إلامَ استند لافروف بقوله إن إسرائيل باقية في لبنان؟
الأحداث- كتب وجدي العريضي يقول :"أثار كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن بقاء إسرائيل في لبنان قلقاً، ولا سيما أنه صادر عن جهة دولية كبيرة ومسؤولة. وسبق له عندما كانت الحرب مشتعلة في لبنان، في إطار "المساندة والمشاغلة"، أن حذر المسؤولين اللبنانيين من الأسوأ المقبل على بلدهم من حرب قد تشنها إسرائيل، وهذا ما حصل، وحتى الساعة لا تزال تداعياتها مستمرة، بدليل الاحتلال الإسرائيلي لقرى وبلدات في الجنوب، والقرار 1701 لا يزال يتعرض للخروق يوميا.
من هذا المنطلق، بدأت أكثر من جهة سياسية وديبلوماسية تسأل عن صحة ما أشار إليه وزير الخارجية الروسي، لأن بقاء إسرائيل في لبنان مخالف للقرار الدولي، والموفدة الأميركية مورغان بيتاغوس ستصل اليوم إلى بيروت لمناقشة الأمر، ناهيك بالاتصالات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والجهات المسؤولة بعواصم القرار، وتحديداً الأميركيين والفرنسيين، من أجل تجنيب لبنان أي حرب أخرى في ظل التهديدات الإسرائيلية المتتالية.
ماذا عن كلام لافروف؟ وإلامَ استند ليعلن هذه التوقعات عن بقاء إسرائيل في لبنان لفترة طويلة، مع الإشارة إلى أن الجهات اللبنانية الرسمية تبلغت محتوى كلامه؟
أحد الخبراء في الشؤون الروسية من المواكبين لهذا المسار، يقول إنّ كلام لافروف لم يأت من عبث، إذ سبق للروس في مراحل معينة أن حذروا المسؤولين اللبنانيين من مغبّة ما قد يحدث للبلد، وهذا ما حصل من حرب مدمرة، والآن التاريخ يعيد نفسه في فترة قريبة، إذ إن كلامه يستند إلى معلومات ديبلوماسية وسياسية واستخبارية. وعلى هذه الخلفية جاء موقفه، وإن أثار الخوف والقلق، إنما هو معطى واقعي وموضوعي، بدليل ما جرى في الساعات الماضية في شبعا وكفرشوبا، إذ فوجئ أهالي المنطقة بالدبابات الإسرائيلية والجنود المنتشرين في بلدتهم وعلى التلال، وهو ما نشهده في أكثر من بلدة في لبنان وسوريا.
لذلك فإن كلام وزير الخارجية الروسي برسم المعنيين، والأهم، ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا يعني أننا قد نتجه إلى استئناف الحرب والترانسفير وبقاء إسرائيل في لبنان، وربما أكثر من ذلك بكثير. فالمنطقة مقبلة على تحولات كثيرة، ولا سيما أن الرئيس الأميركي انقلب على ما سبق أن أشار إليه عن إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، إذ ثمة دعم جديد أميركي للجيش الأوكراني، والأمور تتجه نحو الأسوأ، وهناك قلق ومخاوف من سعيه إلى رفع أسعار النفط، وهذا مؤشر يهز الاقتصاد العالمي ويولّد الحروب والأزمات.
ويُعدّ كلام لافروف عن بقاء إسرائيل في لبنان، وفق معلومات موثوق بها كما قال، دليلا إضافيا على صحة هذه الأجواء والمعطيات التي أشار إليها وزير الخارجية الروسي ,