"الخماسية" متحمّسة لجلسة 9 كانون2... والمطلوب "تنازلات"
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"يرحّب أعضاء "المجموعة الخماسية" بدعوة الرئيس نبيه بري لإجراء جلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني المقبل بعد طول انتظار وعشرات الاجتماعات على مستوى ديبلوماسيات هذه البلدان التي لم تؤدِّ المطلوب طوال أكثر من سنتين بفعل انقسامات اللبنانيين أولاً.
ويتابع سفراء "الخماسية" في بيروت كل ما سيسبق الجلسة المنتظرة من خلال الاتصالات مع الكتل النيابية، ولكل دولة رأيها في الوجوه المرشحة وإن كانت تعلن أن مهمة اختيار الرئيس متروكة للبنانيين أنفسهم.
وينقل نواب التقوا السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في الأيام الأخيرة حيث طغت على اللقاء تطوّرات الحرب، تشديده على حصول "تنازلات" من مختلف الأفرقاء وضرورة تلاقيهم على إتمام هذا الاستحقاق بعد كل هذا التأخير من الشغور الذي أصبح يهدّد كل المؤسسات وتعطيل عجلة الإنتاج في مختلف القطاعات.
وفاتح نائب معارض ماغرو وخاطبه بأن باريس تتحمّل في مكان ما جزءاً من هذه المسؤولية مذكّراً إياه بأن دولته دعمت المرشح سليمان فرنجية لمدة طويلة ثم تراجعت عن هذا الأمر في آخر زيارات موفدها جان-إيف لودريان الى بيروت. ويأتي رد ماغرو هنا بديبلوماسية على كلّ هذه الأسئلة أن الأسلم للبنانيين هو عدم الرجوع إلى الوراء وأن المطلوب من كل الأفرقاء التنبّه للأخطار التي "تهدّد بلدكم". ويخلص نائب على تواصل مفتوح مع ممثلي "الخماسية" إلى أن الفرنسيين لا يمكنهم الخروج من حجم تأثير الأميركيين، ولا سيما في ملف في حجم رئاسة الجمهورية في لبنان رغم كل الحماسة التي يبديها الرئيس إيمانويل ماكرون في إنقاذ لبنان على المستويين الأمني والسياسي والعمل على خط التهدئة ومنع الاعتداءات الإسرائيلية والعمل تحت مظلة القرار 1701.
وفي المناسبة لا يبدي ديبلوماسي فرنسي حماسته لتطبيق القرار 1559 ليس من باب التهرب من مضمونه بل من أجل عدم خلق المزيد من الانشقاقات بين اللبنانيين اليوم، وأن الأولوية الآن تقضي بإرساء وقف إطلاق النار في الجنوب وضرورة تضافر كل الكتل لانتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة.
في غضون ذلك لا يدخل سفراء "الخماسية" في تزكية اسم على آخر وإن كانت أكثر من عاصمة لا تخفي في معرض "إشاراتها" ميلها الى تأييد العماد جوزف عون وهذا ما يظهر بطريقة مباشرة من جهة واشنطن. ولا يخفى بحسب مصادر نيابية أن الأخيرة تبقى صاحبة الكلمة الأولى في المجموعة ولا سيما بعد الأحداث الأخيرة في لبنان وسوريا وهي على تنسيق مفتوح مع الرياض والدوحة. ويقول متابعون إن القطريين يواصلون مساعيهم الرئاسية بهدوء ومع احترامهم الخيار الرئاسي الذي سينتخبه النواب ودعمهم للحكومة.
ولم يعد خافياً أن أميركا والسعودية كانتا في مقدم الجهات الخارجية التي نشطت على خط التمديد لعون حيث طالبتا بالإسراع في التمديد له مع إظهار الأولى أنها لا تعترض على وصوله إلى الرئاسة الأولى ومن أصحاب هذا الرأي أكثر من عاصمة عربية ولو أنها لا تقول إنه المرشح الوحيد.
ويقول ديبلوماسي غربي في لقاء مصغر في بيروت: إن كان من الصعب انتخاب قائد الجيش "فمن الأسلم أن يستمر في منصبه للفترة التي مُدّدت له ليستمر على رأس المؤسسة العسكرية في السنة الأولى من ولاية الرئيس المقبل، نظراً إلى الدور الذي يؤديه في تنفيذ القرار 1701". وإن كان التركيز على انتخاب رئيس الجمهورية فإن تطورات الخروق الإسرائيلية المتواصلة قد تؤدي إلى تطيير الهدنة التي يصفها متابعون بـ"الهشة" نتيجة عدم التزام إسرائيل بها "وأن من الأفضل هنا تلقف دعوة بري لجلسة الانتخاب والخروج برئيس للبلاد".