من الصحف

هوكشتاين يسير بجزء من ملاحظات بري

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"رغم الأجواء الإيجابية التي حاول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بثها، تبقى جملة من الألغام التي تعترض مهمته، ولاسيما من جهة إسرائيل، إذا لمست أن التسوية المنتظرة ستكبّل حركة طيرانها في لبنان.

وفي زحمة إطلاق المواقف من هنا وهناك، تتجه الأنظار إلى أول المعنيين بهذه العملية، إسرائيل و"حزب الله"، حيث لكل جهة شروطها وجملة من الثوابت لا تتنازل عنها. ولذلك سيعمل هوكشتاين على اجتراح مخارج وتدوير الزوايا للتوفيق بين الطرفين المتصارعين. وتكمن خشيته بعد تجربة له مع المسؤولين الإسرائيليين، في أن يمارس نتنياهو"فن المماطلة" مرة أخرى، بحيث يظهر في البدايات موافقته على التوصل إلى مخرج لوقف النار، ثم يعود إلى المربع الأول رافضا التخلي عن شروطه، على غرار ما يفعله في غزة وعدم اكتراثه بكل الضغوط والمطالب الدولية منذ أكثر من سنة. ومن غير المفاجئ أن يتوسل الأسلوب نفسه مع الموفد الأميركي، إلى حين حلول موعد تسلم الجمهوريين مفاتيح البيت الأبيض.

يأتي هذا الحذر من جهات ديبلوماسية، ويعمل نتنياهو على استغلال التوقيت الأميركي وانتظاره موعد انتهاء مهمة هوكشتاين، ولا سيما أنهما لا يلتقيان في الأصل على جملة من الأمور، إذ يُحكى أن لا كيمياء سياسية بينهما، مع التذكير بأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بإدارة هوكشتاين آنذاك لم يتم إبان وجود نتنياهو في الحكومة.

أين "حزب الله"؟
في ضوء التعامل مع ورقة نتنياهو، ثمة مسائل لا مهرب من التوقف عندها، منها كيفية رد الحزب على المتغيرات التي ستطرأ ميدانيا على القرار 1701 في جنوب الليطاني الذي سيكون خاليا من أي وجود عسكري للحزب، ولاسيما على طول البلدات الحدودية المتاخمة للمستوطنات الإسرائيلية، ولو أنه ما زال يقول إن أولويته للميدان العسكري ولن يقبل بعودة المستوطنين إلى منازلهم قبل رجوع النازحين الجنوبيين إلى ديارهم. 

ولم يعط الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أجوبة نهائية عن طبيعة اليوم التالي للهدنة بعد وقف النار في حال التوجه إلى تطبيق مندرجات القرار 1701، مع تقديم الحزب ملاحظات على ورقة هوكشتاين وتشديده على وقف العدوان وحفظ السيادة. وإذا كانت قيادة الحزب تكرر تفويضها للرئيس نبيه بري، فإن الحزب لن يوافق، مهما تعرض للضغوط، على حرية الحركة لإسرائيل والتدخل ساعة تشاء تحت عنوان "الدفاع عن النفس". 

رئيس المجلس الذي تولى هذه المفاوضات خرج بانطباعات إيجابية مع هوكشتاين أمس بنسبة أكبر من جلسته الأولى أول من أمس. وردا على سؤال، قال إن هوكشتاين أخذ بجزء لا بأس به من الملاحظات التي قدمها إلى الموفد الأميركي في انتظار ما سيخلص إليه الأخير مع نتنياهو. ولم يسمّ بري ما حصل اتفاقا جديدا، مكتفيا بأنه "تطبيق للـ1701".

وإذا كان الحزب يعترف بالخسائر التي يتلقاها، فإن رسالته هي أنه لن يستسلم ولن يقبل بتقديم هدايا لإسرائيل تمكّنها في المستقبل من استباحة سماء الجنوب ولبنان واستمرارها في خروقها. صحيح أنه موافق على تطبيق الـ1701 في إطار جغرافية جنوب الليطاني، ولو بصعوبة، لكنه لا يعير أي اهتمام لكل الأصوات في الداخل والخارج المطالبة بنزع سلاحه الذي يضعه في مرتبة المقدسات، علما أنه لا يريد الآن الخوض في أي سجال مع أي جهة لبنانية، على أساس أنه يسخّر كل قدراته لمواجهة إسرائيل.