من الصحف

ما يرفضه جوزف عون هل يوفّره آخرون؟

الاحداث- كتبت روزانا بو منصف في صحيفة النهار تقول:"يسمع السياسيون من ديبلوماسيين أجانب تهانئ مسبقة حول جلسة 9 كانون الثاني التي ستكون حاسمة في رأيهم بحيث يُنتخب الرئيس العتيد، ولو مع التحفظ عن الإفشاء بالمرشح المحتمل فوزه، فيما يتصدّر العماد جوزف عون قائمة من يستطيعون الوصول إلى الرئاسة. ويسمع اللبنانيون بتأكيدات رئيس مجلس النواب في هذا الإطار، لكنه لا يشكل ضماناً فعلياً ولذلك فإن التفاؤل لبنانياً ليس بالمقدار نفسه في ظل مخاوف ممّا ستؤول إليه عملية الانتخاب في ظلّ تساؤل كبير مفاده إن كان قائد الجيش الذي أبلغ باعتباره المرشح الأبرز قوى سياسية برفضه إملاء شروط عليه لانتخابه والحصص التي يريد بعضهم ضمانها مسبقاً أنه لن يخضع لهذه الشروط، فهل سيتم توفيرها لهذه القوى عبر مرشحين آخرين. المخاوف تتركز في ظل الشروط التي يجري تناقلها في الكواليس إذا صحّ توقع أن يتم انتخاب رئيس جديد في أن يدير الواقع السياسي الذي تسيطر عليه القوى السياسية من دون قدرة على التغيير إما بذريعة حصص الطوائف أو المحافظة على مكاسبها السابقة، فيما إعادة بناء المؤسسات تتطلب تنازلات جدية لمصلحة البلد. فالقوى السياسية في تداولها المرشحين وأفضليتهم بالنسبة إليها تعوّل على دعم من يؤمّن مصالحها في الدرجة الأولى.

 

ثمة تغييرات جذرية في لبنان لم تكن متخيّلة حتى وقت قريب كما في الجوار السوري فيما القوى السياسية لا تزال تتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بالعقلية نفسها التي سبقت الزلازل المحلية والإقليمية إلى حدّ يبدو كأن الرئيس المقبل هو فقط لإدارة الأزمة وواقع القوى المسيطرة على البلد وليس لحل الأزمة والانتقال بالبلد إلى مرحلة جديدة لم يعرفها منذ ما قبل عام 1975. وجوزف عون أرسل على ذمّة بعض المتصلين به، من يبلغ بري على الأقل أنه ليس في وارد أن يكون رئيساً لإدارة الأزمة أو لإعادة توزيع الحصص الوزارية في الحكومة العتيدة لجهة سيطرة طوائف أو جهات معينة على وزارات أساسية، إذ إن مرحلة ما بعد الحرب وبعد إقرار الطائف لم تحمل حلولاً جذرية كما هي الحال راهناً مع سقوط النظام السوري أو احتمالات حلول جذرية كما هي مع إنهاء موضوع "حزب الله" في الجنوب من خلال ضمان الحل الديبلوماسي لإشكاليات الحدود بين لبنان وإسرائيل. ولذلك يبقى السؤال: من من المرشحين سيقدم هذه الضمانات للثنائي الشيعي ولسواه باعتبار أن التساهل مع طرف يفترض التساهل مع الأطراف الآخرين فيما أي إعادة لما سبق تشكل مؤشراً على أن لا أمل بالبلد ولا بقياداته المقبلة في المدى المنظور. ويصعب حتى الآن دحض هذا الانطباع ما لم يكن التغيير ملموساً، وهو ما لا يبدو ظاهراً في الأفق. 

 

الكرة في ملعب الثنائي الشيعي في لعبة الأمتار الأخيرة. فهو امتلك القدرة على الذهاب إلى تسوية خلال العامين الأخيرين ولم يفعل والمزيد من التعنت سيكون امتداداً لخسارته ولو أن أحداً لن يرغب في إنهاء دوره المؤثر القائم عملانياً بـ27 نائباً والذي يستطيع توظيفه لتحسين شروطه.