من الصحف

مطار حامات و"النوستالجيا" المسيحية المتجددة

وجود مطار ثان في حامات أو غيرها يسحب ورقة الابتزاز من "حزب الله"

الاحداث- كتب اسكندر خشاشو في صحيفة النهار يقول:"أعادت الحوادث على طريق مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، مسألة المطارات في لبنان إلى الواجهة السياسية والإعلامية، وبرزت مطالبات بفتح مطار ثان أو ثالث، وذهب بعضهم بعيدا باعتبار الاستمرار في اعتماد مطار مدني واحد بمثابة خيانة وطنية.

تزامنت هذه الحركة مع مطالبات دولية بالعمل على إنشاء مطار ثان وإبداء نية المساعدة بسبب الوضع المعقد لمطار بيروت والمنطقة المحيطة به التي يعتبرها جزء من الدول الغربية خارج سيطرة الدولة.

وفي خضمّ هذه الموجة، ظهر اسم مطار حامات مجدداً بعدما كانت طويت صفحته إثر الحرب الأهلية، وتحوّل رسمياً إلى قاعدة عسكرية جوية عام 2010.
قصة مطار حامات أصبحت معروفة حين توجهت القوى المسيحية آنذاك بقيادة الرئيس بشير الجميل إلى إنشاء مطار صغير عام 1976 يصل المناطق المسيحية بالعالم الخارجي، بعدما أصبح مطار بيروت خارج الخدمة وسيطرت الميليشيات الفلسطينية على مطارَي رياق في البقاع والقليعات في الشمال.

بحسب التقارير التي قدمت إلى الجميل آنذاك، أن موقع مطار حامات يتمتع بتسهيلات طبيعية تضاهي مطار بيروت الدولي، إذ يمكن جعل مدى مدرجه 4 آلاف متر، ويبلغ طوله في المرحلة الأولى نظراً إلى طبيعة الأرض 1900 متر، وعرضه 120 متراً، إضافة إلى إمكان إنشاء ثلاث حظائر للطائرات، وبذلك يمكنه استقبال 3 ملايين مسافر في السنة و35 طائرة في اليوم، من بينها أضخم الطائرات، بفضل تصميمه ونوعية أرض مدرجه الصخرية، وموقعه القريب من البحر، بحيث تنطلق الطائرات منه لتصبح فوق البحر مباشرة وعلى علو شاهق، وهذا ما أعطاه مميّزات تعتبر نادرة عالمياً.

من أهم ميزات هذا الموقع وجوده فوق هضبة مكشوفة تسمح للطائرة بالهبوط فوق البحر، بحيث تصل إلى زاوية تقارب الصفر عند أول المدرج، في ظاهرة شبه نادرة في المطارات العالمية، إضافة إلى اعتبارات اتجاه الهواء، حيث تبيّن أن هذا الموقع لا تتعطل فيه حركة الطائرات إلا أياما قليلة جداً في السنة، هي أيام الشلوق في ظاهرة شبه نادرة في مطارات الشرق الأوسط.
وأكدت دراسات أخرى أن تكلفة إنشاء مطار مدني في قاعدة حامات الجوية، ستكون أقل بكثير من تكلفة توسيع مطار بيروت الدولي.

في المقابل، يعتبر القائد السابق لقاعدة حامات الجوية العميد بسام ياسين، أن إمكان تحويل القاعدة إلى مطار مدني ليس واردا ولا يصح لوجيستيا. فمدرج قاعدة حامات لا يتعدى طوله 2500 متر، إضافة إلى عدم وجود مدرج ثان يتاح استخدامه في حال تعطل الأول أو تغير مسار الهواء، وهذا المدرج مخصص للطائرات العسكرية الصغيرة نسبياً، ولا يمكن أن يُستعمل للطائرات المدنية الكبيرة. وفي حال أريد تحويله إلى مطار مدني فيحتاج إلى خطوات لوجيستية معقدة، إضافة إلى كلفة تمويل هائلة.

في هذا السياق، تؤكد مصادر الكتائب المالكة لأرض المطار أنها ترحب بتحويل القاعدة الجوية إلى مطار مدني، وهو أمر ليس مستحيلاً ويمكن تحقيقه، مشددة على أن إقامة مشاريع مماثلة تعزز اللامركزية التي يطالب بها الحزب، وتؤدي إلى حركة اقتصادية في المنطقة.

وتنفي المصادر الصفة الطائفية للمطار، مشيرة إلى أن ظروف إنشائه تغيّرت اليوم وهو لن يكون بديلا من مطار بيروت الذي نتمسك به، بل يخفف الضغط عنه، ويمنع هيمنة جهة سياسية وحزبية على منفذ وحيد جوي مدني بما يجعله عرضة لابتزاز اللبنانيين. فوجود مطار ثان في حامات أو غيرها يسحب ورقة الابتزاز من "حزب الله".

ولا بد من الإشارة إلى أنه في جولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل آراء الناس، لا يخفى أن هناك رغبة، مسيحية تحديدا، في إقامة مطار ثان، وخصوصاً بعد التطورات السياسية الأخيرة.