بوحبيب يتصل بنظيره السوري وجنبلاط يهبط في انقرة بعد دمشق
رسالتان للميلاد من "غبطة" بري و"دولة" الراعي
الاحداث- يحل عيد الميلاد اليوم على لبنان، وهو فعلاً اسم على مسمّى.
فمنذ عقود، لم يأت العيد في ظروف داخلية وخارجية تضعه في مسار تقلّب أوضاع لبنان والمنطقة رأساً على عقب.
وأعطت نتائج الحرب الإسرائيلية منذ 17 أيلول الماضي والتي ورّط "حزب الله" لبنان فيها مثالاً على انقلاب هذه الأوضاع.
ثم جاء سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول الجاري ليكمل صورة هذا الانقلاب.
ووسط هذا الزمن الانقلابي وفي مناسبة العيد، أطل رئيس مجلس النواب نبيه بري في "ثوب روحي"، بينما ركز البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الميلاد على الملفات السياسية الشائكة والتي تتراوح بين الجنوب والرئاسة.
فقد وجّه بري لمناسبة الميلاد رسالة تهنئة الى اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة.
واختار الرئيس بري من الإنجيل والقرآن ما يتفق مع المناسبة. ودعا الى "مقاربة كافة قضايانا المتّصلة بكل مناح حياتنا وسلوكنا وعلاقاتنا الإنسانية والسياسية والإجتماعية بروحية ميلادية".
في المقابل، رأى البطريرك الراعي في رسالة الميلاد ان "لا خلاص للبنان إلاّ بالعودة الى ثقافة الحياد الإيجابيّ الناشط، الذي يجعل منه ما هو في طبيعة نظامه السياسيّ، فيكون فيه جيش واحد لا جيشان...".
أضاف: "نتطلّع بثقة وتفاؤل الى التاسع من كانون الثاني المقبل، وهو اليوم المحدّد لانتخاب رئيس للجمهوريّة بعد فراغ مخزٍ دام سنتين وشهرين، خلافاً للدستور، ومن دون أيّ مبرر لهذا الفراغ، سوى عدم الثقة بالنفس لدى نواب الأمة، بانتظار مجيء الاسم من الخارج...".
بالتوازي، سجّل أمس أوّل تواصل رسمي بين الحكومة اللبنانية والإدارة الجديدة في سوريا.
فأبرق وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب إلى نظيره السوري اسعد الشيباني.
وأكدت البرقية "تمسك لبنان بوحدة سوريا وتطلعه إلى أفضل علاقات جوار مع الحكومة الجديدة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين".
في أنقرة، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي التركي، النائب السابق وليد جنبلاط، الذي يزور تركيا برفقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور.
وقد تناول اللقاء آخر المستجدات والتطورات السياسية في المنطقة، في ظل التحديات الراهنة.
وأتت زيارة جنبلاط الرسمية لتركيا في اليوم الثالث بعد زيارته لدمشق ولقائه مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
وكتب النائب تيمور جنبلاط عبر حسابه على "أكس": "يبقى الرجاء أن تصل تباشير الاستقرار والحق لشعب فلسطين، مهد الميلاد، ونتطلع بأملٍ إلى ما تحقق للشعب السوري بعد طول معاناة، وأن تتفق القوى السياسية في لبنان على انتخاب رئيس وفاقي وعدم الاستقواء على بعضنا البعض، كي تكتمل معاني عيد الميلاد، الذي نهنئ به جميع اللبنانيين والمسيحيين خاصة".
أمنياً، حلّ الميلاد في حالة ترقّب لما ستؤول إليه عملية تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار التي انطلقت في 27 تشرين الثاني الماضي.
وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" في هذا السياق، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، الى "أن انسحابنا من جنوب لبنان قد يكون أبطأ بسبب الانتشار البطيء للجيش اللبناني".
واتت هذه المعلومات بالتزامن مع اجتماع ترأسه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، ضم قائد الجيش العماد جوزيف عون واللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار في الجنوب، إلى جانب رئيس اللجنة الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز والأعضاء الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد الركن إدغار لاوندس وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ارولدو لاثارو.
وخلال الاجتماع، طلب ميقاتي "وقف الخروق الإسرائيلية والانسحاب الفوري من المناطق الحدودية التي توغل فيها الجيش الإسرائيلي"، وقال: "إن لبنان ملتزم بنود التفاهم، فيما إسرائيل تواصل خروقها، وهذا أمر غير مقبول".
وشدد ميقاتي على أن "جولته في الجنوب (أول من أمس)، أظهرت مدى الحاجة إلى تعزيز الاستقرار لتمكين الجنوبيين من العودة إلى قراهم".
ودعا اللجنة إلى "الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم، وأبرزها الانسحاب من المناطق المحتلة ووقف الخروق".
ومن المقرّر أن تعقد اللجنة اجتماعات متتالية مع الجيش للبحث في المسائل المطروحة على أن تعقد اجتماعها الدوري مطلع العام الجديد.