من الصحف

هوكشتاين يرجىء زيارته في انتظار جواب لبنان... مرونة بري و"حزب الله" تدوير للزوايا ليس إلّا؟

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"يتطلع لبنان إلى زيارة آموس هوكشتاين التي كانت منتظرة اليوم قبل ان يتم الاعلان عن تأجيلها ريثما يوضح لبنان موقفه من الاقتراح المعدّ لوقف اطلاق النار، وما كان سيحمله في ضوء تصعيد العدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كل "المحرمات" باستهدافه بيروت. وتحضر على الطاولة "مشكلة اللاتوازن" التي تعمل إسرائيل على استغلالها.

يتوقف كثيرون عند المرونة التي يبديها "حزب الله" حيال الاقتراح الأميركي وإسقاطه على مندرجات القرار 1701. وقدم الحزب إشارات إيجابية غير اعتراضية في الرد على الورقة الأميركية، إذ أعلن موافقة مبدئية مع عدم اعتراضه على القرار الأممي، شرط عدم تخطي بنوده أو إعطاء إسرائيل أي صلاحيات تقضي بالسماح لمسيّراتها وسلاحها الجوي بخرق المساحة الجغرافية للقرار الأممي واستهداف "ما لا يعجبها" تحت حجة حق التدخل أو الدفاع عن النفس.

أما بالنسبة إلى الرد السياسي الذي يتولاه الرئيس نبيه بري بالتشاور مع الرئيس نجيب ميقاتي، فمن الواضح أنه سيخوض امتحانا جديدا وصعبا مع الأميركيين لجملة من الاعتبارات، بعد تجربة طويلة له معهم. لكن المادة المطروحة على الحزب وكل لبنان ليست سهلة نتيجة الضغوط الإسرائيلية وارتدادات اعتداءاتها.
وسيعمد بري إلى تدوير الزوايا حيث سيخوض في نقاش مفتوح مع هوكشتاين في مضمون ورقته، من دون حسم الحصول على أجوبة لبنانية نهائية، مع التشديد على وقف النار. 

ولا يُستبعد أن يكون رد لبنان على ما ورد في الورقة الأميركية، إذا تخطت الـ 1701، رفضا لكل ما يتعارص مع القرار الأممي، علما أن أي تعديل يحتاج للرجوع إلى الأمم المتحدة، مع التوقف عند صلاحيات لجنة الرقابة التي جرى الحديث عنها ومن أي جنسيات سيكون ضباطها.

وإذا كان من حق المستوطنين في الشمال من وجهة النظر الإسرائيلية العيش باطمئنان واستقرار، فمن يضمن تأمين الانطباعات نفسها عند أبناء البلدات الحدودية في الجنوب الذين يخشون تكرار مشاهد الخروق الإسرائيلية في سنوات سابقة؟ 
يبقى أن ثمة من ينظر إلى هذه الورقة على أساس أنها تضم نقاطا استفزازية وتعجيزية للإيقاع بين اللبنانيين أنفسهم، وإحراج الشيعة أولا.

والحال أنه إذا كان ثمة مساحة تفاؤل في بيروت، فإن هذا المناخ يجب ألا يسري على بنيامين نتنياهو حيث تكمن الخشية في أن يعمد إلى سياسة العرقلة والمماطلة، ولو أن ثمة من يرى أن من مصلحته التوصل إلى اتفاق شبه نهائي، الأمر الذي سيستثمره أمام الجمهور الإسرائيلي، ولا سيما أن نسبة كبيرة من جمهوره تؤيد سياسته وخطته العسكرية في لبنان. وسيتفرغ نتنياهو وفريقه من صقور اليمين لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وقضم مساحات أكبر من تلك التي تتولاها السلطة الفلسطينية التي لم يعد القائمون عليها محل ثقة عند المسؤولين في تل أبيب. 

صحيح أن لبنان وإسرائيل هما المعنيان بورقة هوكشتاين، إلا أن جهات ديبلوماسية عربية على تماس مباشر في مواكبة الحرب الدائرة من غزة إلى لبنان، تحذر من إقدام نتنياهو على العرقلة وممارسته سياسات المماطلة التي درج على اتباعها في غزة منذ أكثر من سنة، وأتعب الديبلوماسيتين القطرية والمصرية وإدارة البيت الأبيض التي تشكك في موافقته على أي تهدئة إذا لم تصب عناصرها في مصلحته. ومن غير المستغرب أن يقدم على عرقلة هوكشتاين في آخر مهمة له في المنطقة قبل أن يتسلم الرئيس دونالد ترامب مقاليد السلطة.