هوكشتاين في الرياض قبل بيروت: تنسيق حول المرشح الرئاسي
72 ساعة فاصلة قبل جلسة المفاجآت ولا «فيتو» لحزب الله على قائد الجيش
الاحداث- كتبت صحيفة اللواء تقول:"تقترب كل الكتل من حسم خياراتها الرئاسية، ترشيحاً أو تموضعاً، مشاركة أو مقاطعة في ضوء المجرى الرئاسي من يوم العطلة اليوم الاثنين (6 ك2، عيد رأس السنة لدى الطوائف الأرمنية) إلى الثلثاء، حيث سيكون الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، الذي ترأس اجتماعاً في الناقورة للجنة الخماسية الدولية – اللبنانية – الاسرائيلية التي من المفترض ان تتولى مراقبة والاشراف على وقف النار الذي يدخل شهره الثاني مع استمرار فاضح وخطير لوقف النار، وتمادي دولة العدوان في انتهاكاتها، عبر اعمال التوغل والتفجير وتخريب البنى التحتية وعمليات التجريف في اكثر من منطقة جنوبية حدودية، فضلا عن استمرار الطيران الحربي المعادي في انتهاك الأجواء اللبنانية.
وعشية توجهه الى بيروت، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد لله في الرياض، المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين، حيث تم مناقشة القضايا الإقليمية الراهنة، وعلى رأسها التطورات الأخيرة في لبنان، والجهود المبذولة للتعامل معها.وقد شارك في اللقاء أيضًا مستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني، الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في قضايا المنطقة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هذا الاسبوع يحدد البوصلة الرئاسية، واكدت إن الاتصالات تكثفت بشكل غير مسبوق وتستكمل من أجل انضاج الطبخة الرئاسية دون استبعاد فرضية سيناريو التأجيل ما لم تنجز هذه الطبخة.
وقالت إن الحراك السعودي بالشأن الرئاسي والذي يتقاطع مع الموقف الأميركي حول إتمام الاستحقاق الرئاسي بدا لافتا من حيث مضمونه ورأت ان نتيجة هذا الحراك يتظهَّر في الساعات المقبلة، معلنة ان الاعتبارات المحلية بدورها تتحكم بالمشهدية الرئاسية وبالتالي هناك أكثر من سيناريو مرتقب في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل: إما توافق وخروج الدخان الأبيض أو تأجيل الجلسة، موضحة أن المفاجآت واردة وبروز مرشحين جدد يتم طرحهم وارد أيضا.
ومن غير المستبعد ان تشكل زيارة هوكشتاين انخراطاً مباشراً بترجيحات الرئاسة قبيل الجلسة التي دعي للمشاركة فيها الى جانب الموفد جان ايف لودريان وسفراء الخماسية، والسفراء العاملين في الجنوب.
وفي اطار المواكبة العربية، تلقّى وزير الخارجية عبد لله بوحبيب اتصالا من نظيره المصري بدر عبد العاطي، شدد خلاله على ضرورة التوصل الى توافق لبناني يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي «من دون تدخلات خارجية».
الموفد السعودي يغادر بعد مهمة مثمرة
وما خلا، التصريح المباشر بأن بلاده تؤيد وتدعم انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة الاولى، غادر موفد الخارجية السعودية الامير يزيد بن فرحان لبنان الى بلاده، بعد ان امضى 3 أيام، بعضها معلن، وبعضها بعيدٌ عن الاعلام، من دون الاعلان عما توصلت اليه.
واجتمع الامير السعودي مع نواب المعارضة مساء امس من دون الخروج بموقف حاسم، أرجئ الى مطلع الاسبوع، وفقا للنائب التغييري مارك ضو، الذي قال ان العماد عون احد الاسماء الاساسية التي يتجه اليها نواب المعارضة.
وقال النائب ابراهيم منيمنة ان بن فرحان لم يطرح امامنا اسماء رئاسية، وان «النقاط الاصلاحية هي اساس للتعامل من دولة الى دولة، وحصرية السلاح وتطبيق الطائف، والتزام وقف اطلاق النار».
كما أعلن النائب وضاح الصّادق أن: خيارات المعارضة شبه محسومة، وهي مع التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون إذا تم، موضحاً ان المعارضة حتى الآن تتمسك باسم مرشحها السابق جهاد أزعور وهي تسعى للوصول إلى رئيس توافقي بأكبر عدد من الأصوات، لذلك تتريث في الدخول بلعبة الأسماء» .
ورأى أن لا ضمانات لخروج الدخان الأبيض الرئاسي من جلسة التاسع من كانون الثاني. وأن الضمانة الوحيدة تبقى بأن الجلسة قائمة بدورات متتالية إذا ما حصل أي تدهور أمني دراماتيكي، بانتظار الربع الساعة الأخير لمعرفة ما إذا كانت ستُتوج الجلسة بانتخاب رئيس.
وكان الموفد السعودي الذي وصل الى بيروت ليل الجمعة، امضى يومين، اجرى خلالهما لقاءات مع الرئيس نبيه بري، والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس التيار الوطن الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، واعضاء التكتل الوطني المستقل النواب: فريد الخازن، طوني فرنجية، وليم طوق وميشال المر.
كما التقى الموفد السعودي النواب السنّة في اليرزة، بحضور السفير السعودي وليد بخاري، مشددا على العلاقات الوطيدة بين لبنان والمملكة العربية، مؤكدا على الرغبة السعودية في استعادة لبنان الكامل لسيادته، ومؤسساته، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، مؤكدا على ان التنسيق قائم مع اعضاء اللجنة الخماسية، وضمن قطر. واكد انه من الصعب ان تتعامل المملكة مع رئيس ينتخب عبر التسويات والمحاصصات، على ان يحسم الموقف خلال اجتماعات في اليومين الماضيين مع السفير بخاري.
وسيعقد اليوم اجتماع بين تكتل التوافق الوطني وتكتل الاعتدال وبعض نواب اللقاء التشاوري المستقل ولبنان الجديد، للبحث في تشكيل التكتل الوطني الواسع لتكون له كلمته في انتخاب الرئيس، وخلافاً لما تردد عن فشل تشكيل الكتلة وانعقاد اول اجتماع لها، قالت مصادر تكتل التوافق لـ «اللواء»: قمنا بالاتصالات مع النواب، لا سيما المستقلين، بحيث يكون التكتل وطنياً جامعاً لا مذهبياً ضيقاً ونعمل على توسيع المشاركة النيابية فيه، وجرت اتصالات مع نواب من غير الطائفة السنية، ومنهم نواب اللقاء المستقل الأربعة الخارجين من التيار الوطني الحر: الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا.
وأوضحت المصادر أن غداءً جمع النواب الأربعة في منزل النائب كنعان بنواب من تكتل التوافق، للبحث في إمكانية انضمامهم إلى التكتل الجديد، وأن هناك اتصالات مع نواب من غير السنّة، من الشمال وغيره، مؤكدة أن الأمور سائرة بإيجابية.
وكان البارز اعلان النائب غسان سكاف للصحافيين في الصرح البطريركي بعد لقائه البطريرك الماروني: «سجلوا عندكن بـ٩ كانون الثاني يجب انتخاب رئيس وإلا فذاهبون الى المجهول».
وفي المساعي، وفي اول ظهور له منذ فترة الاعتداءات والحرب على الضاحية الجنوبية، نقل النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة تحية من الشيخ نعيم قاسم للرئيس بري واصفا خروقات الاسرائيلية «بالمخزية لتعويض فشله الميداني»، مؤكدا على مقاربة للاستحقاق الرئاسي بموقف متماسك ومتفاهم عليه بين حزب لله وامل.
«فيتو» صفا وردّ نواب «القوات»
ومن مكان استشهاد الامين العام لحزب الله السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعلن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب لله وفيق صف، ان لا فيتو للحزب على العماد عون، وفقط على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لأن مشروعه تدميري للبنان.
مشيرا الى أن تشييع الامين العام للحزب سيكون بعد الـ60 يوما في ضاحية بيروت الجنوبية.
وتولى عدد من نواب «القوات» الرد على صفا من النواب غادة ايوب وفادي كرم والياس اسطفان وجورج عقيص والوزير السابق ريشار قيومجيان، ومن خارج السياق النائب ميشال ضاهر الذي شجب ما سماه «لغة التخوين».
واعتبر اسطفان ان «الشعب اللبناني لن يخضع لخطاب الترهيب، وسيختار رئيساً يمثل طموحاته بوطن سيد مستقل».
وقالت ستريدا جعجع: اللي استحوا ماتوا».
الانتهاكات تتزايد
على أرض الجنوب،لم يرتدع العدو الرسرائيلي عن انتهاكاته لوقف اطلاق النار وعن اعتداءاته على مناطق الجنوب لغياب الرادع الفعلي. حيث توغلت قوات الاحتلال مجدداً باتجاه بلدة الطيبة، وسط إطلاق النيران الرشاشة باتجاه المنازل، وتبين ان لا تفجيرات في بلدة الطيبة بل الأصوات التي سمعت ناتجة عن القاء الجنود قنابل اثناء توغلهم في ساحة البلدة وإشعال حرائق داخل بعض احياء البلدة.
كما نفذ الاحتلال عمليات تجريف عند أطراف بلدة عيترون وقام مساء أمس بعمليات نسف وتفجير لمنازل منشآت في البلدة.كما نفذ جنود العـدو تفجيرات في شيحين في القطاع الغربي.
ونفذت جرافات جيش العدو اعمالاً هندسية داخل الاراضي اللبنانية عند اطراف بلدة الضهيرة. كما نفذ جيش الاحتلال تفجيرات في الضهيرة وطيرحرفا، بعد تفجير صباحي عند مثلث طيرحرفا.
وذكر مصدر عسكري لبناني أن القوات المعادية توغلت فجرا في منطقة الطيبة- مرجعيون،وأقدمت على اغلاق ثلاث طرق بسواتر ترابية. على أثر ذلك، توجهت دورية من الجيش الى موقع التوغل لمتابعة الوضع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للاشراف على اتفاق وقف اطلاق النار (Mechanism)، وأعلنت فتح هذه الطرق».
وفي طرابلس، نفذ أهالي المعتقلين الإسلاميين، اعتصامات في ساحة عبد الحميد كرامي- النور في طرابلس، للمطالبة بإطلاق سراح المشايخ والشباب المعتقلين والموقوفين في السجون اللبنانية.