الجنوب بين الجلسة واللجنة: تطبيع يسابق انتهاكات الاحتلال
جعجع يكشف عن اتصالات مع تركيا وقطر والفصائل.. والمعارضة تدعو اللبنانيين لعدم الانخراط في الميدان السوري
الاحداث- كتبت صحيفة "اللواء" تقول:"الحكومة ولجنة المراقبة لوقف اطلاق النار في الجنوب اليوم، في جلسة لمجلس الوزراء في ثكنة بنوا بركات في مدينة صور، التي نالت حصة كبيرة من الشهداء والجرحى والقصف والدمار من قِبل طائرات الاسرائيلية والحربية والمدفعية، باعتبارها حاضنة لصمود الجنوبيين، واستعدادهم للتصدي لعدوانية الاحتلال..
وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال، سندا الى المادتين 62 و64 من الدستور، عند التاسعة والنصف من صباح غد في ثكنة بنوا بركات – صور ، للبحث في خطة تعزيز انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، بالإضافة إلى البحث في الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية مسح الأضرار ورفع الأنقاض لإعادة إعمار ما تهدّم جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبالتوازي تعقد لجنة المراقبة الدولية اللبنانية – الاسرائيلية اجتماعاً تقنياً اليوم، بعد جولة بالطوافة لأعضاء اللجنة فوق قطاع جنوب الليطاني، قبل بدء اجتماعاتها رسمياً في الناقورة بدءاً من يوم الاربعاء المقبل في 11 الجاري.
وشارك في الجولة رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers والجنرال الفرنسي Brigadier General Guillaume Ponchin والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني.
وعشية الجلسة والاجتماع، مضى الجيش اللبناني الى تعزيز انتشاره في الجنوب، وعند الحدود الشمالية والشرقية تحسباً، لأي طارئ، وعينه على اتفاق وقف النار في الجنوب، والذي وصفه المتحدث باسم اليونيفيل (قوات حفظ السلام) أندريا تيننتي، «بأنه لا يزال هشًّاً للغاية».
وتضغط هذه التطورات على الوضع الداخلي على المستويات كافة، لاسيما لجهة معالجة الخروقات الاسرائيلية، والمضي في طريق اعادة تطبيع الوضع بعد الحرب الاسرائيلية التي ألحقت خسائر كبيرة بكل شيء في البلد.
وفي هذا الاطار، يستمر التحضير لجلسة انتخاب رئيس جديد، لئلا تأتي التطورات في سوريا، والمخاوف من خضات داخلية أو حدودية تصيب لبنان، وتوثر سلباً على هذه التحضيرات، مما يفاقم الخلافات، ويمنع الدخول في حل المشكلات المتراكمة مع بدايات السنة الجديدة، كما هو مأمول.
هكذا، أضيف الوضع السوري المتفجر عل لائحة الاهتمامات الرسمية والدبلوماسية في لبنان، الى جانب تحرك لجنة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار ومتابعة الوضع الحياتي للمواطنين بعد ظهور النتائج الكارثية للعدوان الاسرائيلي على لبنان، وحيث ستكون هذه النتائج مدار بحث في جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم في مدينة صور الجنوبية.
وكان من ابرز تجليات انعكاس الوضع السوري على لبنان، الغارات التي نفذها العدو الاسرائيلي امس على المعابر الحدودية في الشمال وفي شرق الهرمل واخرجها من الخدمة. كما لم يهمد الحراك الدبلوماسي حول الاستحقاق الرئاسي، من خلال تحرك السفير المصري علاء موسى الذي قال لـ«اللواء»: في الحقيقة لا يوجد اي جديد بعد يمكن التصريح به. دعنا ننتظر الاسبوع القادم وإن شاء لله يكون هناك شيء مهم.
وقالت مصادر نيابية لصحيفة اللواء أن المشهد الرئاسي لم يصل إلى دائرة الحسم بعد ولا تزال الاتصالات السياسية تشق طريقها، ولا تزال العناوين تطرح بشأن مهام الرئيس العتيد ما يعني أن الشخصيات المرشحة سيصار الى دراسة ملاءمتها لهذه المهام.
وقالت هذه الأوساط أن لا توافقا بين الكتل النيابية بعد، إنما لا يعني أن المجال لا يزال متاحا لاسيما في الربع الساعة الأخير ، معتبرة أن أي قرار حول تقاطع جديد بين المعارضة والتيار على اسم مرشح جديد لم يبرز بعد .
ورأت أن هناك أسماء يتم تحضيرها كي تطرح ومنها ما هو جديد ومنها ما أصبح معلوما، داعية إلى انتظار ما قد تحمله الاتصالات بين الأفرقاء مباشرة او من خلال الوسطاء.
السفير المصري في بكفيا
وحضر الاستحقاق الرئاسي بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وسفير مصر في لبنان علاء موسى في بكفيا.
وحسب ما رشح فإن الجميل اطلع موسى على اتصالاته في الخارج، بهدف وصول الى انتخاب الرئيس.
وتحدث الجميل عن «اهمية مقاربة الاستحقاق الرئاسي بجدية تامة بعيدا عن الفرص للوصول الى انتخاب رئيس سيادي يقود البلاد الى دولة حديثة قائمة على المساواة والشراكة وحكم القانون.
وكشف موسى ان البحث تناول تثبيت وقف اطلاق النار، لأنه في النهاية ينعكس على أمن لبنان والمنطقة.
الرؤساء الثلاثة للالتزام بموعد الجلسة
وفي السياق عقد الرؤساء امين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة، اجتماعا في منزل الرئيس سليمان في اليرزة، وتم التداول في مجمل التطورات الحاصلة، ولا سيما في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية الدموية والمدمّرة الأخيرة، وصدور بيان التفاهمات والترتيبات لوقف الأعمال العدائية، وفي ضوء التطورات الخطيرة الجارية في سوريا الشقيقة، وتأثيرات وانعكاسات كل ذلك على الأوضاع الداخلية في لبنان.
وطالب المجتمعون بالإلتزام بالموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري لعقد جلسة مجلس النواب وانتخاب الرئيس العتيد، بعيدا عن الاعذار او التأجيل او الاعاقة، للبدء باستعادة تكوين المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها تأليف الحكومة الجديدة.
واكد الرؤساء الثلاثة على المسارعة بتأمين مستلزمات الجيش لتمكين من تأدية واجباته الوطنية والأمنية.
الخروقات
ومع ذلك، لم يوقف العدو الاسرائيلي عدوانه على القرى الجنوبية وخروقاته البرية لإتفاق وقف اطلاق النار، مستغلا الفترة الفاصلة عن بدء مهام اللجنة عملياً، فأغار الطيران الحربي على المنطقة الواقعة بين زوطر ويحمر. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة مواطن على طريق بنت جبيل باتجاه يارون لكنه نجا. وقصفت مُسيّرة اخرى بلدة مجدل زون (قضاء صور) عقب انتهاء مراسم تشييع ثلة من شهداء البلدة من دون وقوع إصابات. كما افيد ان العدو قام بتفجير عدد من منازل يارون القريبة من الخط الازرق.
وأطلق الجيش الإسرائيلي قرابة الثامنة صباح أمس، صاروخا على عيترون. واحدث دوي انفجاره ارباكا وتوترا لدى الاهالي ما دفع البعض الى ترك منازلهم ومغادرة البلدة.
وسُجل منذ الثامنة صباح أمس، تحرك لافت لآليات ودبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وكانت البلدة تعرضت ليلا، لقصف مدفعي استهدف عددا من المنازل ولعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة، نفذها جنود الجيش الإسرائيلي.
هذا، وأطلقت القوات الإسرائيلية فجرا وصباحا، نيران اسلحتها الرشاشة على قرى القطاع الأوسط، سيما بلدتي عيتا الشعب ورامية.
وعصر أمس قصف العدو بالمدفعية مثلث الماري- المجيدية- عين عرب. وأطراف بلدة راشيا الفخار.
… والغارات على المعابر مع سوريا
وعلى خط الوضع الحدودي مع سوريا، شن الطيران الحربي الاسرائيلي فجر امس سلسلة غارات استهدفت معابر العريضة، والعدرا في ربلة، وجوسيه، تزامناً مع غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً في الشريط الحدودي في القصير في ريف حمص حيث انفجر صاروخ اعتراضي فوق بلدة جديدة القيطع- عكار.
وعلى الاثر، اعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان «أن نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لاسيما في الشمال، قررت المديرية إقفال هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة العابرين والوافدين. على ان يبقى معبر المصنع الحدودي متاحا امام حركة الدخول والخروج، خصوصا للرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية الموقتة والتعليمات المعممة سابقا».
ولاحقاً، أقام الجيش اللبناني حواجز ودوريات واتخذ اجراءات مشددة وسط انتشار مكثف على طول المناطق الحدودية في عكار.
رسالة من المعارضة السورية الى اللبنانيين
وفي خطوة، ذات صلة بالمرحلة المقبلة، وجهت الفصائل المسلحة السورية رسالة الى اللبنانيين، قالت فيها ان تنظر الى علاقات دبلوماسية مع لبنان لتحقيق ما اسمته «بالمصالح المشتركة».
وذكرت ان ازمة سوريا شارفت على الانتهاء وعودة النازحين اقتربت، وقالت: من يدعوكم للانخراط بالميدان السوري سيتخلى عنكم، والمعركة ليست مع اي منكم، ولا تنخرطوا بالمواجهة.
وجاءت الرسالة، غداة ما تردد عن ان حزب الله ارسل ليل امس الاول، عددا محدودا من وحدة النخبة، الى سوريا، للمساعدة في منع الفصائل المسلحة، من الاستيلاء على مدينة حمص، وهي عبرت من لبنان، واتخذت مواقع في حمص.
واعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه لا يتخوف «من موجات نزوح جديدة من سوريا الى لبنان بسبب الاوضاع الأخيرة».
وكشف اننا «بدأنا مؤخرا اتصالات مع قطر وتركيا والمعارضة السورية المعتدلة بشأن ملف اللبنانيين المعتقلين في سوريا».
ورأى بمجرد سيطرة «قسد» على الحدود بين العراق وسوريا، فإني اعتبر ان هذا الامر اخرج ايران من سوريا، وبالتالي انقطاع خط الامتداد بين ايران ولبنان».
واعرب جعجع عن استغرابه للانسحابات السريعة والمفاجئة للجيش السوري، متحدثا عن فرضية مطروحة مفادها ان الرئيس السوري بشار الاسد قد يكون متواطئاً لاخراج ايران من سوريا، «وبيعمل بي بيها».