داريل لحود مع انتخاب عون... وتراجع الحزب "فرصة ذهبية"
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم تكن محطة العضو في الكونغرس داريل لحود في بيروت "عادية" من باب الاستطلاع أو الاستماع إلى مجموعة من النواب المعارضين، تناول معهم في العمق ملفين ساخنين وأكثر من حساسين: ترقب تطبيق الجيش للقرار 1701 في الجنوب وانتخابات الرئاسة.
يحيط لحود بتفاصيل تشعبات الأزمات السياسية في لبنان منذ سنوات، ولا يخفي ما يفكر فيه، إذ يعبّر عن مكنوناته من دون أي قفازات ديبلوماسية. ولا يراعي الحساسيات اللبنانية. وما يؤكد ذلك أنه في إحدى جلساته في أميركا مع نواب لبنانيين لا يلتقون مع الرئيس نبيه بري، قال في حقه كلاما قاسيا إلى درجة أنهم لم يتقبلوا كلامه بسبب الإحراج الذي تسبب به مضيفهم المطالِب مع زميله داريل عيسى بفرض عقوبات على بري وتحميله مسؤولية علاقاته مع "حزب الله" وحمايته له، واتهامه بأنه يقف حجر عثرة أمام إتمام انتخابات الرئاسة، ويتلاعب بالدستور!
ولا تشارك لحود هذا الرأي أكثر من جهة سياسية وأمنية في واشنطن، تعرف موقع بري عند الشيعة وعلى المستوى الرسمي.
وفي محطته في بيروت، لم يكن مستغربا ألا يطلب لحود موعدا من بري، ومن غير المؤكد أساسا أنه كان ليستقبله. ومن المفارقات بحسب مصادر نيابية معارضة ألا يكون لحود على علاقة برئيس المجلس الذي هندس مع الموفد آموس هوكشتاين ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فضلا عن توصلهما إلى وقف الحرب الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله" تحت مظلة القرار 1701 والورقة الأميركية.
وأكثر ما ركز عليه لحود في كل لقاءاته هو تشديده على ضرورة استمرار بلاده في دعم الجيش واعتراضه على زملاء له في الكونغرس يطالبون بتقليص المساعدات المالية واللوجيستية السنوية للجيش، وهم من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وقد أبدوا خشيتهم أن تقع الأسلحة التي يقدمونها في أيدي الحزب. ويتوقف عند ما تعرض له الحزب من "ضربات قاسية" من إسرائيل وضعها في خانة "الفرصة الذهبية" لتمكين المؤسسة العسكرية من بناء قدرات أفضل ومراكمتها.
ويتعهد بأنه سيستمر بخياراته في الكونغرس ليعزز قدرات الجيش. وكان يتحدث ب"سرور" بعد تمكن إسرائيل من تعطيل الجزء الأكبر من القدرات العسكرية للحزب ونجاح المعارضة في سوريا في اقتلاع بشار الأسد من السلطة وقطع قناة الإمداد بين طهران وبيروت.
وعندما يسأله نائب في "اللقاء الديموقراطي" عن مصير سلاح الحزب وتعامل واشنطن معه، يجيب لحود بأن مندرجات القرار 1701 "تتكفل بذلك. هذا السلاح يجب ألا يبقى موجودا ليس في الجنوب فحسب بل على كل الأراضي اللبنانية".
ويردد كلامه هذا على مسمع فريق من سفارة بلاده رافقه في معظم اجتماعاته، وأبرزهم المستشار السياسي والاقتصادي جيمي اوميليا (هاتفه مفتوح مع أكثر من نائب).
في الملف الرئاسي، لم يخف لحود تأييده انتخاب العماد جوزف عون، وهو ما عكسه مع أكثر من جهة نيابية. وعندما سأله نواب عن المرشح الذي تفضله واشنطن، أو بالأحرى الإدارة الجديدة، تحدث عن دور قائد الجيش، من دون أن يقفل الباب على أسماء أخرى.
أما بالنسبة إلى الأحداث الاخيرة في سوريا ورسم خريطة سياسة جديدة على أرضها بعد سقوط الأسد وتقهقهر محور طهران، فيقول إن الجمهوريين على تواصل مفتوح مع الجهات التي تسلمت السلطة في دمشق. ويستفيض في حديثه عن سوريا ومعرفته حقائق أوضاعها في السنوات الأخيرة من خلال عضويته في لجنة الأمن في الكونغرس، علما أن المسؤولين عن الأمن والاستخبارات في حلقة الرئيس دونالد ترامب سيولون التبدلات السياسية والعسكرية الأخيرة في سوريا اهتماما شديدا لدى دوائر القرار في واشنطن.