
سلام يبحث غداً ملف تشغيل مطار القليعات مع "الاعتدال الوطني"
تأهّب أمنيّ يواكب مراسم التشييع... واهتمام أميركي لافت بالملف اللبناني
الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"بعد أسابيع من الاستعدادات، يقيم "حزب الله" اليوم الأحد، مراسم تشييع أمينيه العامّين السابقين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، اللذين اغتالهما الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان.
في "مدينة كميل شمعون" الرياضية، الواقعة على مشارف الضاحية الجنوبية لبيروت، ستكون مراسم تشييع حاشدة، يواكبها استنفار أمني للجيش اللبناني وقوى الأمن، وسط حضور رسمي وحزبي لبناني، فيما علمت "نداء الوطن" أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سيمثّل رئيس الجمهورية جوزاف عون، فيما كلّف رئيس الحكومة نواف سلام، وزير العمل محمد حيدر تمثيله في مراسم التشييع.
هذا وتقاطرت وفود رسمية وشعبية من الخارج، ولاسيما من مؤيدي محور الممانعة، للمشاركة في التشييع، الأبرز بينهم وفد إيراني يتقدّمه وزير الخارجية عباس عراقجي، وآخر من العراق يضمّ مسؤولين سياسيين وعسكريين، إلى جانب وفد من اليمن يشمل ممثلين عن "جماعة الحوثي".
وفي الداخل اللبناني، وصل أنصار "حزب الله" تباعاً إلى محيط المدينة الرياضية، منذ صباح السبت. بعضهم اختار المجيء سيراً على الأقدام لتفادي زحمة السير الخانقة التي نجمت عن مواكب السيارات والحافلات، فيما سُجّلت احتكاكات متنقّلة بين الوفود وأهالي بعض المناطق منها خلدة وطريق الجديدة.
وفي هذا الإطار، علمت "نداء الوطن" أنّ "عدداً من القيادات السنّية الدينية والسياسية، وخصوصاً في بيروت، تابعت الأوضاع على الأرض وعملت على ضبط الناس لعدم الردّ على الاستفزازات. كما حصل تواصل مع المرجعيات الأمنية لمعالجة الأمور وتمرير يوم التشييع من دون مشاكل، لأنّ هناك فريقاً مأزوماً يريد شدّ العصب".
وبحسب التقديرات الأمنية، التي اطّلعت عليها "نداء الوطن"، تعدّ المناطق الأكثر حساسية، عين الرمانة الشياح وطريق عاليه وبيروت، حيث مناطق التداخل السنّي - الشيعي، مع عدم إغفال مناطق أخرى، لذلك رُفعت الجهوزية إلى حدودها القصوى.
وعشية المراسم، برز موقف إيراني جديد، يثبت مجدّداً محاولات طهران للتدخّل في شؤون لبنان وسعيها لفرض إملاءاتها عليه، حيث قال مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني "سيتّضح للحكومة اللبنانية أنّه لا يمكن العيش بأمان في مواجهة إسرائيل من دون المقاومة".
وسط هذه الأجواء، تابع الرئيس جوزاف عون أمس السبت، التطورات المحيطة بيوم التشييع ولاسيما من الناحية الأمنية، كما استقبل في قصر بعبدا، عضو الكونغرس الأميركي روني جاكسون، بعد ساعات على استقبال وفد أميركي آخر برئاسة عضو الكونغرس داريل عيسى.
وعلمت "نداء الوطن" أن استفسارات جاكسون تركّزت بشكل أساسي على وضع الجيش اللبناني والتطورات في الجنوب والإصلاحات المرتقبة والإدارة السياسية الجديدة للبلاد.
ورأت المصادر أنّ هذه الزيارات الأميركية المتلاحقة تظهر اهتماماً أميركياً لافتاً بالملف اللبناني، مشيرة إلى أنّ هذا الاهتمام لا يتوقّف على الأمن بل يتمدّد إلى السياسة والاقتصاد والإدارة.
وقد أبلغ عون جاكسون أنّ الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود، يتطلّب انسحاب الاسرائيليين من التلال التي تمركزوا فيها وإعادة الأسرى اللبنانيين الذين احتجزوا خلال الحرب الاخيرة، موضحاً أنّ هذا الموقف اللبناني ثابت ونهائي.
أمّا جاكسون فجدّد دعم بلاده للبنان واعداً بالعمل مع الرئيس دونالد ترامب وزملائه في مجلسَي الشيوخ والنواب من أجل توفير الدعم المادي والتجهيزي اللازمَين للجيش اللبناني الذي يقوم بعمل استثنائي.
وتعليقاً على مراسم التشييع المرتقبة، قال "من الأفضل أن ندع هذا الحدث يمرّ ونمضي قدماً. إذا كان هناك أي شيء، فيجب أن تكون هذه فرصة للنظر إلى إغلاق فصل وفتح فصل جديد، وآمل أن يكون ذلك بمثابة إعادة ضبط لكثير من الناس".
سياسياً، يشهد الأسبوع المقبل، محطة بارزة تتمثل بمناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب تمهيداً لمنح حكومة نواف سلام الثقة. وفي هذا السياق، علمت "نداء الوطن" أنّ سلام سيناقش مسألة تشغيل "مطار القليعات"، يوم غد الإثنين، مع كتلة "الاعتدال الوطني"، التي عُلم أنّها ستمنح الثقة للحكومة.
وأفيد بأنّ هناك اقتراحاً سيُقدَّم قريباً يقضي بإنشاء لجنة، برئاسة سلام أو من ينتدبه، وتضمّ نوّاب المنطقة، من أجل المباشرة بالخطوات العملية لتشغيل المطار، علماً أنّ المعلومات تشير إلى أنّ هذه المسألة لن تكلّف الدولة كثيراً لأنّ هناك دولاً عربية وأوروبية أبلغت الدولة اللبنانية رغبتها بالاستثمار في المطار وتشغيله.
أمّا أمنياً، فشنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي غارة مساء السبت على بلدة قوسايا، عند الحدود اللبنانية – السورية، وقال الجيش الإسرائيلي إنّ الضربات استهدفت مواقع يحاول "حزب الله" استخدامها لنقل وسائل قتالية إلى لبنان.