التصعيد جنوبا وبقاعا ينذر بعودة الحرب
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"يستحوذ التصعيد الإسرائيلي بالغارات على قرى وبلدات جنوبية، وصولا إلى جنتا في البقاع، على اهتمام لافت، ولاسيما أن منسوب التوتر ارتفع في الآونة الأخيرة، مرفقاً بمواقف سياسية من المسؤولين الإسرائيليين، وما تتناقله كبريات الصحف العالمية عن تهديد مطار بيروت وسوى ذلك، ما يؤشر إلى أن الحرب لا تزال قائمة ولو بأساليب جديدة تعتمدها إسرائيل عبر تدمير ما تبقى من منازل في نحو أربعين بلدة جنوبية خالية من السكان، إضافة إلى قصف المعابر غير الشرعية. ويشير محللون عسكريون وعمداء متقاعدون في الجيش اللبناني، إلى معرفتهم الوثيقة بأن هذه المعابر كانت تشكل الرافد الأساسي لـ"حزب الله" للإمداد العسكري إلى الجنوب أو البقاع ومناطق أخرى، فتمّ تدميرها وصولاً إلى السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ وطريق بيروت - دمشق من خلال الجولان، وذلك يعتبر حصارا إضافيا لـ"حزب الله".
في السياق، استأثر التصعيد الأخير وتوسع رقعة العمليات الميدانية باهتمام سياسي وديبلوماسي، ويُنقل أن رئيس الجمهورية جوزف عون يتولى هذه المسألة شخصياً، وقد أوعز بالأمس إلى قائد الجيش بالإنابة رئيس الأركان اللواء حسان عودة بضرورة التوجه إلى الجنوب ومواكبة الوضع تداركاً للأسوأ، بعدما بلغت الإنذارات الإسرائيلية مرحلة متقدمة تذكر بالأشهر المنصرمة، وخصوصاً بعد تخطي الغارات نطاق الجنوب وصولاً إلى البقاع ومنطقة الزهراني، ما ينذر بعواقب وخيمة إذا استمرت الأمور على ما هي من تصعيد في ظل هذا الوقت الضائع.
تزامنا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الأسلحة الحديثة التي لم يوافق عليها سلفه جو بايدن لإسرائيل، هي في طريقها إلى تل أبيب، ما يعني أن الدعم الأميركي لا يزال قائماً وسيتضاعف في عهد ترامب.
السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبارة يبدي في حديث إلى "النهار" مخاوفه وقلقه من التصعيد الإسرائيلي، ويقول إن "الاتفاق الإخير لوقف النار غير واضح ويكتنفه الغموض، بخلاف ما قمنا به يوم كنت سفيراً في واشنطن عند تفاهم نيسان، إذ كانت لجنة المراقبة تجتمع دوماً، أما اليوم فليس هناك أي اجتماعات، وأعتقد أن ما يحصل في لبنان هو امتداد للتهديد مجدداً بعودة الحرب إلى غزة، إضافة إلى انتشار القوات الإسرائيلية في ريف درعا وصولاً إلى جبل الشيخ والجولان، ما ينذر بعواقب وخيمة ما لم يتم تدارك الأمر. ولا ننسى أن شحنات أسلحة إضافية كانت توقفت أواخر عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، هي في طريقها إلى إسرائيل كما قال الرئيس دونالد ترامب، ما يعني أن الدعم الأميركي لإسرائيل مستمر، ولذلك تتصاعد وتيرة التهديد الإسرائيلي، ومعها القلق من عدم ضبطها في ظل هذا الوقت الضائع دولياً وإقليمياً وعربياً. تل أبيب تحظى بدعم أميركي غير مسبوق، ولا ننسى أن أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تكون لواشنطن، ومعلوماتي أنه سيحظى بدعم إضافي. حتى إن قرار الحرب الذي قد يتخذه مجدداً في لبنان وغزة وأي منطقة، سيكون بقبول أميركي غير محدود. لذا، فإن إسرائيل الكبرى تراود أحلام اليمين المتطرف، من لبنان إلى سوريا والمنطقة، والأمور صعبة ومعقدة وننتظر الأسوأ إذا عادت الحرب مجدداً إلى لبنان وغزة" .