من الصحف

القصر الجمهوري يستعد... هل يكون 9 كانون الثاني موعداً للحسم الرئاسي؟
«الاسرائيليون» لاهالي الجولان: لن ننسحب وستخضعون للقانون «الاسرائيلي» بالتجنيد
اعتراض اميركي اوروبي على العفو العام عن الإسلاميين وطلبات إخلاء السبيل رُدّت

الاحداث- كتبت صحيفة "الديار" تقول:"الجلسة الرئاسية في موعدها بـ «9 كانون الثاني»، والرئيس نبيه بري لم يدع اليها الا بعد ان نال بركة سفراء الخماسية الذين شجعوه على تقديم الموعد، لكنه طلب التريث واعطاء فرصة لبعض القوى لمراجعة حساباتها والدخول في التسوية والتوافق. وحسب المعلومات المسربة، فان الرئيس بري اعطى مهلة 40 يوما كفرصة للمعترضين ليراجعوا حساباتهم ويخففوا خسائرهم. وحسب المعلومات المسربة، فان النصاب القانوني بات مؤمنا وعدد النواب الذين اعطوا الإشارات الايجابية لحضور الجلسة تجاوز الـ100 نائب، حتى القوات اللبنانية بدأت مواقفها تميل الى الايجابية من حضور الجلسة.

النصاب القانوني بات مؤمنا، واذا تم تطيير النصاب في الجلسات المتلاحقة التي تلي الجلسة الأولى من قبل بعض الكتل، فان الرئيس بري سيدعو لجلسة جديدة بعد عدة ايام فقط، ولن يمر شهر كانون الثاني الا ويكون رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، وقد بدأت الاستعدادات والترتيبات وبعض الإصلاحات في القصر الجمهوري لاستقبال الرئيس الجديد.

ورغم الاستعدادات واللقاءات، فان التوافق على اسم رئيس الجمهورية، حسب المطلعين على الاتصالات الجارية خلف الكواليس، ما زال متعذرا. وحتى الساعة، الاسماء المتداولة تحظى بنسب متساوية، باستثناء قائد الجيش العماد جوزيف عون المتقدم بخطوات فقط وليس باشواط، وباتت القناعة محسومة عند بعض الاقطاب باستحالة النزول الى جلسة 9 كانون الثاني باسم موحد. وحسب المعلومات المسربة، فان كتلا عديدة واساسية، وتحديدا الثنائي الشيعي، ما زال لديها ملاحظات كثيرة على ادارة قائد الجيش للمعركة الرئاسية والايحاء والتسريب من قبل فريق عمله بأنه مرشح الإدارة الأميركية ومن لا يصوت له سيتعرض للعقوبات، وان التغييرات التي حصلت بعد الحرب صبت لمصلحته، حتى إنه لم يتم الرد على تصريح الجولاني الاستعلائي و «الفج» عن دعمه لترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية مما رفع من منسوب القلق رغم ان الجولاني صحح تصريحه امس، واكد ان سوريا الجديدة لن تتعاطى بالملف الداخلي اللبناني.علما ان التباين بين قائد الجيش والثنائي الشيعي بدأ خلال حرب الاسناد ولم ينته حتى الان، وفي الوقت نفسه، فان الثنائي الشيعي لن يقف في وجه العماد عون اذا حصل إجماع عليه من الكتل النيابية، ولن يقفوا ضد الاجماع.

ويذكّر المطلعون على الاتصالات الجارية بما حصل عام 1989 من توافق على شخص المرحوم مخايل الضاهر بين حافظ الأسد وريتشارد مورفي، حيث نام الضاهر رئيسا، وعند الصباح طار الاتفاق بسبب رفض القوى المسيحية له، وادى إلى الفوضى والخراب.

وحسب المعلومات المسربة، ان لائحة المرشحين للرئاسة طويلة جدا، والجميع يقوم «بجس النبض» مع القوى السياسية والسفارات، وتبين ان الامور لن تتبلور او تحسم الا قبل موعد الجلسة بـ 48 ساعة. اما المواقف الحالية فللمناورة، باستثناء اللقاء الديموقراطي الذي اعلن دعمه للعماد جوزيف عون، بينما الثنائي الشيعي ما زال معترضا على اسم قائد الجيش. وحسب المعلومات المؤكدة، ان استمرار فرنجية في السباق الرئاسي منسق مع الثنائي الشيعي والتواصل بين بري وحزب الله وفرنجية لم ينقطع لحظة واحدة، لكن فرنجيه «عقلاته براسه» ويعرف المتغيرات جدا، كما ان الرئيس نبيه بري ما زال متمسكا بمسألة التعديل الدستوري في مسألة انتخاب العماد جوزيف عون.

وبالنسبة للقوات اللبنانية، فان «الحكيم» وحسب التسريبات القواتية في المجالس الخاصة، يدرس مسألة ترشحه بشكل جدي، ويعقد الاجتماعات مع أركان القوات اللبنانية واكاديميين وبعض الاكليروس الماروني لدرس الخطوة. ويقوم جوزيف جبيلي منسق القوات اللبنانية في واشنطن الذي تربطه علاقات ممتازة بالإدارة الجديدة، بتسويق الدكتور جعجع. كما يتم التواصل مع باريس ودول الخليج والاطراف السياسية، وفي ضوء نتائج الاتصالات يحدد موقفه. وحسب التسريبات، فان الحكيم لن يقدم على اعلان ترشحه اذا لم يضمن وصوله الى بعبدا بنسبة 100%، ولن يكون مرشحا خاسرا.

اما بالنسبة للتيار الوطني الحر، فموقفه واضح وحاسم لجهة رفض العماد جوزيف عون اولا وسليمان فرنجية ثانيا، ومستعد للبحث في الاسماء الاخرى، واللقاء بين باسيل والحاج وفيق صفا كان جيدا وتم الاتفاق على استمرار التواصل المباشر او عبر أصدقاء مشتركين، وباسيل منفتح مع الثنائي لجهة التوافق على اسم مشترك.

اما النواب السنة، فمعظمهم ينتظر توضح الاجواء السعودية والتركية في ظل تعاطيها المباشر مع الازمة اللبنانية. وبات محسوما ان النواب السنة لن يكونوا على موقف موحد، وسيوزعون أصواتهم بين المحاور. وصورة الموقف السني قد تظهر بعد التسريبات عن زيارات لمفتي الجمهورية اللبنانية نحو سوريا وتركيا والرياض وعقد اجتماع نيابي موسع في دار الفتوى. واعترف النائب عبد الرحمن البزري بحصول اجتماعات لعدد لا بأس به من النواب السنة، لكنهم لم يحسموا موقفهم من اي مرشح حتى الان خلافا لكل التسريبات.

اما بالنسبة للنواب التغييريين، فان ما ينطبق على الواقع السني ينطبق عليهم لجهة تشتت أصواتهم وعدم النزول الى المجلس النيابي «ببلوك موحد».

هذه اللوحة حسب المطلعين على اجواء الاتصالات الرئاسية، تؤكد ان الصورة ما زالت ضبابية، وسط اجتماعات مكثفة بين القوى السياسية بعيدا عن الاضواء دون اي نتيجة، مع استمرار المحاولات لتأمين زيارة جعجع الى عين التينة، وعقد اللقاء المنتظر بين جنبلاط وجعجع، وبالتالي فان الامور لن تتوضح الا قبل 48 ساعة من جلسة 9 كانون الثاني.

 

العفو العام

ما تردد في الايام الماضية عن صدور قانون بالعفو العام عن المعتقلين الاسلاميين في رومية غير صحيح مطلقا، ولم يبحث هذا الموضوع جديا حسب معلومات قضائية، وكل ما طلبه الرئيس ميقاتي من وزير العدل تسريع المحاكمات فقط، علما ان العفو العام يلزمه قانون من المجلس النيابي. وحسب المعلومات، فان التسريبات عن صدور اخلاءات سبيل، تناولت عددا من المعتقلين الاسلاميين لم يحصل مطلقا، وعلى العكس فان طلبات إلاخلاء السابقة تم ردها جميعا وهناك طلبات إخلاء جديدة. ويؤكد وزير العدل ان موضوع الموقوفين الاسلاميين قضائي بحت ولا يمكن التدخل بعمل المجلس العدلي وليس هناك اي شيء في هذا الملف. وحسب معنيين بالقضية، فان مراجع قضائية عليا تبلغت رفضا اميركيا _ اوروبيا لاطلاق سراح الاسلاميين من سجن رومية وضرورة محاكمتهم، وحذرت من الافراج عن اي معتقل إسلامي إرهابي، وبالتالي فان الهمروجة التي سادت حول الموضوع انتهت، ولا عفو عام في المدى المنظورعن الاسلاميين وغيرهم قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وكل الملفات الحساسة مجمدة.

 

خطف 3 شبان لبنانيين في وادي الحجير

واصلت القوات الإسرائيلية خروقاتها للأراضي اللبنانية، وافاد مصدر امني عن قيام اسرائيل بخطف 3 شبان لبنانيين هم مهدي شموط وفؤاد قطايا وعلي يونس، عبر كمين نصبته على طريق وادي الحجير.

في مجال اخر، يتابع حزب الله موضوع الخروقات الاسرائيلية اليومية لوقف اطلاق النار وعدم الالتزام من قبل اسرائيل. وحسب المعلومات، فان الحزب لن يستمر على موقفه الحالي والسكوت عن الخروقات، وينتظر انتهاء مهلة الـ 60 يوما للبدء بتطبيق الاتفاق وكيف ستسير الامور بعدها؟ وعندئذ لكل حادث حديث، مع العلم ان اسرائيل منعت حتى الان قوات الجيش اللبناني من سحب جثث الشهداء من عدد من القرى، بعد ان أعطت لجنة الإشراف على وقف النار موافقتها، كما واصلت عمليات هدم المنازل في القرى الواقعة على الحافة الامامية، لكنها انسحبت من بلدة بني حيان بعد جرف ممنهج للمنازل.

 

التطورات في المنطقة

في ظل التطورات الإقليمية اللافتة والتاريخية التي تفاقمت مع الحدث السوري وتداعياته الكبرى على لبنان بعد احتلال اسرائيل للمنطقة العازلة في سوريا والعودة الى مرتفعات الجولان الاستراتيجية بعد 52 عاما والوصول إلى مسافة 15 كلم من دمشق و12 كلم من منطقة المصنع والسيطرة على اهم موارد المياه في الشرق الاوسط بالإضافة إلى تدمير قدرات الجيش السوري، يزور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط دمشق الاحد، على رأس وفد درزي موسع وبتفويض درزي شامل لتهئنة العهد الجديد بقيادة الجولاني من اجل فتح صفحة بين دروز جبل العرب وهيئة تحرير الشام لعل ذلك يؤسس لمرحلة من التعاون، تنعكس استقرارا على جبل العرب وتضع حدا للاعتداءات والتدخلات الاسرائيلية، فمعركة جنبلاط الحالية تكمن في الحفاظ على عروبة الدروز وتاريخهم الوطني مدعوما من القيادات الدرزية في لبنان، مقابل محاولات شيخ عقل الدروز في فلسطين المحتلة موفق ظريف التدخل في شؤون أبناء الطائفة الدرزية في مناطق وجودهم في الأردن وسوريا ولبنان.

فالمشروع الاسرائيلي لتحويل الدروز الى حرس حدود لاسرائيل وجيش لحد جديد يمتد من حاصبيا حتى الجولان والسويداء وصولا الى راشيا وطريق المصنع ما زال قائما ولم يتوقف، وتعمل اسرائيل على إنجاز هذا الكانتون كمقدمة لتقسيم المنطقة.

ونقلت فاعليات درزية تقيم في قرى حضر وعرنة وبيت جن وجناتا الخشب في الجولان، ما سمعوه من قادة الجيش الاسرائيلي أثناء تفقدهم هذه القرى والبقاء في المنطقة وخضوع الاهالي للقوانين الاسرائيلية والتجنيد الالزامي، كما حضوا الاهالي على طلب الحماية من اسرائيل مقابل وعود سخية بمشاريع سياحية واقتصادية، وتأمين دخولهم الى اسرائيل وسوريا بشكل طبيعي من ودون عوائق وتصريف منتوجاتهم الزراعية، ووعدوهم ايضا بتأمين الماء والكهرباء وكل ما يحتاجون اليه شرط الالتزام بحماية اسرائيل والتطوع في الجيش الاسرائيلي وتسليم اسلحتهم والتعاون امنيا. وعلم ان موفق ظريف تعهد للدروز الذين كانواموالين للنظام السوري بالحماية وعدم التعرض لهم شرط الالتزام بالقوانين الاسرائيلية. وفي المعلومات المسربة من المنطقة، فان 90% من أهالي الجولان رفضوا هذه الاغراءات واعلنوا امام الوفد الاسرائيلي تمسكهم بعروبتهم وبلدهم سوريا ورفض التطبيع. ويبقى الخطر الاكبر ما نقله الوفد الاسرائيلي للاهالي عن منحهم حرية الحركة في سوريا وتوقيع اتفاقات مالية واقتصادية لتبادل السلع والوصول الى منابع النفط في حمص وحماة وكامل الجنوب السوري، مع حصة للشركات الاسرائيلية في اعمار سورية.