من الصحف

يوم تشييع نصرالله: أي رسائل تحرك الحشود؟

الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول:"اذا كان الأسبوع الطالع سيشهد اتجاه الأنظار الى جلسة مثول الحكومة الجديدة امام مجلس النواب يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين لمناقشة بيانها الوزاري والتصويت على الثقة بها على أساسه، فان الواقع السياسي العام في ظل التبديلات الجذرية التي شهدتها البلاد أخيرا لن تكون بعيدة عن مجريات يوم تشييع الأمينين العامين الراحلين لـ"حزب الله" حسن نصرالله وهاشم صفي الدين اليوم. اذ انه من باب المؤكد ان اليوم سيشهد حشودا ضخمة في التشييع بحيث تتمازج في صورة الحشود عوامل ودلالات اثبات القوة الشعبية التي يريد "حزب الله" تعميمها بقوة كرسالة أساسية تعوض عن خسائره العسكرية الفادحة في حربه الأخيرة مع إسرائيل كما اطلاق رسالة الرمزية الكبيرة لأمينه العام الراحل السيد حسن نصرالله خصوصا بكونه القائد "التاريخي" للحزب والذي صار بعد اغتياله بمرتبة شبه مقدسة لدى الحزب وانصاره.

 

يضاف الى ذلك ان من الرسائل التي ستطلق في يوم التشييع ان الحزب يريد ان يثبت احتفاظه بشبكة علاقات خارجية ينتظر ان تبرز في حضور لابرز دول محور الممانعة ولا سيما منها ايران والعراق واليمن ولكن ستكون سوريا الجديدة اكبر وأبرز الغائبين. واما في الداخل فان الأنظار سترصد بدقة خريطة المشاركين السياسيين من جهة وطبيعة تكوين الحشود الشعبية من جهة أخرى ولو انه يبدو محسوما ان الثقل الأساسي الغالب في حجم الحشود سيكون لجمهور الحزب والثنائي الشيعي. 

 

اذن يشهد لبنان إجراءات أمنية غير مسبوقة في ظل الاستعدادات لتشييع السيد نصرالله وخليفته السيد هاشم صفي الدين بحيث رفع الجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية جاهزيتها إلى 100% عقب اجتماع أمني رفيع في القصر الرئاسي، وشكّلت غرفة عمليات للتنسيق مع كلّ الأجهزة الأمنيّة مواكبة ليوم التشييع . وأعلنت السلطات عن خطة أمنية تشمل إغلاق مؤقت لمطار بيروت، بالإضافة إلى تدابير أمنية مشددة في المدينة الرياضية ببيروت حيث سيُقام التشييع. كما تم فرض إجراءات استثنائية لتنظيم حركة المرور وإغلاق بعض الطرقات وفرض قيود على وقوف السيارات في المناطق المحيطة.

 

وأفادت وسائل إعلام إيرانية، بأن رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف سيشارك في التشييع كما أفادت معلومات ان وزير الخارجية الإيراني سيشارك أيضا.
واما بخصوص المشاركة الرسمية اللبنانية فأفيد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيشارك في التشييع فيما سيمثل وزير العمل محمد حيدر رئيس الحكومة نواف سلام في التشييع ، ويرجح ان يمثل الرئيس بري أيضا رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.  وعلم ان مطران صيدا مارون عمار سيكون ممثلا لمجلس البطاركة الكاثوليك في التشييع. كما سيشارك وفد من تكتل لبنان القوي يضم ثلاثة نواب ممثلا التيار ورئيسه النائب جبران باسيل.

 

وغابت الحركة السياسية امس عن المشهد الداخلي فيما برزت زيارة السيناتور الأميركي روني جاكسون على رأس وفد من مجلس الشيوخ لقصر بعبدا واجتماعه مع الرئيس جوزف عون، في حضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون. وقال جاكسون على الأثر : "نريد سيطرة الجيش اللبناني حصرا على كامل أراضي لبنان ونرفض ان يلعب حزب الله هذا الدور فمسؤولية الجيش وحده ضمان امن الحدود. ونريد ان نلمس مرحلة جديدة من السلام والازدهار في لبنان  ومنطقة الشرق الاوسط في ظل التغيرات الكثيرة التي تشهدها المنطقة. واضاف ردا على سؤال: "نريد للبنانيين وللاسرائيليين ان يعيش كل منهم بسلام على جهته من الحدود ونستمر بالعمل مع الطرفين للوصول الى هذا الهدف". وعن تشييع نصرالله وصفي الدين قال: "الافضل ان نترك هذا الحدث يمر ونتقدم الى الامام ويجب ان تكون هذه المناسبة فرصة لنهاية فصل وبدء فصل جديد".

 

ونقل عن متحدث باسم الجيش الفرنسي أن هذا الجيش  ملتزم عسكريا مع لبنان لتخفيف التوتر وتطبيق القرار 1701. وقال: "نساعد الجيش اللبنانيّ في العثور على معدّات عسكريّة غير مسموح بها في الجنوب". ولفت الى ان دور فرنسا في لجنة وقف إطلاق النار سمح بالتوسط بين طرفَيْن يصعُب جمعهما معاً.