تفكيك عقد التأليف على قدم وساق ... وقطر على خط النفط والإعمار
الأحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: على إيقاع المشروعية الشعبية والدفعين العربي والدولي، بدأ مسار تشكيل الحكومة الأولى في عهد رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون، وفي جعبة الرئيس المكلف القاضي نوّاف سلام معايير محددة. وبالمقابل، شكلت التوازنات الداخلية تحدياً أمام مهمته، ونسجت تعقيدات أعاقت سرعة التأليف المنشود لإرساء خريطة عمل للإصلاح الشامل، بغية النهوض من كبوة ما سلف من سنوات عانى فيها لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
وكشفت مصادر مواكبة لمسار التأليف الحكومي لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن الرئيس سلام لم يرضخ لأي شروط تم تناقلها حول أسماء معينة، موضحة أن الهدف الرئيس هو تشكيل حكومة فاعلة، تستقطب الدعم والرعاية العربية والدولية لإنجاح مهمتها.
وأشارت المصادر الى أنه يُعمل على حلحلة العُقد المتبقية، حيث تجري مباحثات مكثفة مع عدد من المكونات. وتوقعت المصادر أن تصل خواتيم التأليف الحكومي بحلول يوم غد الخميس، حيث من المنتظر وصول الموفد السعودي المكلّف بالملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان الى بيروت.
مساران أمام الحكومة
وفي هذا السياق، أشارت مصادر مراقبة الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن لبنان يخطو خطواته الأولى في صوغ سياسة إستراتيجية برؤية جديدة، إذ إن عودة الاحتضان العربي من بابه العريض يعد القاطرة الرئيسية لنهوضه، وكذلك الدعم الدولي، دون إغفال التطورات المستجدة على المشهد الدولي والإقليمي وسياسة الإدارة الأميركية الجديدة.
من هنا، اعتبرت المصادر أن أمام الحكومة القادمة مسارين، الأول مرتبط بسياسة لبنان الخارجية والدور المرتقب لتعزيز الثقة من جديد على كافة المستويات. أما المسار الثاني، فداخلي ويعكس مدى سعي لبنان الى النجاح في بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وتنفيذ ما لم يطبق من إتفاق الطائف والقرارات الدولية، ناهيك على إعادة النهوض الاقتصادي والنهج الإصلاحي.
وبين هذين المسارين، تعد الثقة، بحسب المصادر، العنوان الأبرز الذي يعكس جدية الالتزام اللبناني، وتحديداً أمام المجتمعين العربي والدولي، وأول استحقاق هو "النَفس" والروحية التي تصاحب تشكيل الحكومة وما سيتبع ذلك من خطوات وعلى رأسها البيان الوزاري.
تجارب حزبية ناجحة
وفي خضم الحديث عن مسار تشكيل الحكومة وبما رشح من أسماء مطروحة، التي في غالبيتها بعيدة عن الانتماء الحزبي، رأت أوساط مراقبة أن المرحلة بتعقيداتها قد تتطلب شخصيات وزارية غير حزبية، لكن ذلك لا يعني تهميش تجارب ناجحة لكوادر حزبية في وزرات سابقة، اعتبرت نموذجاً رائداً في العمل الوزاري وكان لها دور فاعل على كافة المناطق اللبنانية. ومن ناحية أخرى، تعتبر الأوساط أنه لا ينبغي جلد الأحزاب كونها عصب الحياة الديمقراطية، إذ أن مكمن المشكلة في الثقافة السياسية السائدة والقرار السياسي ونمط المقاربات التي من المفترض أن تصب أولاً وأخيراً في خدمة أجندة وطنية بحتة، وهذا جزء من الأسباب الكامنة وراء تأخير تشكيل الحكومة راهناً.
دعم قطري
توازياً، وصل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مساء أمس، إلى بيروت والتقى الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، في زيارة دعم للعهد، و"دعم من دولة قطر للبنان". وأشار بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الى أن قطر ستكون حاضرة في ملف إعادة إعمار لبنان، معرباً عن تطلعه "لاستكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني. وأكد التزام دولة قطر باستمرار دعم القوات المسلحة اللبنانية، مشدداً على ضرورة تطبيق القرار 1701 ليستعيد لبنان سيادته، وتأكيد أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب.
بدوره، أثنى الرئيس عون على وقوف قطر الدائم إلى جانب لبنان، ومساندة اللبنانيين في الأوقات الصعبة. وثمّن عون عالياً الدور القطري في دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في قطاع النفط والغاز، و"نتطلع إلى استئناف أعمال التنقيب قريباً بالتعاون مع شركة توتال"، على حد تعبيره.
كما زار بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني والوفد المرافق عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتلاها زيارة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي.
عون .. الأمن والقضاء
وعلى خط آخر، شدد الرئيس عون على أن القضاء والأمن هما أساس إعادة بناء الوطن ومؤسساته، مشيراً الى أن "حتى لو كان الامن مضبوطاً ولم يكن هناك قضاء يحاكم، تغيب المحاسبة"، داعياً الى ان يكون القضاء حازماً وعادلا ويعمل باستقلالية بعيدا عن التدخلات السياسية.
وبالنسبة الى ملف انفجار مرفأ بيروت، أكد الرئيس عون حرصه على إتمام التحقيقات فيه حتى النهاية، مؤكداً عدم قبوله بتبرئة ظالم، أو بظلم بريء. وجدد التأكيد على أن ملف المودعين في المصارف يجب ان تتم مقاربته بالتعاون بين الدولة ومصرف لبنان وجمعية المصارف والمودعين على حد سواء.
الجنوب .. توتر ميداني
أما جنوباً، انتشرت وحدات عسكرية للجيش اللبناني في بلدة الطيبة – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism).
ومن جهة أخرى، قطع الجيش اللبناني الطريق الرئيسية التي تربط بين كفرحمام وراشيا الفخار منعاً لتقدم قوّة اسرائيلية تضم 6 آليات. وكانت القوة الاسرائيلية قد اجتازت الخط الحدودي في محور مزارع شبعا وتقدمت إلى بلدة كفرشوبا ومنها إلى محيط بلدة كفر حمام، وسط إطلاق رشقات رشاشة مكثفة ثم عادت أدراجها بعد نحو ساعتين.
كذلك، ألقت "درون" إسرائيلية معادية، قنابل صوتية بالقرب من عناصر الهيئة الصحية الاسلامية، أثناء محاولتهم انتشال جثامين شهداء في بلدة عيتا الشعب، وفتح الطرق، وذلك لمنعهم من استكمال مهمتهم، ولم يصب أحد بأذى.
كما نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية مداهمة لعدد من المنازل في الجزء الشرقي من بلدة يارون، حيث تمَّ إطلاق رشقات نارية بشكل متقطّع خلال العملية.
مخاوف حول الضفة
على صعيد آخر، تصدّر المشهد الدولي زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محاولاً فك الحصار القضائي المفروض عليه، نتيجة مذكرة الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وتأتي الزيارة بعد اتفاقي وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وعلى وقع مخاوف من ضوء أخضر أميركي للتوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية.