الشرق الأوسط عند منعطف كبير ودمشق أمام مرحلة انتقالية... شهداء لبنان وسورية ينتصرون على الطاغية
الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: سقوط فرط صوتي. هكذا يمكن توصيف السقوط السريع والمفاجئ ربما لآخر وأعتى الطغاة في العالم الذي انتهت معه عقود من حكم آل الأسد الاستبدادي الإجرامي، وكان سبباً في كل ما عانته سورية ومعها لبنان لسنوات طويلة. فبشار الأسد الذي قتل مئات الألوف من الشعب السوري بالرصاص وبالبراميل المتفجرة، وشرّد وهجّر الملايين، وزجّ بالآلاف في سجون التعذيب، فعل في لبنان ما لم يفعله إحتلال مرّ عليه في التاريخ.
وقد باتت سورية اليوم حرة بعد إنهيار النظام وهروب رئيسه ورموزه، تعيش فرحة التحرّر والنصر الحقيقي. ولم تقتصر الفرحة على الشعب السوري، بل شاركهم فيها أحرار لبنان على إمتداد المناطق اللبنانية، لاسيما في المختارة أمام ضريح المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي اغتاله النظام المجرم عام ١٩٧٧، حيث شهدت مسيرات شعبية لا سيما من أبناء الشعب السوري الحر. وكان في استقبال بعضها السيدة داليا جنبلاط. ومساء زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط ضريح الشهيد كمال جنبلاط، على رأس مسيرة حاشدة، ترافقه زوجته ديانا، والسيدة داليا جنبلاط، وأعضاء كتلة اللقاء الديمقراطي، وأمين السر العام ظافر ناصر وقياديين وحزبيين.
وكان كتب تيمور جنبلاط على منصة X: بعد ٤٧ عاماً انتصرت الحرية. سقط السجن الكبير وانتصرت عذابات السوريين. سقطت رصاصات الغدر وانتصر كمال جنبلاط وشهداء لبنان وسوريا. اليوم قال شعب سوريا كلمته، فلتكن لحظة بناء سوريا الحرة الموحَّدة، سوريا الدولة العادلة الديمقراطية لكل أبنائها. والأمل أن تتحقق الحرية لكل طالبيها.
الرئيس وليد جنبلاط أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس سعد الحريري مؤكداً له أن عدالة السماء تحققت بالنسبة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء 14 آذار بسقوط نظام بشار الأسد.
وكان جنبلاط كتب: اليوم سيكون للثأر، واليوم سيكون نهاية بشار الأسد. وسأل، كيف ستكون سوريا الجديدة، مشيراً الى أننا أمام منعطف كبير في تاريخ الشرق الأوسط. مؤكدا أن العدالة ستتحقق لرفيق الحريري وجميع شهداء 14 آذار. ولمئات آلاف ضحايا القمع، ولعشرات آلاف السجناء والمخفيين في السجون السورية.
وكان لافتا أمس استغلال إسرائيل التطورات السورية، إذ سارعت إلى احتلال منطقة جبل الشيخ عقب انسحاب جنود الجيش السوري وشرعت بإنشاء منطقة عازلة فيها. كما احتلت المنطقة المنزوعة السلاح قرب السياج الشائك في الجولان المحتل. وشنت طائراتها غارات على منطقة المزة في دمشق ومناطق متفرقة مستهدفة مخازن صواريخ استراتيجية تجنباً لوقوعها في أيدي المعارضة المسلحة حسب قولها.
مصادر مواكبة للتطورات لفتت في حديث مع جريدة الأنباء الإلكترونية إلى أن سورية تمر بمرحلة انتقالية قد تستغرق ما بين أربعة وستة أشهر، يتم بعدها التحضير لانتخاب رئيس للجمهورية، وربما يتم ذلك أواخر فصل الربيع أو مطلع فصل الصيف المقبل. وان تتم الدعوة إلى انتخابات تشريعية لتشكيل برلمان جديد يضع دستوراً جديداً لسورية.
وعن وضع القواعد الروسية الموجودة في سورية، توقعت المصادر أن تبقى كما هي في الوقت الحاضر، من دون استبعادها وجود تنسيق بين أركان المعارضة والقيادة الروسية في سورية وكذلك بالنسبة لتحالف الثورة مع تركيا. أما العلاقة مع الدول العربية فانها حتماً ستكون أفضل مما كانت عليه أيام حكم آل الأسد.