن اللافت في كلام جنبلاط هو قلقه مما يجري في المنطقة ومن المشروع الإسرائيلي الصهيوني الذي هو تقسيم كل المنطقة، مشيرا إلى أنه قلق جداً، ولا بد من مواجهة هذا الأمر الذي يتطلب من القوى الحية القومية الوطنية العربية في سوريا الوقوف في وجهه،. مضيفا، ان استقرار لبنان مبني على استقرار سوريا، محذرا من "إن الخطر الصهيوني يتمدد، ويدمر في غزة، ويجتاح في الضفة، ويتمركز على أعالي جبل الشيخ ويلغي اتفاقات سابقة على غرار اتفاق العام 1974، ومؤكدا أنه لا يمكن للعرب أن يبقوا في خنادقهم الخلفية، فحماية الأمن القومي العربي يبدأ من لبنان وسوريا والأردن" كما قال جنبلاط.
ومع الثقة التي نالتها الحكومة بدا أن الثقة العربية والدولية ستمنح تباعا ما يؤشر لمرحلة استعادة لبنان لدوره. وفي هذا الإطار تلقى الرئيس نواف سلام برقية تهنئة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر فيها عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد. فيما رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بحصول الحكومة اللبنانية الجديدة على ثقة مجلس النواب اللبناني، مجددا التأكيد على وقوف مصر الدائم إلى جانب الدولة اللبنانية، ودعمها لكافة المساعي الهادفة إلى تحقيق مصالح الشعب اللبناني، وما يتطلع إليه من مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.
تيمور جنبلاط
من جهته أمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، "أن تكون المرحلة التي دخل فيها البلد مع العهد والحكومة، مرحلة عمل وتطوير، وأن يكونوا الشباب أيضاً أساساً في هذا المسار". وطالب الحكومة، أن تباشر بالإصلاحات، والإعمار، وإعادة ثقة الناس بالمؤسسات، وتأهيل الإدارة العامة، وإعادة أموال المودعين وغيرها الكثير من الأمور الأساسية.
وأكد جنبلاط وجوب العمل لكي نستعيد كل الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة في الجنوب، وتطبيق كامل القرار ١٧٠١، وتأمين كل الدعم للجيش اللبناني كي يقوم بدوره بالدفاع عن لبنان."
شيخ العقل
بدوره هنأ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى الحكومة رئيساً وأعضاء على نيلها ثقة مجلس النواب، للانطلاق بورشة الإنقاذ والإصلاح الوطني والمؤسساتي المطلوبة والملحّة، لمعالجة التراكمات الشائكة، والتطلّع إلى كل ما يخدم المصلحة الوطنية العليا للدولة والشعب اللبناني.
الثنائي
كذلك رحبت قيادتا حزب الله وحركة أمل بنيل الحكومة الجديدة ثقة المجلس النيابي ودعوتها إلى تكثيف جهودها والتفرغ في متابعة ملف الترميم وإعادة إعمار ما هدمه العدو الإسرائيلي، وتوجيه جميع ادارات الدولة نحو المناطق المتضررة والمدمرة، والبدء بإصلاح البنى التحتية ومتابعة اوضاع النازحين من القرى المدمرة ولاسيما قرى وبلدات المواجهة الأمامية".
الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب
في الأثناء تستمر الجهود الداخلية والخارجية لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان، وهو ما كان محوراً أساسياً في لقاء الأمينة العامة للخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت، برئيس الحكومة نواف سلام، حيث تناولا أبرز التحديات التي تواجه الحكومة، لا سيما ضرورة استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، إضافة إلى ملف إعادة الإعمار.
والتقت ديسكوت أيضا وزير الخارجية يوسف رجّي. وأكدت ديسكوت "استمرار المساعي الفرنسية لتحقيق انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها، وتطبيقها للقرار 1701". وشددت على أهمية دور قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في جنوب لبنان، وضرورة تعزيز هذا الدور. كما تحدثت عن وجود نية فرنسيّة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان لتوفير الدعم المالي له، على أن يسبق ذلك انطلاق الحكومة اللبنانية بورشة الإصلاحات، وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وإداراتها.
منطقة عازلة
في غضون ذلك، أعلن وزير دفاع العدو يسرائيل كاتس خلال مؤتمر لقادة المجالس الإقليمية في إسرائيل: "هناك منطقة عازلة (على الحدود مع لبنان)، حصلنا على ضوء أخضر أميركي، قدمنا لهم خريطة وسنبقى إلى أجل غير مسمى، الأمر يعتمد على الوضع لا على الوقت".
مضيفا، "لا سقف زمنيًّا لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة بجنوب لبنان".