25 يوماً على جلسة الإنتخاب: ضغوطات دولية وضياع لدى الكتل الكبيرة
مخاوف لبنانية من الاستيطان الإسرائيلي جنوب الجولان.. وصعوبات إيواء ومساعدات تواجه نازحي سوريا الجدد
الاحداث- كتبت صحيفة اللواء تقول:"على بُعد 25 يوماً من الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضربت ضبابية الترجيحات المشهد الرئاسي المنتظر منذ اكثر من 26 شهراً، من جهة نجاح الجلسة، المسبوقة باتصالات، تخطت الداخل الى المطابخ الدولية والاقليمية، او عدم قدرتها، على الرغم من النيات الطيبة لرئيس المجلس وفريقه، وغالبية الكتل الحريصة على الخروج من النفق الرئاسي المظلم..
وليس من باب المصادفة ان يحضر ملف لبنان الى جانب ملف سوريا الجديدة في الاجتماع الذي يعقد في العاصمة الفرنسية، وتشارك فيه تركيا وباريس وممثلون عن جهات اخرى، لبحث مسألتي الامن واعادة النازحين الى بلادهم.
وسط هذه الاجواء عاد الحديث عن مواصفات رئيس الجمهورية، بحيث ترتبط بالمتغيرات الحاصلة في المنطقة، ووفقا لحسابات لها صلة بما يُخطط لجهة الدور المستجد لبنان، في مجرى تحولات الشرق الاوسط.
وتتحدث بعض المصادر القريبة من واشنطن عن ان الموقف الاميركي ليس بوارد التسامح مع الاتيان برئيس مقرَّب من توجهات «الثنائي الشيعي»، بل يتمسكون بشخصية تتبنى بالكامل مستلزمات ما قبل وما بعد القرار 1701، لجهة سلاح حزب لله، او لجهة المضي قدما بخيارات تنسجم مع الحسابات الاميركية في المنطقة.
وتوقعت مصادر سياسية مطلعة أن تتكثف لقاءات قوى المعارضة تمهيدا لتنسيق مسألة الترشيحات والإتفاق على شخصية في هذا الملف، وقالت ان ما من تباين حول الرؤية بشأن هذا الإستحقاق بين هذه القوى وإن موقف الدكتور جعجع الأخير لا يؤثر على هذا التنسيق، معلنة أن التريث في اعلان أي تبنٍ لهذا المرشح أو ذاك يعود إلى حسابات معينة.
وقالت هذه المصادر لـ«اللواء» أن ما من تقدم لحظوظ هذا المرشح أو ذاك ، والمسألة لا تزال خاضعة لمشاورات متواصلة إلى الأسبوع الأول من الشهر المقبل، لافتة في الوقت نفسه أن هناك شخصيات قد تعلن ترشيحها قبل حلول موعد التاسع من كانون الثاني المقبل.
ومع اصرار لبنان على تطبيق اتفاق وقف النار، من ضمن القرار 1701، ومضي الجيش اللبناني، بالتعاون مع وحدات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل) ومواصلة «دولة الاحتلال» بعرض عضلاتها في الجو، وعلى الارض، عبر الاغتيالات وعمليات تفجير المساكن، وحركة الاستطلاع، حيث لم يتوقف طيرانها الاستطلاعي فوق الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، اكد الرئيس نجيب ميقاتي من روما في المنتدى السياسي السنوي لرئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني على اهمية وقف الانتهاكات الاسرائيلية لحماية سيادة لبنان وسلامة اراضيه، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين الى بلداتهم وقراهم،معتبرا ان «هذه مسؤولية مباشرة على الدولتين اللتين رعتا هذا التفاهم، وهي الولايات المتحدة وفرنسا»، مشددا على «الحاجة الملحّة لتأمين استقرار المؤسسات الدستورية في لبنان بدءًا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وتحضر الملفات سواءٌ المتعلقة ببرنامج المساعدات او سواه، على جلسة مجلس الوزراء غدا، بعد عودة الرئيس ميقاتي من روما.
رئاسياً، بدأت دوائر مجلس النواب الخطوات اللوجستية لعقد الجلسة، وسط اصرار الرئيس نبيه بري على عقدها ضمن المعطيات المرسومة والمأمول منها انجاح جلسة الانتخاب بملء الشغور الرئاسي.
والتأكد من مشاركة السفراء المدعومين، يحمل مضامين قاطعة لجهة جدية عقد الجلسة.
وفي السياق الرئاسي، أعلن السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن «القوى السياسية في لبنان ما زالت تتحاور في ما بينها ولكن المؤشرات ايجابية وهناك التزام واضح ورغبة حقيقية بإنجاح جلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني».
وقال موسى إن «اللجنة الخماسية توافقت سابقا على مواصفات الرئيس التي وضعتها بالتشارك مع القوى السياسية واضيفت بعض الامور على المواصفات والرئيس يجب ان يكون ملتزما بتطبيق وقف اطلاق النار ومتابعة ملف اعادة الاعمار».
وأضاف: دعوة الرئيس بري لنا (السفراء) لحضور جلسة انتخاب الرئيس اشارة الى أن هناك جدّية وهناك رغبة للخروج من هذه الجلسة برئيس للبنان. وعلى القوى اللبنانية ان تتحرك سريعًا وألّا ترهن قرارها الى اي متغيرات، والسفيرة الاميركية اكدت مراراً على ان الادارة الاميركية ملتزمة بانتخاب رئيس في اسرع وقت.
وفي الاطار الرئاسي، كشفت مصادر نيابية لـ«اللواء»، ان معلومات تكتل التوافق الوطني تفيد ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أصبح خارج السباق الانتخابي، وقد يتجه الى ترشيح النائب فريد هيكل الخازن، وان التكتل ظل ملتزماً مع فرنجية حتى اللحظة الاخيرة ولم يغير موقفه من انتخابه، لكن بعد نيّة عزوف فرنجية اصبح بالتالي لا بد من البحث عن مرشح مقبول من التكتل واغلبية الكتل.
وقالت المصادر: لذلك فتح التكتل ذراعيه للحوار والنقاش مع كل الكتل النيابية، لكنه لاحقاً سيضع شروطا ومواصفات لقبول اي مرشح وما الذي سنطلبه منه.
ومع ان شيئاً من هذه المعلومات لم يصدر عن فرنجية نفسه، الذي تردد انه سيتحدث يوم الثامن عشر من الشهر الجاري أمام كوادر «المردة» حيث يتوقع ان يعلن عن موقفه من الترشح، فإن الاتصالات واللقاءات بدأت بين مؤيدي فرنجية لا سيما من اعضاء تكتل التوافق وبين عددٍ من الكتل النيابية ومع النواب المستقلين بهدف التشاور على اختيار البديل عنه في حال اعلن عزوفه رسمياً. لكن معلومات اخرى سابقاً افادت لـ«اللواء» ان فرنجية سيتراجع عن عزوفه ويؤكد ترشيحه مجدداً في حال ترشح رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع.
وبعد ان وردت لكرامي معلومات عن إبلاغ فرنجية عدداً محدوداً من زواره من بينهم المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل عزوفه عن الترشح بالتفاهم مع الرئيس نبيه بري، قرر مفاتحة فرنجية بالموضوع حيث أكّد الاخير «أن المصلحة الوطنية تقتضي انتخاب رئيس جامع لا يشكل استفزازا لأحد».
وفي اطار الحركة الجديدة لتكتل التوافق، علمت «اللواء» ان لقاءً بعيداً عن الاعلام عُقد امس الاول في بيروت، بين النائب فيصل كرامي والنائبين فؤاد مخزومي وعبد الرحمن البزري من اللقاء التشاوري المستقل، بحضور المستشار السياسي في جمعية المشاريع احمد الدباغ. واكد النواب كرامي ومخزومي والبزري «ضرورة ان تشهد جلسة ٩ كانون الثاني انتخاباً لرئيس الجمهورية وان يعود الانتظام العام الى الحياتين السياسية والدستورية».
واوضحت المصادر المتابعة: ان الاجتماع يأتي في سياق الانفتاح والحوار مع كل الكتل التي يجريها التكتل منذ اسبوع في محاولة جدّية للخروج باقتراحات موّحدة، تشمل العدد الاكبر من النواب السنَة لتكوين مجموعة نيابية سنّية نيابية متماسكة تتفق على مرشّح واحد لإنتخابه بحيث يكون الصوت السني وازاناً ومؤثراً. وقالت: ان السعي لتشكيل هذا «البلوك النيابي السني» هدفه ان يكون ممراً إلزامياً لكل مرشح طامح للرئاسة لا يمكن تخطيه ولا بد من التشاور معه والوقوف على رأيه.
وبدءًا من الاسبوع المقبل، يدخل لبنان في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وهذا يؤدي الى انشغالات وسفر للنواب والطاقم السياسي، لذا يتوقع مصدر نيابي ان تتكثف الاتصالات والمشاورات في الاسبوع الطالع، ويشير المصدر الى امكان قيام النائب السابق وليد جنبلاط بزيارة قريبة الى عين التينة، في اطار المسعى الوفاقي، الذي يسعى اليه للاتفاق على اسم الرئيس العتيد.
وفيما يواجه النازحون الى القرى القريبة من الاراضي السورية الشرقية من سوريا صعوبات في الايواء او تقديم المساعدات لهم، فُهم ان رئيس المجلس، اجرى اتصالات لعودة النازحين اللبنانيين الذين نزحوا الى العراق بالعودة الى لبنان.
وضع الجنوب
برغم تراجع الغارات وعمليات القصف المدفعي المعادي لقرى الجنوب، نفذ العدو الإسرائيلي تفجيرات لبعض المنازل عند الحد الامامي لبلدة الناقورة وبلدة شيحين. وتمشيطاً بالأسلحة الرشاشة على وادي حسن والسفرجل، في أطراف بلدة مجدل زون.
وافرجت قوات الإحتلال الاسرائيلي عن المخطوف عبدو محمد عبد العال، الذي اعتقلته أمس في سهل المجيدية واقتادته إلى داخل الاراضي المحتلة. وتبين انه عسكري في الجيش اللبناني.
من جهة أخرى، أعلن الجيش اللبناني عن استمرار أعماله في فتح الطريق الرئيسي المؤدي إلى بلدة الخيام في منطقة مرجعيون، الممتد من شمال البلدة إلى جنوبها، وتقوم وحدات الجيش بإزالة الردم والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها العدوانات الإسرائيلية السابقة، إضافة إلى انتشارها داخل البلدة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وذلك في إطار خطة انتشار الجيش في المنطقة.
توسُّع استيطاني في لبنان
من جهة اخرى، اعربت مصادر لبنانية من تخوفها من لجوء الاحتلال الاسرائيلي الى توسع احتلالها في ريف القنيطرة السورية وتدخل قرية جديدة». وأضافت: «القوات الإسرائيلية باتت على بعد 15 كلم عن الطريق الدولية بين دمشق وبيروت، وهي تتوجه للسيطرة على بلدة المعلّقة جنوبي سوريا» .
وكشف موقع مجلة «972+» الإسرائيلية، أن مجموعات من المستوطنين بدأت في التفكير بالتوسع في المناطق الحدودية مع سوريا ولبنان مباشرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، في محاولة لإقامة مستوطنات جديدة في ظل التوترات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة.