مرشحون للرئاسة اللبنانية ما لهم وما عليهم
الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول :"مع تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري التاسع من كانون الثاني/ يناير المقبل، موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، بدأت بورصة الترشيحات تتحرك صعوداً ونزولاً، انطلاقاً من سلة من الأسماء المطروحة لمرشحين محتملين للفوز بكرسي قصر بعبدا.
السلة ليست جديدة وإنما تنضح بأسماء تتردد عند كل استحقاق رئاسي، مقرونة ببعض الوجوه الجديدة التي تفرضها المرحلة.
من لائحة بأربعة أسماء يجري تداولها في باريس، وأشارت إليها "النهار"، وتضم في الدرجة الأولى قائد الجيش العماد جوزف عون فالوزيرين السابقين ناصيف حتي وزياد بارود، إضافة إلى المصرفي سمير عساف، إلى لائحة الجنرالات التي تضم كلا من قائد الجيش والمدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي ومدير المخابرات سابقا جورج خوري، تتفاوت المواقف الداخلية للقوى السياسية بين مؤيد ومعارض، على قاعدة نقاط القوة مقابل نقاط الضعف التي ترفع أسهم المرشح أو تخفضه وفقاً لتقييم كل فريق، ما يجعل من الصعب رفع سقف التوقعات حيال الاسم الأوفر حظاً، علماً أن الأسماء المشار إليها لا تحصر قائمة المرشحين بها.
لكل من الشخصيات المذكورة مكامن قوة وضعف على السواء، يجري تقييمها في الغالب انطلاقاً من الموقع السياسي الذي تمثله أو المقاربة التي على أساسها ترتفع حظوظها، أو القواسم المشتركة المتوافرة لديها لدى مختلف القوى السياسية.
قد يكون "البروفايل" الأوفر حظاً في الظروف الراهنة هو الذي يتمتع به قائد الجيش انطلاقاً من أن الظروف في البلاد تتطلب قيادة حاسمة وقادرة على ضبط الأمن وحماية الاستقرار.
وإذ يتمتع القائد بدعم عربي ودولي وثقة بأدائه وممارسته، يفتقد هذا الدعم على جبهات الداخلية. أولاها جبهة الثنائي "أمل - حزب الله" الذي يرفض حتى الآن تزكية عون، مفضلاً جورج خوري الذي يحظى بالأرجحية لدى هذا الفريق، ولاسيما أنه يحظى بتعاطف بكركي والفاتيكان حيث كان سفيراً سابقاً. ويلقى خوري قبول "التيار الوطني الحر"، لكنه يقابل برفض على ضفة "القوات اللبنانية" التي لا تزال تتحفظ بدورها عن ترشيح قائد الجيش.
أما الوزير السابق زياد بارود فيحظى بدعم "التيار الوطني الحر"، وقد ارتفعت أسهمه لدى باريس، لكنه ليس الخيار الذي يفضله حتى الآن الثنائي، في حين يبدو الوزير السابق ناصيف حتي مقبولاً لدى عدد غير قليل من القوى نظراً إلى استقلاليته السياسية وعدم ارتباطه بأي محور، فضلا عن خلفيته الديبلوماسية المتمرسة وعلاقاته العربية نتيجة تجربته الطويلة في الجامعة العربية.
بالنسبة إلى المصرفي سمير عساف، فقد برز اسمه في لبنان منذ أن رافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، والعلاقة الجيدة التي تربطه به. وكان تردد اسمه لحاكمية مصرف لبنان قبل أن يطرح أخيراً لرئاسة الجمهورية. ومكامن قوة عساف أنه اقتصادي ومصرفي ناجح ويلبي المعايير أو المقاربة الاقتصادية المطلوبة لإخراج البلاد من أزمتها، ولكن يؤخذ عليه أنه لا يملك تجربة سياسية في الداخل اللبناني تؤهله للتعامل مع التحديات السياسية والأمنية.
والسؤال اليوم عن مواصفات الرئيس العتيد: هل تكون وفق المعايير التي وضعتها باريس بعد مناقشات واستطلاعات رأي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، أو دخلت عليها تعديلات فرضتها التحولات الأمنية والعسكرية الراهنة، بعدما بات لبنان بين فكّي كماشة على طول حدوده البرية بين الخطر الإسرائيلي من جهة والمخاطر الناجمة عن التطورات السورية من جهة أخرى؟
قد يبدو الاختيار صعباً على مستوى القوى المحلية التي يحتفظ كل منها بأجندته الرئاسية ومصالحه الخاصة، ولا سيما لدى القيادات المسيحية التي ترى نفسها مؤهلة بالأصالة وليس بالوكالة لتولي المنصب، ما يجعل الكلمة النهائية ليس وفق ما لكل مرشح وما عليه، بل وفق ما يمكن ان يلتزمه وينفذه أمام تحولات المنطقة. وهذا أمر سيكون للخارج الكلمة الفصل فيه!