من الصحف

هل أخطأ "الثنائي" في قراءة "النشرات الجوّية"؟

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"يدور نقاش بالعمق داخل الطائفة الشيعية ليس على مستوى قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" فحسب بل ينسحب على كل شرائح الطائفة التي تلتقي معهما أو تلك التي تخالفهما الرأي. ويبدأ الحديث من إعمار الجنوب إلى مقاربة التعاطي مع الملفات الكبرى وكيفية درء أخطار إسرائيل.

يأتي مصدر هذا التطور بعد تجربتين قاسيتين لممثلي هذا المكوّن في انتخابات الرئاسة وتسمية رئيس الحكومة المكلف التي انتهت لمصلحة نواف سلام الحريص بدوره على تمثيل كل المكونات وعدم استبعاد الشيعة وممثليهم. وهذا ما أبلغه للرئيس نبيه بري الذي بادله التحية نفسها وأبلغه أن المسألة ليست شخصية بينهما.

في الاستحقاق الأول أسهم النواب الشيعة في رفد الرئيس المنتخب جوزف عون وتمكينه من تجاوز حاجز الثلثين. أما في تسمية الرئيس نواف سلام لرئاسة الحكومة فلم يحصل على تسمية نائب شيعي واحد في سابقة لم يشهدها أرشيف تسمية رؤساء الحكومات. 

وبعد الحرب الأخيرة واغتيال إسرائيل السيد حسن نصرالله ازدادت الأعباء المحلية والخارجية على هذا الفريق حيث لم يعد قادراً على تسويق خياراته في الرئاستين الأولى والثالثة على غرار محطات سابقة. 
وتُطرح اليوم جملة من الأسئلة القلقة على الرئيس نبيه بري وقيادة "حزب الله"، هل وقعا في خطأ توجيه رؤيتهما الرئاسية أم أن إرادة الخارج أقوى منهما، وخصوصاً بعد تبدّل المشهد السياسي في سوريا. 

وإذا تم تجاوز انتخابات الرئاسة، فإن تسمية رئيس الحكومة خلفت ندوباً سياسية على المستوى الشيعي الذي دفع بقيادي كبير في الثنائي للقول إن ما حصل هو "انقلاب على كل التفاهمات". 
ويبقى ما يحصل داخل البيئة الشيعية محل متابعة بالفعل لحقيقة ما وصلت إليه فيما لم تتم بعد عودة الأهالي إلى أكثر من بلدة حدودية ما زالت تحتلها إسرائيل. ويجمع مؤثرون في الطائفة على مستوى النخب على أن الشيعة يواجهون كل هذه الضغوط في "لحظة انعدام التوازن" ويسمّيها آخرون "لحظة ترميم الوضع السياسي". 

ويذكّر هؤلاء بضرورة الحفاظ على التوازنات اللبنانية مع تذكير كل أهل هذا المكوّن بقيادة الإمام موسى الصدر بأنه أول من وقف في وجه عزل حزب الكتائب ورفض التضييق على المسيحيين وأن على الآخرين احتضان الشيعة، لا من موقع العطف بل المشاركة وعدم الاستبعاد. وثمة من يدعو الشيعة هنا إلى مراجعة مشروع الموارنة الذين عملوا على تطبيقه والاستفادة من كل الأخطاء التي وقعت في الماضي مع ضرروة انضمام الطائفة إلى "حكاية الكيان" الذي يؤمن به المسيحيون والدروز في الأصل وأصبح محلّ طموح عند السنة، وأن على الشيعة بحسب مراقبين أن يتخذوا المنحى نفسه مع معرفة مسبقة وهي أنه لا يمكن لأي جهة استبعاد الشيعة عن المسرح السياسي في البلد وأنهم يملكون طاقات كبيرة ومتقدمة في أكثر من حقل. 

وفي خضم ارتفاع منسوب كل هذه الهواجس ثمة من يعتقد أن ما حصل في سوريا، بغضّ النظر عن طبيعة النظام السابق، يأتي في إطار استكمال ما يُخطّط للبنان والإقليم وسط سؤال أن الشيعة وغيرهم لم يقرؤوا جيداً حقائق "النشرات الجوية".