من الصحف

الكلام الأميركي تفجيري وغير مسبوق… عون: لا يعنينا
الأنظار الى لقاء بري وأورتاغوس… والثنائي يردّ في 23 شباط

مُسلحو «هيئة تحرير الشام» قصفوا قرى حدوديّة بالمسيّرات… قتلى وجرحى

الاحداث- كتبت صحيفة الديار تقول:"نسف كلام المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس كل الاجواء التفاؤلية، التي سادت البلاد عشية انتخاب الرئيس جوزاف عون وخطاب القسم وتكليف نواف سلام، بعد ان تجاوزت بتصريحها كل السقوف من على منبر القصر الجمهوري، وتأكيدها على معادلة «غالب ومغلوب» ونهاية حزب الله وعدم مشاركته بالحكومة.

وقد خلّف تصريح المندوبة الاميركية حالة من القلق والخوف بين اللبنانيين، وموجة من الاستياء بدعوتها الى عزل الطائفة الشيعية، واستدعى هذا الكلام ردا من المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، واعتبار ما صدر عن نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط من بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية.

 

واعتبرت مصادر معارضة لتصريح المندوبة الاميركية، ان كلامها من على أبواب القصر الجمهوري، مخالف لكل الاعراف الديبلوماسية باشادتها «باسرائيل» لانه قضى على حزب الله، دون اي احترام للدولة اللبنانية وسيادتها والمسؤولين اللبنانيين، وهذا يتطلب ردا رسميا عنيفا على هذا الكلام، الذي يأخذ البلد الى مشكل كبير جدا، كون كلام المندوبة الاميركية غير مسبوق في الحياة السياسية والديبلوماسية، ولم يسبق في تاريخ لبنان ان وصل التدخل العلني الى هذا المستوى، من مخالفة لكافة البروتوكولات واللياقات الديبلوماسية في العلاقات بين الدول.

واكدت المصادر ان اتاغورس اهانت شريحة واسعة من الشعب اللبناني، الذي تضرر بسبب العدوان «الاسرائيلي» ومجازره بحق الإنسانية، كما حاولت فرض شروطها على لبنان، رغم أنها موظفة اميركية، واطلقت كلاما مهينا بحق جهة لبنانية ممثلة في البرلمان، ومكون اساسي من المجتمع اللبناني، واعتباره انه هزم على ايدي «اسرائيل». وتتهم المصادر واشنطن انها ما زالت تحاول أن تفرض «ديبلوماسية السيقان» كما حصل ايام عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، وتذكر المصادر بايام الرئيس اميل لحود وكيف اقفل الخط الهاتفي بوجه مادلين اولبرايت وزيرة خارجية اميركا السابقة، عندما حاولت التدخل بالشؤون اللبنانية.

 

وبعد كلام اورتاغوس صدرت مواقف ادانت الكلام الاميركي من المرجعيات الشيعية ونواب الثنائي، كما شهد طريق المطار ليلا تحركات شعبية وحرقا للدواليب وقطعا للطريق احتجاجا على كلام المسؤولة الاميركية.

بري سيردّ بمواقف عالية السقف

 

وفي هذا الاطار، كل الانظار موجهة اليوم الى الاجتماع بين المسؤولة الاميركية والرئيس نبيه بري في عين التينة، الذي من المتوقع ان يرد بري على كلامها بمواقف عالية السقف بشأن نهاية حزب الله، وعدم مشاركته في الحكومة، وهجومها على الطائفة الشيعية، واكدت مصادر عين التينة ان الرئيس نبيه بري سيؤكد للمسؤولة الاميركية، ان تشكيل الحكومة شأن داخلي لبناني، وعلى اميركا ان تعمل على تطبيق وقف اطلاق النار وسحب القوات «الإسرائيلية» من جميع الاراضي اللبنانية، بدلا من التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية.

 

مع العلم، ان الثنائي الشيعي سيرد على كلام المسؤولة الاميركية، وكل المسوقين لهزيمته والمشككين بقدراته يوم 23 شباط في مناسبة تشييع الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين في المدينة الرياضية، ومن المتوقع ان يكون الحدث اكبر من مليوني، وتاريخي واستثنائي في حياة لبنان. اشارة هنا، الى انه سيتم الاعلان عن كل التفاصيل المتعلقة بالتشييع في مؤتمر صحافي قبل ظهر يوم الثلاثاء المقبل في قاعة رسالات قرب السفارة الكويتية. وعلم ان وفودا من الدول العربية والاوروبية ستشارك في المهرجان.

مواقف اورتاغوس… وتشديد عون على الانسحاب «الإسرائيلي»

 

وقالت اورتاغوس في تصريحها: «حزب الله لن يكون جزءا من الحكومة، وانا لا أخاف منهم، وانتهى عهدهم في لبنان»، اضافت «اسرائيل تمكنت من هزيمة حزب الله، ونحن ممتنون «لاسرائيل» لانها قامت بذلك، ونريد التأكيد من ان حزب الله لن يشارك في اي حكومة مقبلة».

 

واعلنت ان «الإدارة الأميركية ملتزمة بانسحاب «اسرائيل» في 18 شباط»، وقالت للرئيس عون: «انني لم ار هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان كما أرى اليوم، وهذا مهم لان حزب الله انهزم من قبل إسرائيل».

 

اما الرئيس جوزاف عون فدعا خلال الاجتماع، الى «توقف الاعتداءات «الاسرائيلية» بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير البيوت وتجريف الاراضي الزراعية وحرقها»، واكد ان الاستقرار في الجنوب مرتبط بالانسحاب «الاسرائيلي» من الاراضي التي احتلتها «اسرائيل»، وطالب «تنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده بما في ذلك مقتضيات اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي، كما يعد اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين جزءا من الاتفاق».

 

وفي المعلومات، ان «ماكينة لبنانية تضم نوابا «تغيريين» وفاعليات لبنانية في الولايات المتحدة الاميركية، قامت في الاسابيع الماضية بنشاط مكثف مع الفريق اللبناني في الإدارة الأميركية، للضغط على سلام لمنع مشاركة حزب الله في الحكومة، واجرى الفريق الاميركي سلسلة اتصالات مع سلام لتحذيره من مشاركة حزب الله في الحكومة، وضرورة تجيير حصة حزب الله الشيعية الى القوى «التغييرية» في الطائفة الشيعية، وهذا الفريق ترعاه السفارة الاميركية، واذا دخل الحكومة يشكل ذلك انجازا كبيرا للمرة الاولى منذ 1982، وبداية الانقلاب الحقيقي داخل الطائفة الشيعية، على ان يستكمل التحول في الانتخابات النيابية. وعلم ان الاجتماع الحاشد في واشنطن، عقد في منزل وائل الهاشم بحضور النائبة بولا يعقوبيان.

سلام في بعبدا

 

وتبقى الاسئلة كثيرة ومتنوعة بعد التصريح العنيف والخطير للمسؤولة الاميركية، واولها كيف سيتصرف رئيس الجمهورية ؟ كيف سيتعامل نواف سلام؟

 

وتقول المعلومات ان الرئيس جوزاف عون أصر على استكمال الاتصالات لتشكيل الحكومة سريعا، رغم الكلام الاميركي، واعلن عن ولادة سريعة للحكومة امام زواره، وادت الاتصالات الى التوافق على اسم الوزير الشيعي الخامس ناصر الصعيدي، وانتقل الرئيس المكلف الى بعبدا عصر امس، وجرى اتصال بالصعيدي الذي اعتذر عن المشاركة، رافضا وزارة شؤون التنمية الإدارية المعروضة عليه، وتم عرض بعض الأسماء الاخرى ولم يتم التوافق عليها. لكن المؤشرات أوحت باجواء ايجابية بعد التراجع عن اسم لميا مبيض من قبل سلام، وعبد الرضا ناصر من قبل بري، الذي ابدى مرونة بشأن التوافق على الاسم الخامس، مشيرا الى انه رفض اسم مبيض فقط، ويتم التفتيش عن اسم محايد، كما لم يتم المس بقوام الحكومة المعلن وحصة حزب الله. والسؤال المطروح، هل تم تأجيل ولادة الحكومة حتى مغادرة اورتاغوس لبنان، بعد اجتماعها مع الرئيسين بري وسلام؟

اورتاغوس زارت النقاط الخمس

 

بعد قنبلة خليفة هوكشتاين من امام القصر الجمهوري عن حزب الله، انتقلت الى الجنوب برفقة رئيس لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر وضباط من الجيش اللبناني، بهدف الاطلاع على الوضع الميداني وانتشار الجيش في الجنوب. واستمعت الى شرح مستفيض عن المواجهات بين الجيش «الاسرائيلي» والمقاومة في شمع وطيرحرفا، كما تفقدت المندوبة الاميركية النقاط الخمس، التي تريد «اسرائيل» الاحتفاظ بها. وبات معلوما ان الهدف من زيارة المندوبة الاميركية التسويق لبقاء «اسرائيل» في بعض النقاط ، رغم تأكيدها التزام بلادها الانسحاب «الاسرائيلي» في 18 شباط امام الرئيس عون، كما دعت لاعطاء حرية الحركة «لاسرائيل» برا وبحرا وجوا.

 

وفي المعلومات، ان واشنطن تطرح آلية للعمل قوامها « تقوم اسرائيل عبر لجنة وقف اطلاق النار، ابلاغ الجيش اللبناني عن اي خطر يتهددها من قبل حزب الله جنوب وشمال الليطاني، وعلى الجيش التحرك فورا، وفي حال الرفض من حق «اسرائيل» ان تتحرك وتنهي الخطر.

«اسرائيل» تواصل خروقاتها

 

وفي ظل هذه الاجواء، وعلى مرأى من المندوبة الاميركية، واصلت «اسرائيل» خروقاتها واعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، ونفذ الطيران المعادي غارة على بلدة البيسارية في منطقة الزهراني، كما سقط 4 شهداء : الاب عباس حيدر وبناته الثلاثة في بلدة طير حرفا، بعد تفخيخ منزلهم من قبل العدو، وكان الطيران المعادي نفذ سلسلة من الغارات على منطقة البقاع ليل امس الاول.

العلاقة بين بري وسلام

 

«مش رمانة قلوب مليانة» بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام، الذي جاء بانقلاب ابيض اطاح بخطة عين التينة، لعودة نجيب ميقاتي الى السراي الحكومي، فالسجاد الاحمر فرش لسلام بقرار دولي واقليمي، «وفرض فرضا» على الكتل النيابية التي قبلت على مضض، باستثناء الثنائي الشيعي، مما ادى الى برودة في العلاقة بين عين التينة والمختارة. ومع تكليف سلام بدأ النقاش الصعب بين الثنائي وسلام محكوما بجدار سميك من عدم الثقة بين الطرفين.

جبران باسيل الى المعارضة

 

اما بشأن استبعاد «التيار الوطني الحر»، فالقرار متخذ مسبقا، ورد رئيس التيار جبران باسيل على القرار، بالتأكيد على انه لا يمكن ان نكون بحكومة « ولاد ست وولاد جارية»، و»لسنا متعلقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب إلى المعارضة، وكل ذلك بسبب المعايير غير الواضحة وغيابها، فهناك اولا تحيز واضح في المعايير المعتمدة بين المكونات، وعند الشيعة هم سمّوا وسلام وافق»، واكد ان «التيار الوطني الحر» لن يقبل بان «يسمي احدا ممثله في الحكومة»، وانتقد ظهور رئيس المجلس النيابي في القصر الجمهوري الى جانب الرئيسين، وكأنه شريك في اصدار المراسيم، وهذا غير منصوص عنه في الدستور»، وقال: «رأينا سابقة بشعة بعدم صدور مراسيم تشكيل الحكومة بعد الاجتماع الثلاثي».

الحريري وذكرى 14 شباط

 

وفي خضم الانشغالات الحكومية، فان الاستعدادات اكتملت عند «تيار المستقبل» للاحتفال بالذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، ويتحدث مسؤولو «المستقبل» عن «تسونامي» سني ولبناني شامل سيشارك في الاحتفال، وسيلقي الرئيس سعد الحريري كلمة مباشرة امام الحشود، وصفتها مصادر «المستقبل» بالاستثنائية، وسيحدد فيها موقفه من كل الملفات، مع التأكيد على ان «الكلمة لي سنيا».

 

وقد اكتملت الاستعدادات وانجزت التحضيرات للاحتفال، علما ان العلاقات بين الحريري والرئيس المكلف غير ودية، والحصة السنية حددها سلام دون مراعاة لـ«تيار المستقبل»، حتى الاسم المقترح من الحريري لوزارة الداخلية لم يؤخذ به، واقترح سلام اسم أحمد الحجار من «كلنا ارادة»، وبالتالي فان حكومة سلام لن تحصل على الثقة من الكتل السنية، الا اذا تدخلت الرياض، وهذا ما يراهن عليه الرئيس المكلف.

الاشتباكات على الحدود السورية – اللبنانية

 

على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات العنيفة بين أبناء عشائر بعلبك – الهرمل وعناصر «هيئة تحرير الشام» في محيط بلدة القصر على الحدود اللبنانية – السورية، وسط تبادل للقصف المدفعي والاسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، واستخدم مسلحو «الهيئة» مسيّرة مفخخة انفجرت فوق بلدة جرماش عند الحدود اللبنانية – السورية، واتبعوها بقصف مدفعي ادى الى سقوط 4 قتلى من آل جعفر هم: علي محسن جعفر، نصرالله محمد جعفر، محمد علي جعفر، حسن رئيف جعفر، و3 جرحى.

 

كما حاول مسلحو «الهيئة» الدخول الى منطقتي قنافذة والصبوة عند حدود الهرمل، بعد ان دفعت «هيئة تحرير الشام» بتعزيزات الى القرى السورية، التي يقطنها لبنانيون بين ريف حمص ومنطقة الهرمل، وتحديدا في بلدة حاويك، الذي تهجر معظم اهاليها بعد قيام «هيئة تحرير الشام» بخطف 16 مواطنا بينهم المختار غسان نون والدكتور احمد امهز، فيما اعتقل أبناء العشائر 4 مقاتلين من «الهيئة»، وتم تبادل المخطوفين بعد تدخل عشيرة آل ملحم. اشارة الى انه سجل انتشار كثيف للجيش اللبناني، الذي دفع بتعزيزات الى منطقة قلد السبع في جرود الهرمل.

 

وعلم ان اتصالات جرت بين الجانبين اللبناني والسوري لتخفيف حدة الاشتباكات، من دون اي نتائج، وترددت معلومات عن مقتل نوح زعيتر، لكن مسلحي العشائر نفوا هذا الامر. وليلا، افيد عن أسر أبناء العشائر 3 مسلحين من «الهيئة».