هل يعمل "التيار الحرّ" على رأب الصدع مع الرئيس المنتخب؟
الاحداث- كتب مجد بو مجاهد في صحيفة النهار يقول:"وحده تكتّل "لبنان القويّ" بقي خارج إجماع غالبية الكتل النيابية الكبرى التي قرّرت الالتحاق بمحطّة التسوية الانتخابية التي شكّلت مفصلاً لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية. لكنّ رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل هدّأ من روعه السياسيّ بعد الانتخاب، مثنياً على خطاب القسم مع تأكيده منح الفرصة لنجاح التجربة.
وحده تكتّل "لبنان القويّ" بقي خارج إجماع غالبية الكتل النيابية الكبرى التي قرّرت الالتحاق بمحطّة التسوية الانتخابية التي شكّلت مفصلاً لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية. لكنّ رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل هدّأ من روعه السياسيّ بعد الانتخاب، مثنياً على خطاب القسم مع تأكيده منح الفرصة لنجاح التجربة.
ثم كانت زيارة سريعة الوتيرة قام بها الرئيس السابق ميشال عون للرئيس المنتخب، يختصرها من تابع تفاصيلها على أنّها تضمّنت في طياتها التمنيات بالتوفيق والقيام بما يمكن لنجاح عهده. وإذ اتُّخذ قرار الزيارة انطلاقاً من اعتبارات خاصّة بالمعرفة بين الشخصين، بخاصّة أنّ جوزف عون عيّن قائداً للجيش في العهد السابق، تشير الأجواء إلى أنّ الزيارة تندرج في إطار صفحة جديدة تفتح على مستوى لبنان مع توجّه "الوطني الحرّ" لتبنّي شعار أنّ انتخاب رئيس أهمّ وأفضل من الفراغ.
فهل إنّ الزيارة بداية محاولة في مقدورها رأب الصدع مع الرئيس المنتخب؟ على مستوى مراقب ومعارض لـ"الوطني الحرّ" قراءة للزيارة على أنّها محاولة تبريديّة للاحتقان بين النائب باسيل والرئيس المنتخب، لكن لا توقعات فاقعة في إمكان أن تأتي بمتغيّرات وخصوصاً أن مشكلة باسيل متجذّرة منذ سنوات مع قائد الجيش قبل انتخابه. وثمة من يقول إنّ محاربة باسيل له طوال تلك الفترة لا يمكن أن تمحى عبر زيارة رئيس الجمهورية السابق. وإذ تتطلّع قوى المعارضة إلى مرحلة مختلفة وسط ميزان قوّة إقليمي - دوليّ يتابع المرحلة في لبنان، تقلّل من إمكان أن يفرض "الوطني الحرّ" ومحور "الممانعة" إرادة سياسية في التأثير على العهد أو أن يستلحق باسيل نفسه للمشاركة فيه.
هل من شخوص علنيّ لـ"الوطني الحرّ" نحو المشاركة في "شطيرة الحكم" بعد انتهاء مرحلة الشغور الرئاسي؟ في المنحى الذي يتخذه "التيار" تأكيد على بعض النقاط، بحسب معطيات مستطلعة من "النهار"، وفق التالي: يثني "الوطني الحرّ" على خطاب القسم الذي تلاه الرئيس المنتخب. يتحدث عن أنه لن يكون سلبياً في المطلق ولن يعارض رئيس الجمهورية لمجرّد معارضته. لا موقف مسبقاً لناحية المشاركة في الحكومة المقبلة من عدمها، لكنّه يعتبر أن مرحلة انتخاب رئيس الجمهورية انتهت والمشاركة الحكومية مسألة متغيرة بحسب موازين القوى والتحالفات وليست ثابتة، لأنّ ليس من نظام رئاسيّ في لبنان.
ولا يزال يردّد في الأروقة أنه لم ينتخب جوزف عون حتى لا يخالف الدستور اللبناني وقد تقاطع على ذلك مع بعض النواب. وينحو باتجاه اختيار تفاهماته وتحالفاته السياسية في مرحلة لاحقة من خلال التلاقي مع قوى سياسية أو قوى أخرى بحسب كلّ قضية. لكنّه صار بعيداً من تفاهمه مع "حزب الله"، ويجاهر بأن التفاهم تدحرج بالمعنى السلبي وتجزأت منه مواضيع حول سبل بناء الدولة والشراكة ولم تنفّذ.