
تباين حيال تظاهرات المطار والمزاج الشيعي مع الجيش
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"إن كان "حزب الله" وحركة "أمل" يلتقيان على قواسم سياسية مشتركة منذ سنوات وهذا ما يترجم في أكثر من ملف في الحكومة والبرلمان وخارجهما، فإنهما افترقا في قراءة التعاطي مع التحركات الأخيرة على طريق المطار على خلفية منع رحلات الطيران الإيراني من التوجّه إلى بيروت.
كان من الملاحظ أنه بعد مرور وقت قليل على التحرك الأول على طريق المطار يوم الجمعة الفائت سارعت حركة "أمل" إلى الاعتراض على حركة الاحتجاج ورفض التعرّض للسيّارات والمارة. وزاد الطين بلة عند الرئيس نبيه بري الاعتداء على حافلة "اليونيفيل" حيث تتملكه حساسية مفرطة حيالها وكلما تعرض جندي من وحداتها لأيّ حادث زائد يكرر مقولته الشهيرة بأنه مع الجيش "إذا كان ظالماً أو مظلوماً". ويعتبر أن أي اعتداء على القوة الدولية "هو بمثابة هديّة تقدَّم لإسرائيل".
وحاول "حزب الله" بعد ظهر السبت الفائت تنظيم تحركه لاستيعاب حركة الناس وعدم الظهور بأنه تركهم مع تصاعد أصوات شيعية غاضبة، ولا سيما أن مؤثرين وفاعليات يدورون في فلك الحزب وصفوا تحركات المشاركة الأولى بغير المنظمة ورفضوا وصف قطع طريق المطار وحرق الإطارات بـ"الشغب". وثمة من نعتهم بـ"الغوغائيين"، ولا سيما بعد الاعتداء على سيارة نائب قائد "اليونيفيل" حيث ما زالت في الأذهان وقائع حادثة اعتداء العاقبية التي استهدفت القوة الدولية أيضاً وأدت إلى مقتل جندي إيرلندي. ولا يبدو عند أي من جناحي "الثنائي" أي توجه لتأمين أي تغطية بدليل أن الأجهزة الأمنية اعتقلت مجموعة لا بأس بها من المتورطين في الضاحية الجنوبية من دون أي اعتراض من الحزب على توقيف هؤلاء. وفي المناسبة لا يتبنّى "الثنائي" مجموعات الشبان الذين يدورون في الضاحية وشوارع بيروت وهم يهتفون "شيعة شيعة".
وتقول مصادر شيعية مواكبة إنه لا توجه لدى قيادة الحزب أو جمهوره لحصول أي احتكاك مع الجيش من باب الحفاظ أولاً على دور المؤسسة العسكرية وتجنب أي مشكلة مع حكومة الرئيس نواف سلام، وإن المطلوب حصول تواصل مفتوح بين الطرفين وعدم التلاعب بالسلم الأهلي في وقت تنتظر فيه إسرائيل حصول اشتباك بين الجهتين. وما قاله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في إشارته إلى حرب أهلية لم يأت إلا من باب التحذير ورفضه ممارسة كل هذا التضييق على الأهالي، وأن المزاج العام عند المجموع الأكبر من الشيعة يحترم المؤسسة العسكرية ويريد لها أن تمارس الدور والواجبات المطلوبة. وإن كان الحزب يقدّم المسار الديبلوماسي على العسكري في هذا التوقيت فقد ظهر في طيّات خطاب الشيخ نعيم قاسم أن بقاء إسرائيل في النقاط الـ5 يُعتبر احتلالاً وأنه لن يقف متفرجاً على هذا الأمر في تأكيد منه أن خيار المقاومة لا يزال في حساباته. ويتلاقى هذا الكلام مع الرئيس نبيه بري الذي لا يقبل بصدور البيان الوزاري إن لم يتضمّن توجّه الحكومة إلى بناء الاستراتيجية الدفاعية.