حراك خارجي تجاه لبنان للتوافق على رئيس بمواصفات إنقاذية وإصلاحية
الاحداث- كتب داود رمال في صحيفة الانباء الكويتية يقول:"يشهد لبنان في المرحلة الحالية حراكا ديبلوماسيا داخليا وخارجيا مكثفا، يتمحور حول إيجاد مخرج للأزمة السياسية المستفحلة، وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي الذي بات يشكل عبئا يثقل كاهل البلاد.
وفي ظل الانقسامات الداخلية الحادة، تبدو الحاجة ملحة إلى رئيس يحمل رؤية وطنية جامعة تجمع بين الإنقاذ الاقتصادي، والإصلاح المؤسسي، والسيادة الوطنية. هذا الاستحقاق ليس مجرد حدث عادي بل هو فرصة لإعادة رسم مسار البلاد نحو الاستقرار والتنمية.
وقال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ«الأنباء» حول حصر مواصفات الرئاسة: «إن مواصفات الرئيس المنشود تتطلب أن يكون شخصية تمتلك الجرأة على تنفيذ إصلاحات هيكلية تعيد بناء الثقة بالمؤسسات، مع الحفاظ على التوازن الداخلي الذي يراعي التنوع اللبناني. كما ينبغي أن يلتزم الرئيس العتيد بالقرارات الدولية ذات الصلة، خصوصا القرارين 1680 و1701، لتعزيز سيادة لبنان وتثبيت استقراره. كذلك، فإن الرئيس المنتظر يجب أن يكون قادرا على تحقيق توافق داخلي، مع تأمين دعم إقليمي ودولي يدعم مسار الإصلاح ويحصن البلاد من التداعيات الخارجية».
وأوضح المصدر انه «وفي سياق الجهود الديبلوماسية، تكتسب الزيارات المرتقبة لوفود أجنبية إلى لبنان أهمية خاصة. من أبرزها الزيارة المحتملة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التي تعد الأولى من نوعها لمسؤول سعودي بهذا المستوى منذ نحو عقد. هذه الزيارة تشير إلى اهتمام سعودي متزايد باستقرار لبنان، وتأتي في إطار تحرك المملكة من خلال دور داعم في صياغة الحلول للأزمة اللبنانية، خصوصا ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي».
وتابع المصدر: «بالتوازي، ينتظر اللبنانيون زيارة الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين التي ستركز على الوضع في جنوب لبنان وتطبيق ورقة الالتزامات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل. ومع ذلك، هناك احتمال كبير بأن يتناول هوكشتاين في محادثاته ملف الاستحقاق الرئاسي كجزء من الاستراتيجية الأميركية الأوسع لدعم الاستقرار في المنطقة».
واكد المصدر انه «وسط هذه التحركات، يبقى الواقع اللبناني معقدا ومتشابكا، اذ يتطلب التوصل إلى حل للأزمة توافقا داخليا يبقى لحد الآن صعب المنال، لكنه ضروري لتجنب المزيد من الانهيار. وينعكس الفراغ الرئاسي في شكل مباشر على أداء المؤسسات، ويعيق تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي يطالب بها المجتمع الدولي. في المقابل، تحمل الزيارات الديبلوماسية المرتقبة إشارات إيجابية قد تفتح المجال أمام اتفاق داخلي يعزز فرص انتخاب رئيس جديد يتمتع بالمواصفات المطلوبة لقيادة المرحلة المقبلة».
في ظل هذه التحديات، يبقى الأمل معقودا على توافق وطني يرافقه دعم خارجي يمكن أن يسهم في تحقيق اختراق سياسي يمهد لانتخاب رئيس جديد. هذا الرئيس، إن وجد، يجب أن يكون عنوانا للإنقاذ والإصلاح والسيادة، وقادرا على ترجمة إرادة اللبنانيين في الخروج من النفق المظلم نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.