بن فرحان يشدد على تطبيق الإصلاحات... سلام يفكك عقد التشكيل
الأحداث – كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: مجدداً المملكة العربية السعودية حاضنة للبنان، إذ أرادت من زيارة وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الى لبنان وهي الأولى لمسؤول سعودي بهذا المستوى منذ خمسة عشر سنة، أن تبعث برسالة مفادها أنها عائدة لتلعب دورها كداعم أساسي، وهو ما عبر عنه الوزير السعودي في قصر بعبدا بتأكيده وقوف المملكة بجانب لبنان وشعبه، وأيضا بـ "ثقة كبيرة بفخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلّف لتنفيذ الإصلاحات". المسؤول السعودي الذي قدم تهنئة ولي العهد محمد بن سلمان لرئيس الجمهورية، ودعوته لزيارة المملكة، تمنى الإسراع في تشكيل الحكومة، والشروع في تحقيق الإصلاحات، وتطبيق القرار 1701 وضمان استمرار وقف إطلاق النار، داعيا ليغلّب اللبنانيون مصلحة بلادهم على غيرها من المصالح.
ومع الدعم الذي لقيه لبنان من دول كبرى، شكلت زيارة الوزير بن فرحان قوة دفع جديدة لمسار سلكته المملكة العربية السعودية في لبنان منذ أن تألفت اللجنة الخماسية حيث لعبت الرياض دورا محوريا فيها، وشكلت رافعة أساسية وداعمة لانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية. وكان لها الصدارة في العديد من الاتصالات التي ذللت الكثير من التعقيدات لإنهاء الشغور الرئاسي، وكذلك لتكليف القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة الجديدة.
وإلى لقائه الرئيس عون التقى كذلك رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام، الذي أكد أن "هناك فرصة استثنائية للبنان يجب عدم تفويتها، وانه يعمل بالتعاون الكامل مع رئيس الجمهورية على ذلك". كما أكد عزمه "السير في الإصلاحات السياسية والقضائية والإدارية والمالية المطلوبة"، معربا عن التزامه "بإعادة لبنان إلى محيطه العربي الطبيعي، واستعادة دوره إلى جانب أشقائه العرب".
الدعم السعودي يواكبه دعم خليجي آخر يتمثل اليوم بزيارة وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا في زيارة رسمية، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس حكومة تصريف الأعمال إضافة الى لقاء الرئيس المكلف ووزير الخارجية.
وأمس أعرب سفير دولة قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عن إرتياح دولته لانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية متمنيا تشكيل الحكومة الجديدة "لتكون أسرع حكومة لبنانية يتم تشكيلها، لتنصرف إلى إنجاز ما ينتظرها من مهمات، وهو ما يولد الاستقرار ويضمن تدفق المساعدات لاعادة إعمار لبنان".
سلام يحاول تفكيك عقد التشكيل
أما على خط تشكيل الحكومة، فقد علمت "الأنباء" الإلكترونية أن المشاورات تكثفت في الساعات الأخيرة بين الأطراف المعنية، لا سيما بعد رد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على كلام رئيس الحكومة المكلف نواف سلام دون أن يسميه من أن "شيعية وزارة المال لا نقاش فيها" حيث كان سلام قد أعلن من بعبدا أنه لا يوجد وزارة حكرا على طائفة وممنوعة عن طائفة أخرى". وأشارت المصادر إلى "ان خروج الخلاف على وزارة المال الى العلن بين الرئيس بري والرئيس المكلف، قد تولد الكثير من العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة وتأخر انطلاقة العهد"، وهو ما يجهد الرئيس سلام لتذليلها وفكفكت العقد المستجدة.
مهلة الـ ٦٠ يوما
مع اقتراب انتهاء مهلة الستين يوما للانسحاب الاسرائيلي تنفيذا لاتفاق وقف النار ظهرت تسريبات إسرائيلية عن طلبها من الولايات المتحدة تمديد مهلة الانسحاب من الجنوب التي تنتهي في 26 كانون الثاني 2025 وفق ما أوردت القناة 13 الإسرائيلية والتي ذكرت أن حكومة نتنياهو تقدمت بطلب لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن إمكانية بقاء الجيش الإسرائيلي في خمسة مواقع جنوب لبنان. فيما قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن إدارة ترامب تضغط على إسرائيل لتنفيذ الانسحاب في حلول يوم الأحد 26 الجاري.
استمرار الخروقات
وأمس وعلى الرغم من استمرار الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، واستمرار تدمير المنازل في القرى الحدودية، دخل عدد من أهالي الناقورة الى بلدتهم لتفقد منازلهم التي تحولت إلى ركام نتيجة الغارات أو النسف. وتبين خلال جولة الأهالي في البلدة حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبنى التحتية من شبكات الكهرباء ومياه والطرقات.
الجيش على جهوزية تامة
وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم إطلع من قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده على الوضع في الجنوب، وتناول البحث مراحل تطبيق ترتيبات وقف إطلاق النار، حيث إن الجيش إنتشر في كل المناطق التي انسحب منها العدو الإسرائيلي، وهو في جهوزية كاملة للإنتشار على كامل تراب الجنوب.
ووسط هذه الأجواء، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خلال استقباله له، ان لبنان يريد عودة النازحين السوريين الى بلادهم في أسرع وقت ممكن، لاسيما بعد زوال الاسباب التي ادت الى نزوحهم الى لبنان. وطلب الرئيس عون من غراندي المباشرة بتنظيم مواكب العودة للنازحين، داعياً المجتمع الدولي الى توفير الدعم المادي والإنساني لتحقيق هذه العودة، لاسيما وان بعض الدول بدأت فعلياً باعادة النازحين السوريين إلى بلدهم. وأعرب الرئيس عون عن امله في ان يستمر التعاون بين لبنان والمفوضية، في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة.