علّمته الحياة دروساً ونجا من الموت 5 مرات
نبيل خليفة: ضُربت «بالمسّاس»... ضحك عليّ زملائي و«العدرا» لم تفارقني
الاحداث- كتبت نوال نصر في صحيفة نداء الوطن تقول:"حين تكون «العدرا» معنا لا شيء يقوى علينا. كانت العذراء – وتستمرّ – معه «الآن وعلى الدوام وإلى أبد الآبدين». هي قناعته وطمأنينته وأمانه وفرحه. هو ابن حدتون، ابن خليفة في حدتون، البلدة التي أنجبت عباقرة ومفكرين ومثقفين وفلاحين كباراً. وفيها سيحتفي بعد كمّ يوم، في كانون هذا، بعامه الخامس والثمانين، وفي الذاكرة رصيدٌ من المحطات والمفاصل التي تستحق أن تُروى. هو الماروني الأصيل الذي علّم و»علّم» مرتكباً ما اعتقده آخرون آثاماً استحقّ مرّة الضرب عليها بسوطٍ من فلاحٍ عبقري «فعلّم به وفيه». نجا من الموت خمس مرات. وضحك عليه رفاقه في الصف يوم قال له أستاذه الأب أنطوان أبي هيلا: Asseyez vous فلم يفهم. يومها أيضاً «تعلّم»… وكرجت الدروس. نبيل خليفة، الأستاذ المفكر والماروني «القحّ» تحت المجهر:
يجلس على أريكته، جنب صورة جويس رفيقة عمره، التي «فلّت» من هذه الدنيا قبل أشهر وباقية باقية في قلبه. أحبها، ليس حبّ المراهقين، لكن حبّ الزوج والزوجة اللذين يصبحان واحداً. اليوم، يشعر نبيل خليفة بكثير من الفراغ. يقف أمام صورتها ويصلي لها ويخبرها كلّ شيء. تغيّر. موتها غيّره. أصبح يشعر بالوحدة أكثر. وهو الأب لثلاثة أولاد: وليد وإدغار وجوزيان.
ولد في حدتون البترونية «كنا أربعة صبيان وثلاث بنات: ماري وإيلين وأرزة وأنا نبيل الكبير وجورج وعصام وجوزف. والدي هو كمال خليفة ووالدتي فيكتوريا سمعان من حدتون أيضاً. أنا من أمّة الفلاحين الموارنة في أعالي البترون، في جرد البترون، وهذا فخر لي. أنا ابن الأرض. فلاح ابن فلاح. كنا نزرع القمح وأرافق «الدابة» وأنزل الحصاد. كنت أمشي كثيراً من ترتج إلى حدتون. ومرّة كنت «فريخ» أخذني والدي مع الفلاح الذي يساعدنا. كان شاطراً لكنه قاسٍ، فطلب مني الفلاح واسمه جرجس الياس رفع الحجارة لكنني لم أنجز المهمة في وقتها فضربني «بالمسّاس» (الذي يضربون به الأبقار). آلمني جداً لكنه علّمني أمثولة أن الأشياء إذا لم ننجزها في وقتها تكلفنا كثيراً».
دروس الحياة
الدرسُ الأوّل جعله أكثر جدّية. تعلّم في مدرسة حدتون ثم ميفوق وانتقل إلى بيروت «أراد والدي وضعي في مدرسة الطريق الجديدة لافتقاره إلى المال، ثم تدخّل رجل من حدتون وتكلم مع كاهن مدرسة الحكمة فتابعت دراستي فيها. كانت لدي منذ البداية نزعة أدبية ووالدي كان شاعراً. لكنني لم أكن أحبّ اللغة الأجنبية. وكي أضحككم. كان يقول لي الأب أنطوان أبي هيلا: Asseyez- vous فلا أفهم ما يريد فيضحك زملائي عليّ. وهذا أثّر بي كثيراً. ثمة أشياء تؤثر بنا كل حياتنا. لاحقاً، في عيد مار مطانيوس البدواني، شفيع الرهبنة، طلب منا الأب أبي هيلا تحضير شيء في المناسبة. فعلت. وحين سألني: نبيل خليفة ماذا حضرت؟ وقفت أمام مرأى كل زملائي المبتسمين وقلت: ليس العظيم من استبدّ وساد /وطغى فأخضع أمّة وبلادا فعندي العظيم من استجاب لربّه /وقضى الحياة تقشفاً وجهادا. وأصغى إلى صوت الله في جنباته /وتبع النفوس وأهمل الأجساد، فالنفسُ يرقى للخلود مصيرها /وابن الرمادي غدا يصير رمادا». يومها ارتفع التصفيق في مدرسة الحكمة وشعرتُ بشيء من ردّ الاعتبار».
حياتي مليئة بالتجارب والدروس
من دروس الحياة تحدى وأصبح من الأوائل. درس الآداب «ذهبت إلى جامعة «هوفلان» لدراسة الحقوق وحصلتُ على علامات عالية لكن والدي لم يكن معه المال الكافي فلم أتابع. دخلت إلى الجامعة اللبنانية، إلى معهد العلوم والإدارة، تعلمت وعملت وتقاضيت 90 ليرة في الشهر. وكانت البنات يضحكن عليّ لأنه كان يصمد من معاشي حتى آخر الشهر». كنت قديراً؟ «نعم».
أصبح «طليع» الجامعة. ويومها اختير ليقول كلمة باسم الخريجين كونه الأول في دفعته ولكن «كان هناك شخص – لن أسميه – مسلم سنّي قال: نريد أن يتكلم باسم الدفعة طالب سني لأن الجامعة تضم مسلمين أكثر من المسيحيين. أثّر ذلك كثيراً بي. قامت قيامة كلّ من في الجامعة في حينه «خوتوا». وعدتُ وألقيتُ الكلمة أمام فؤاد أفرام البستاني».
في بشري والنبطية والبترون
المشاكل التي اعترضته كثيرة «لا تكفيها صفحات» ويقول «تخرجتُ طليع الدورة بمعدل جيد جداً فصدر مرسوم تعيين أساتذة التعليم الثانوي غير متضمن اسمي كوني مسيحياً وهم يريدون التوازن بين الطوائف. لكنهم تعاقدوا معي ولم يعينوني. مررتُ بمطباتٍ كثيرة في حياتي».
وانطلق في الحياة. ويقول «تمّ تعييني عام 1963 في ثانوية بشري، هناك أسست الثانوية. وهذا أحد أسباب «معزة» سمير جعجع لي. لهذا كل الشخصيات البشراوية تأثرت بي سياسياً وإيديولوجياً. وكان يوجد في البلدة سبعة قوميين طلبوا مني إلقاء محاضرة عن فكر أنطون سعادة. كنت أعرف عن أنطون سعادة أيضاً أكثر منهم. ألقيتُ المحاضرة وناقشني ثلاثة منهم. ويومها أربعة من القوميين السبعة تركوا الحزب. أثّرت فيهم من خلال الفكر».
بقي في بشري عاماً كاملاً «احبوني هناك. تأثروا بي. وكان مدير الثانوية من كوسبا فضل الله شحادة. أحبوني لأنني أحبّ الناس وهم شعروا بهذا وطالما رددوا: «أنت يا أستاذ ع راسنا» (يضحك لذلك)». بعدها نقل إلى النبطية، إلى مدرسة حسن كامل الصباح، في العام 1964 «هناك أحبوني أيضاً لكن على مستوى آخر. ويومها طلب مني شيخ النبطية محمد السقي الصادق أن أكون خطيب ذكرى عاشوراء. نبيل خليفة الماروني خطيب حسينية النبطية. وحضر يومها أكثر من ثمانين ألف إنسان. وقفتُ على المسرح وألقيت الخطبة وفيها: «يا أبا الشهداء جبينك والشمس توأمان. ذكراك والمجد على موعد. صوتك يوم بحت حناجر الأخيار كان نداء الأرض للسماء. ودورك يوم عزّت الأنوار كان تنفيذ ملحمة فداء كربلاء الكبرى على أنها صفحة لا بد منها في تاريخ تحقق الإنسان. أتراه الله سبحانه وتعالى شاء أن يفرق بين الخير الأكبر والشر الأكبر يا ابا الشهداء بينك وبين أخصامك، أم تراه شاء أن يدفع ضريبة الإنسان مرتين: مرة على الجلجلة وثانية في كربلاء. وختمت بهالشيء المعبر: على بطاح كربلاء كأنني في حبة تراب تقول لأختها أنا لم أعد تراباً أنا لم أعد جماداً أنا حفنة عليها بعض من دم شهيد الإنسانية الحسين بن علي ويومها فقط لم تعد تضيء الأرض شمساً واحدة». يتابع «نزلتُ عن المسرح والناس تصفق كثيراً وبنات النبطية الجميلات رحنَ يهمسنَ: يا خيتي هذا مسيحي».
بعد سنة واحدة صدر مرسوم تعييني في البترون «أسستُ ثانوية البترون. وفي العام 1975، أيام رئيس دائرة الإمتحانات يوسف بو صعب، عيّنني رئيس مركز امتحانات في مدرسة البنات ثم نقلني، في اليوم نفسه، إلى مدرسة الحدادين التي تضم 900 طالب. وعرفتُ لاحقاً أنه فعل هذا لأن طالباً من آل المقدم، من حركة 24 تشرين، كان يمتحن فيها. يومها كان معي أستاذان من عبرين فطلبتُ أستاذاً من طرابلس من بيت المقدم لأعرف من خلاله ماذا يفكر الطالب المقدم. كان مسلحاً وحاول أن «ينقل»، نقلته إلى الرواق. وقلت للزغرتاويين المعترضين أن لا يتعاطوا معه. أتاني الأستاذ الطرابلسي من آل المقدم وقال لي أن الطالب – من عائلته – زعلان ومسلح وقد يضرّني. وفي المساء، وأنا عائد إلى البترون، صرتُ أطلب من العذراء أنه إذا اعترضني أن لا يطلق النار في صدري بل على قدمي. كنت واثقاً أن العذراء ستكون إلى جانبي. وأتذكر أنه أتاني حاملاً مسدسه وقال لي: أتيتُ لأطلق عليك الرصاص لكنني عرفت أن السبب في ما فعلت هم المراقبون الزغرتاويون. كان عددهم تسعة مراقبين. أرسلت وراءهم في آخر يوم من الامتحانات وقلتُ لهم وضبوا أغراضكم وغادروا. أبعدتهم بالقوة. العذراء ألهمتني فساهمتُ بنجاتهم».
بين شاقوفي الكتائب والقومي
كتب، أول «طلعتو»، في صحيفة العمل ويقول «أكتب منذ العام 1965 باسم وليد، كونه كان ممنوعاً على من يتعاقد مع الدولة الكتابة في السياسة. وأصبحتُ لاحقاً الناطق الرسمي باسم الصحيفة. تكلمت في حينه عن الحياد واللامركزية والقيادة الجماعية. هي عناوين يتحدثون عنها اليوم. وانتسبتُ إلى حزب الكتائب منذ خمسينات القرن الماضي. كتبتُ من حصاد الأسبوع، في الصفحة الثقافية، الفكر الإيديولوجي النقدي. وأتذكر أن مشكلة حصلت في أميون، حيث قتل شخص من كور، فردوا بقتل عديلي القريب من نائب الكورة القومي آنذاك. وأرادوا اغتيالي أيضاً. لاحقوني فهربت وكان بيني وبين الموت هنيهات لكن العذراء حمتني من جديد. وأصبحت بين شاقوفين. الكتائب ظنوا أنني مع أنطون سعادة والقوميون تعاملوا معي على أنني مع الكتائب».
يعرف نبيل خليفة قيمة نفسه «أحد معارفي، وهو صحافي، طرح على كمال جنبلاط سؤالاً: هل تقرأ شيئاً من المنطقة الشرقية في هذه الأيام؟ أجابه: لا أقرأ إلا شيئاً واحداً وهو مقال نبيل خليفة». هو استمرّ دائماً منفتحاً على الفكر «لم أستزلم لأحد بل للفكر السياسي فقط. هذه هي قوتي وهذا هو ضعفي، بدليل أن لا أحد يسأل عني اليوم. الحياة فيها ظلم كثير. دافعتُ عن الفكر طوال حياتي. كلهم استفادوا مني. وقبيل وفاة بيار الجميل الكبير أرسل ورائي وقال لي كلمتين: نبيل أطلب منك شيئاً واحداً فقط أن تدافع في كتاباتك عن صيغة الحياة المشتركة». ويستطرد: «يوم استشهد بشير أنا من رثيته على صفحات العمل. وأنا قبلها كنت من خلّصته يوم أرسل وراءه معمر القذافي. يومها اتصل بي بشير وكنت في باريس أعمل نائب رئيس تحرير مجلة المستقبل (المدعومة من الأمير سلمان بن عبد العزيز) وقال لي: اتصل بي القذافي طالباً الإجتماع بي للبحث في القضية اللبنانية. قلت له: إياك ثم إياك ثم إياك. هو يريد اغتيالك. تفاجأ. بعد ثلاثة أيام اتصل بي مجدداً قائلاً: طلب أن نجتمع في السفارة الليبية في باريس شرط أن لا تعرف الجبهة اللبنانية بهذا. قلت له: أراد في البداية اغتيالك جسدياً وحين عجز يريد اغتيالك سياسياً وضرب صيتك بين المسيحيين. لذا إياك ثم إياك ثم إياك أن تفعل. لم يفعل».
الفكر قوتي وضعفي
تعرّف خليفة إلى الإمام الخميني «كان يسكن في ضواحي باريس يوم كنتُ هناك. وفي الأول من شباط العام 1979 غادر إلى إيران لاستلام السلطة. ودعته. وحين وصل تحدث عن نظرة الثورة الإسلامية إلى إسرائيل قائلاً: ستكون ثورة محو إسرائيل عن خريطة العالم. هو ذاته التعبير الذي يرددونه اليوم. ويومها ردّ عليه مناحم بيغن: قبل أن يمحونا نكون قد جعلنا إيران نتفاً مبعثرة في زوايا العالم الأربع». وما أشبه اليوم بالبارحة.
الخصوصيّة اللبنانية
كتب نبيل خليفة «مدخل إلى الخصوصية اللبنانية» ويقول «أخذ كريم بقرادوني، المحنك، أطروحتي وأعطاها إلى حافظ الأسد وقال له: هذه أهم أطروحة علمية تصدر تنقض النظرة السورية إلى لبنان» ويتابع «لاحقاً قال لي سمير جعجع: نبيل كلّ كتبك مهمة أما «الخصوصية اللبنانية» فموضوع آخر». هذا الكتاب يبرر علمياً وجود لبنان الدولة والكيان كحقيقة جغرافية وتاريخية».
هو شارك في دورات التنشئة السياسية. ويقول «حين كان الشيخ سامي (الجميل) في المعارضة كان يزورني ويستمع لشروحاتي وحين أصبح نائباً غاب». هل نفهم من هذا أنه اليوم وحيد عاتب؟ يجيب «تصوري بعد كلّ ما فعلته أصبحتُ وحيداً. يوم كتبت «الخصوصية اللبنانية» صدر أمر من الإدارة السورية بمنعي من تقديم المحاضرة. لكنني فعلت. وكانت المخابرات السورية تجول في القاعة. ثم صدر قرار بإقالتي من جامعة الكسليك بأمر من القوى السياسية الحاكمة (كان إميل لحود رئيساً للجمهورية). أتى المدبر وأبلغني أن الجامعة استغنت عن خدماتي. سألته: هل هو عقاب أكاديمي؟ هل أخطأت أكاديمياً في مكان ما؟ أجاب: لا، هي مسألة مالية الوضع المالي في الجامعة يقتضي أن نستغني عنك. يومها ساعدتني العذراء أيضاً حيث كان رئيس الجامعة كلفني قبل أيام بتحويل 800 ألف دولار من ميزانية الكسليك إلى الرئاسة العامة في غزير. قلت للمدبّر: يا أبونا كلية الهندسة وحدها في الجامعة تدخل ستة ملايين دولار وتصرف أقل من مليونين. فبلا هالحكي».
جعجع والفكر والكتاب
أقيل من جامعة الكسليك ومنع عليه الدخول إلى الجامعة اللبنانية «أرادوا أن «يموتوني». وأصبحتُ أستاذا ثانوياً متقاعداً براتبٍ لا يتجاوز 220 دولاراً في الشهر».
يتذكر أيام بشري الجميلة. يتذكر سمير جعجع الذي كان يجلس أمامه مستمعاً إلى فكره السياسي ويقول «كان يزورني في حصرون، أول بزعون، حيث كنت أصطاف سنوياً، ويجلس أمامي بثيابه العسكرية طارحاً أسئلة عميقة. هو قال شرف لي أن أكون تلميذ نبيل خليفة في الفكر السياسي».
يملك نبيل خليفة مكتبة ضخمة. هو يجالس كتبه ويقرأ يومياً ثلاث صحف «أحرص على شراء النسخ الورقية. للورق نكهة خاصة». ويخبر «يوم وصول الخميني إلى الحكم كتبت في مجلة المستقبل مقالة – أشبه ببحث – على 13 صفحة. ويومها تلقى أمين سرّ المجلة مخابرة حين كان في مكتبي. وحين انتهت نظر إلي وقال: هذا محمد حسنين هيكل حدثني عن مقالتك وطلب ست نسخ». المطران جورج خضر قال أيضا عن دراسة كتبها عن الأرثوذكس «إنها أهم دراسة كتبت عن الأرثوذكسيين في هذه المرحلة».
هل تعب نبيل خليفة؟
ينظر في الأرجاء. ينظر إلى وجه زوجته. يقلب بين صفحات كتاب يجالسه ويقول «عملتُ كل حياتي ومصيري هو الفكر». هل تأثر بأنطون سعادة؟ يجيب «كل رجل فكر يؤثر بي بشكلٍ من الأشكال».
أذكى رجل مرّ في تاريخ لبنان برأيه هو «ميشال شيحا». ماذا عن رجالات موارنة آخرين؟ ماذا عن بيار الجميل (الجد)؟ يجيب «كان رجلاً وطنياً صرفاً بحتاً كاملاً بلا أي التباس». ماذا عن ميشال عون؟ «رجل عنده عقدة أن من ليس معه فهو ضدّه». وماذا عن سمير جعجع؟ يجيب «تجربته السياسية لم تكتمل بعد لكنه وطني».
لم أتعب
يتذكر نبيل خليفة سؤالاً طرحه عليه طالب في النبطيه عام 1964 حين كان يشرح درساً عن الأمويين والعباسيين: ماذا عن أهل البيت؟ أجابه خليفة: «يا حبيبي الشيعة في التاريخ كانوا يصنعون الثورات لكنهم يكونون أولى ضحاياها».
في رصيده عشرون، ثلاثون، كتاباً. لم يعدّ يذكر. لكن ما لا ولن ينساه أنه والكتاب صديقان. وأن العذراء حاضرة. وأن لبنان لن يكون إلا بالوثوق بالكيانية اللبنانية.