9 كانون أولوية تصاعدية والقائد لا يزال "المتقدم"؟
الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول:"بدأت حمى الاستحقاق الرئاسي المتصل بموعد 9 كانون الثاني الذي صار يوصف على نطاق واسع بانه الموعد الحاسم لانهاء ازمة الفراغ الرئاسي التي طالت منذ سنتين وشهرين وانتخاب رئيس للجمهورية ، تحتل الأولوية التي لا يتقدمها أي ملف او استحقاق حتى ملف تنفيذ الاتفاق المعقود بين لبنان وإسرائيل لوقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701.
ومن اللحظة الحالية حتى موعد التاسع من كانون الثاني يبدو رسم أي سيناريو بخلفية الجزم بان سيوصل هذا او ذاك من المرشحين اقرب الى اللعبة القديمة التي كانت تعتمد حرق الأسماء تباعا وصولا الى ما يسمى كلمة السر التي تسقط على القوى الداخلية وتدفع بها نحو انتخاب "رجل المرحلة" اذ ان المعطيات الواضحة حيال الأجواء التي تتصاعد من المشهد الداخلي تكشف تعقيدات كبيرة للغاية لا تزال تحول دون قدرة أي طرف او جهة على الزعم بأنها تمسك بزمام الأمور وتوجهها نحو الوجهة التي تخدم خياراتها.
ومع ان الأيام الأخيرة شهدت تصاعد التحركات المتصلة بالاستعدادات لجلسة 9 كانون الثاني على خلفية التسليم بانها قد تكون حاسمة فان هذه التحركات لا تزال تدور في اطار اولي غير حاسم على صعيد بلورة وغربلة الفئة النهائية من المرشحين الذين يفترض ان يخوضوا الفصل الحاسم من السباق الى قصر بعبدا وفق لائحة من بضعة اسماء يفترض ان ترسو عليها خيارات الكتل النيابية والقوى السياسية . وعلى رغم ما بدات تشهده بورصة أسماء المرشحين من صعود وهبوط وتقديرات وتوقعات ، القدامى منهم والجدد ، يبدو لافتا ما تصر عليه مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع في مكاشفتها لنواب وسياسيين وإعلاميين من ان الحظوظ المرتفعة والمتقدمة لا تزال رغم كل ما يتردد إعلاميا ، معقودة لقائد الجيش العماد جوزف عون لأن أي مرشح سواه ، ولو انه ليس مرشحا رسميا وعلنيا ، لا يتمتع بالتأييد الدولي والخارجي الذي بات يحظى به عون من موقعه كقائد للجيش خصوصا في ظل التداعيات التي أرختها الحرب الإسرائيلية على "حزب الله" ولبنان والاتفاق بين لبنان وإسرائيل على وقف الأعمال العدائية ناهيك عن تداعيات سقوط النظام السوري.
اذ ان كل هذه الوقائع تضع لبنان في استحقاق احتواء العواصف وما بعد العواصف وتجعل الجيش اللبناني في الموقع الأكثر رصدا من الخارج والداخل باعتباره الركن الأول لاعادة لبنان الى موقع دولة طبيعية بعدما سقطت صدقيتها سقوطا هائلا.
وتحدث تقرير لمحطة "ام تي في" عن ان سفراء الولايات المتحدة والسعودية ومصر قالوا لعدد من المسؤولين في لبنان "اتركونا نحكي مع بري في موضوع جوزف عون وموافقة بري ستعني ان عون نال شرعية شيعية لانتخابه".
كما تزامن ذلك مع توزيع معلومات نفت ما اشيع عن لقاء عقد منذ مدة بين قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ومستشار رئيس مجلس النواب احمد البعلبكي، في شأن محاولة صفا فرض املاءات على القائد وجو عاصف بينهما بفعل محاولة اقناع عون بعدم مصادرة مخازن اسلحة الحزب وانه خلافاً لما اشيع فإن صفا او غيره لم يتجرأوا يوما على فرض املاءات على عون، وخلال هذه الزيارة بالذات أبدى صفا تجاوباً وتفهماً للواقع المستجد، وهو عليم بأن فريقه السياسي وقع على الاتفاق من خلال تواجد وزرائه في الحكومة وان الحزب سيسهل الى الحد الاقصى عمل الجيش ومهمته المنصوص عليها في اتفاق وقف النار.
في ظل هذه الأجواء اتسمت الزيارة التي قام بها امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للفاتيكان بدلالات بارزة خصوصا لجهة تناولها الاستحقاق الرئاسي ودور القيادات المسيحية في إنجازه . وقد استقبل البابا فرنسيس الرئيس ميقاتي وعقد معه خلوة استمرت نصف ساعة. وأوضح ميقاتي انه عرض مع "قداسة البابا تطورات الوضع اللبناني من جوانبه كافة، وشددت على الوحدة الوطنية التي لا تزال تميّز وطننا وشعبنا رغم كل الظروف والتطورات".
وقال: "كما عبّرت لقداسته عن تمسكنا بالعيش الواحد وبدور لبنان الرسالة في المنطقة، وكذلك بالوجود المسيحي الذي هو ضمانة لوحدة لبنان، أرضا وشعبا. وعلى هذا الأساس، تمنينا أن نصل الى وضع حد للشغور في سدة الرئاسة في القريب العاجل، وأبلغت قداسته أنَّ الدور المطلوب من القيادات المسيحية في هذا الملف هو الأساس بالشراكة والتعاون مع كل المكوّنات اللبنانية".
أضاف: "إن رئاسة الجمهورية لا تعني المسيحيين وحدهم بل هي استحقاق وطني بامتياز تتشارك فيه كل مكوّنات المجتمع اللبناني.. هذا ما نؤمن به ونتمنى أن يتحقق في القريب العاجل". وأكمل: "كذلك، أثرت مع قداسة البابا والمسؤولين في الكرسي الرسولي عدداً من المواضيع ومنها الضغط على اسرائيل لجلاء موضوع الأسرى اللبنانيين في اسرائيل والإسراع في الانسحاب من الاراضي اللبنانية، تنفيذاً لتفاهم وقف اطلاق النار".
وقال: "أثرت أيضاً مع قداسته ما يجري حاليا في سوريا، وشددت على ما سبق وصرّحنا به كوننا نتمنى للشعب السوري الاستقرار والمحافظة على وحدة الشعب السوري ومشاركة كل مكوّناته في اختيار نظام سياسي يتناسب مع طموحاتهم لمستقبل سوريا، مع الحفاظ على وحدة هذا البلد وسيادته". وأردف: "إن لبنان بكل فئاته وعلى المستويات كافة يكنّ لقداسة البابا كل احترام ومحبة وتقدير، كما أن الشعب اللبناني ممتنّ لقدساته لمواقفه الداعمة دوما للبنان ورسالته ووحدة أبنائه. نحنُ نثمن عالياً الجهود التي يبذلها الكرسي الرسولي لدى دول القرار للحفاظ على لبنان وايجاد الحلول المناسبة لأزماته".وختم: "كررنا لقداسته رغبة لبنان بكل أطيافه بأن يزور وطننا حالما يرى الأمر مناسباً، لأننا نعتبر زيارته أملاً ورجاء للشعب اللبناني".
اما في المشهد الداخلي وغداة اعلان ترشحه رسميا لرئاسة الجمهورية، وانطلاقه في جولة على القوى السياسية بدأت من بكفيا حيث اجتمع مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، زار النائب نعمة افرام معراب امس وعقد لقاء مع رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع، واوضح انه تحدّث مع جعجع "بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية المقبل ومشروعي هو إعادة بناء الدولة والأهمّ هو الغطاء لاتفاق وقف إطلاق النار وسأستكمل جولتي على الكتل النيابية وسأضع جعجع في الصّورة ليحمل انتخاب الرئيس ما هو خير للبلد".وقال افرام: "لبنان لا يحتمل الدخول في محاور جديدة ومفهوم التذاكي والطريقة الرمادية خطرة جدًّا والمطلوب اليوم هو الوضوح". وختم: "كلّ مَن وقّع على اتفاقية وقف إطلاق النار ملزم بتطبيقها وهي ستؤدّي إلى تسليم كلّ السلاح إلى الجيش اللبناني".