من الصحف

تعقيد جديد يعيق الدخان الأبيض الحكومي... وخرق إسرائيلي فاضح جنوباً

الاحداث - كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: لن يتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا في الأيام القليلة المقبلة إيذاناً بقرب التوصل إلى شبه حسمٍ للشخصيات التي ستتولى الحقائب الوزارية في حكومة العهد الأولى.. وعلى ما يبدو أن التشكيل يصطدم بعقد متتالية، تعيق ولادة حكومةٍ حدد رؤيتها الرئيس المكلّف القاضي نواف سلام، بمعايير عابرة للنهج الذي كان سائداً في تشكيل الحكومات السابقة و"تلبي الحاجة الملحة للإصلاح".
وبانتظار ساعة الفرج من بعبدا، جاء التصعيد الحربي الإسرائيلي جنوباً مساء أمس، باستهداف مدينة النبطية بغارتين، ليشكّل خرقاً فاضحاً لاتفاق ترتيب وقف إطلاق النار الممدد إلى 18 شباط المقبل، ما قد ينذر "مجدداً" بالإنفجار الكبير جنوباً، بحسب ما تخوفت مصادر خاصة بجريدة "الأنباء" الإلكترونية.
عراقيل ونكد سياسي
بعد أيام من الأخذ والرد، والمد والجزر والعراقيل، لمن سيتولى حقائب أساسية مرتبطة بصلب العمل التنفيذي في المرحلة المقبلة وأبرزها المالية والعدل والدفاع والداخلية والخارجية والأشغال، الأمور غير محسومة حتى الآن. وتخلص المعطيات بأن تعقيداً ما طرأ، إذ كانت سرّبت معلومات عن زيارة كان من المزمع أن يقوم بها سلام مساء أمس إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون لعرض مسودة حكومية لكنه عدل عنها.
ومن ناحية أخرى، تعليقاً على كل ما يتردد حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والأسماء والحقائب، نفى سلام عبر منصة "اكس" كل ما يشاع، قائلاً: "أعود وأؤكد أن كل ما يتردد عار من الصحة، وفيه الكثير من الإشاعات والتكهنات يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد اعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها".
إذن، عقدة وزارة المالية تطفو على سطح التأليف، رغم أن المرشح الأبرز الذي يحظى بموافقة الثنائي هو النائب السابق ياسين جابر، وذلك ما أكده رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقابلة مع قناة الحرة قائلا: "أنا أقول إن خيارنا هو ياسين جابر".
لكن بالمقابل، أكد بري أنّ "المشكلة في تشكيل الحكومة ليست عندنا"، مضيفاً: "الآخرون يتذرعون بنا"، آملاً "أن تبصر الحكومة النور نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل". 
هذا وأشارت مصادر عبر جريدة "الأنباء" إلى عدم قبول بعض الأطراف السياسية في الداخل والخارج بأسماء معينة منها جابر، لافتةً إلى أنه من بين الأسباب الكامنة وراء التأخير في تشكيل الحكومة، عدم رغبة جهات معينة باعتماد مبدأ المداورة برؤية مدنية تعتمد الكفاءة، تشكل منطلقاً لتغيير جدي في ذهنية إدارة الدولة. كما يشير المصدر إلى أهمية ملاقاة الكتل السياسية لسلام في رؤيته في تشكيل حكومة عمل فاعل، لا تعطيل، تستقطب الدعم الخارجي الاقتصادي والسياسي للنهوض بلبنان من جديد، تنجز الإصلاحات اللازمة وتبني لمرحلة إعمارٍ في لبنان. 
ويشدد المصدر على أن إعلاء المصلحة الوطنية ومواجهة التحديات القادمة داخلياً وإقليمياً، يُنتظر أن يشكل محركاً لتذليل العقبات والتعقيدات أمام الرئيس المكلّف، فلا وقت لأي "دلع" سياسي أو "شد حبال" أو ممارسة ضغوطات من هنا أو هناك، خصوصاً أن العدو الإسرائيلي يتربص بنا جنوباً، والمنطقة تشهد متغيرات جيوسياسية. 
جنبلاط: للإسراع في التشكيل
وفي سياق تعليقه على مسار التشكيل الحكومي الذي يجهد الرئيس سلام لإنجازه في مناخ غير متشنج أو متوتر في الساحة الداخلية، دعا الرئيس وليد جنبلاط في مقابلة مع جريدة "عكاظ" الى الإسراع في التشكيل الحكومي؛ لأن هناك أخطاراً محيطة بلبنان، محذراً من أنه يرى حروباً كبيرة في المنطقة، من غزة إلى الضفة إلى جنوب لبنان، لا بد لنا في لبنان أن نكون متماسكين ونتجاوز الفراغ الحكومي، على حد تعبيره.
وبالمقابل إعتبر جنبلاط أن "الاحتفاظ بأي حقيبة وزارية ليس من اتفاق الطائف، إلا إذا كان هذا جرى في الكواليس أن تكون حقيبة المالية لمكون مذهبي معين"، مشيراً الى أن وزارة المالية كانت متنقلة بين كل المكونات السياسية والمذهبية في لبنان، وظهر لاحقاً في لبنان تصنيفات غريبة عجيبة، مثلاً خرجوا بفكرة وزارات سيادية وغير سيادية، معتبراً ان هذا معيب بحق لبنان بأن هناك وزارات من الدرجة الأولى والثانية وأيضاً لبناني من الدرجة الأولى والدرجة الثانية.
الميدان جنوباً!
وبالتوازي مع مسار التشكيل الحكومي، شهدت النبطية تصعيداً، بغارتين شنهما العدو الإسرائيلي، أسفرتا عن سقوط جرحى، حيث زعم العدو مهاجمة شاحنة ومركبة أخرى تابعة لحزب الله كانتا تنقلان أسلحة في منطقتي الكيف والنبطية في جنوب لبنان. رئيس حكومة تصريف الأعمال أدان الاعتداء وأكد أنه "يشكل انتهاكًا اضافيًا للسيادة اللبنانية وخرقًا فاضحًا لترتيب وقف إطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701". كما أجرى ميقاتي اتصالا برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز مطالباً باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
من ناحية أخرى، يتابع الجيش اللبناني انتشاره ودخوله إلى القرى الجنوبية، حيث وصل الى عدة بلدات وأحياء قرى جنوبية، فيما العدو الإسرائيلي ما زال ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار بتفجير المنازل وإطلاق النيران والقنابل من المسيّرات.
وفي بيان صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، كشف أن وحدات عسكرية من الجيش اللبناني انتشرت في بلدة يارون - بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا - صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism).
وأشار البيان الى أن الجيش يتابع مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701. 
الى ذلك، أفرج جيش العدو عن 6 مواطنين خلال توافد الأهالي الى جنوبي لبنان يوم الأحد. 
حركة دبلوماسية في بعبدا
حركة دبلوماسية في قصر بعبدا متابعة للأوضاع في الجنوب. وفي هذا الإطار، التقى الرئيس عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، بحيث شدد على "وجوب الضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف إطلاق النار خلال الفترة التي تنتهي في 18 شباط المقبل".
وفي الإطار نفسه، استقبل الرئيس عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وتطرق البحث إلى "الجهود المبذولة لدفع إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها على الأهالي والقرى في الجنوب، والتزامها مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار ضمن المهلة المحددة".
وحول المساعي على مستوى وزراء الخارجية، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، نظيره الأمريكي ماركو روبيو، إلى التنسيق الوثيق بين باريس وواشنطن بشأن الوضع في لبنان وسوريا. 
وفي سياق آخر، مواقف المملكة العربية السعودية بالإعلان عن مساندة لبنان لا تنبض، إذ عبّر مجلس الوزراء السعودي أن المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب لبنان وسوريا وشعبيهما الشقيقين، ودعم الجهود الرامية إلى استعادة مكانتهما الطبيعية في محيطيهما العربي والدولي.
روسيا في سوريا 
وفي خطوة لافتة في توقيتها وهدفها، وصل إلى العاصمة السورية وفد رفيع من وزارة الخارجية الروسية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، لإجراء مباحثات مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، وهو ما كانت جريدة "الأنباء" الالكترونية قد كشفت عنه النقاب من مصادر مطلعة أمس الأول.
وتعليقاً على الزيارة، يرى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خالد العزي أن هذه الزيارة تأخرت، خصوصاً أننا شهدنا انفتاحا من عدة دول كانت على خصومة أو تناقض سياسي وإيديولوجي مع ما كانت تمثله سابقاً القيادة العامة، لافتاً الى أنها ضرورية في إطار ما تقتضي مصالح الدول، والتي هي فوق كل اعتبار". 
ويشير العزي الى أن تريث الروس في القدوم الى سوريا يعود لسببين، الأول لمراقبة الواقع الجديد في ظل الإدارة الجديدة وكيف ستكون سياسة النظام الجديد، فيما السبب الثاني يتثمل في رؤية رد الإدارة العسكرية في تعاملها مع القواعد العسكرية والجيش الروسي والسفارة الروسية، علماً أن القيادة العسكرية في سوريا حمت القواعد العسكرية الروسية بعد سقوط النظام، على الرغم من أن أغلب القيادات العسكرية للنظام السابق موجودة في قاعدة حميميم.
ويشدد العزي على أن الأيام القادمة والحكومة الإنتقالية في سوريا هي التي ستعمل على نوع التعاون السوري الروسي، لافتاً الى أن الرئيس السابق للنظام السوري المخلوع بشار الأسد يتواجد في روسيا، في إطار اللجوء الإنساني وليس السياسي، بحيث سيكون ورقة تفاوض سورية من جهة وروسية من جهة أخرى. 
وكان بوغدانوف قال في تصريح صحفي أن الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا الاتحادية وسوريا وفق قاعدة المصالح المشتركة، مشددًا على أن روسيا حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وتحقيق الوفاق والسلم الاجتماعي في البلاد.