من الصحف

غياب الإجراءات الاحترازية سهّل رصد عفيف

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"يُعتبر مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف، من الذين لهم باع طويل في العلاقات الإعلامية، وكان قريباً من الإعلاميين في تحديد مواعيد مع المسؤولين الكبار في الحزب والتواصل والتنسيق.

يُعدّ اغتياله بهذه الطريقة انتهاكاً للقوانين الدولية، لأنه في النهاية مسؤول إعلامي وليس رجلاً ميدانياً. حتى السياسيون يُحرّم اغتيالهم وفق شرعة حقوق الإنسان، وأكثر من قانون ومعطى يؤكد ذلك. ويشير خبير قانوني ودستوري، إلى أن اغتيال عفيف وسواه من الإعلاميين ورجال السياسة، هو انتهاك واضح وفاضح للقانون الدولي الذي يحرّم ذلك، وتحديداً لأن الرجل ليس ميدانياً بل يتعاطى الأعلام، إذ كان يعقد المؤتمرات الصحافية ويتواصل مع الجميع.

والسؤال الأبرز: هل كان هناك فعلا جواسيس ساهموا في اغتياله في مركز حزب البعث العربي الاشتراكي، وخصوصا أنه معروف عن عفيف أنه لم يكن يقفل هاتفه وكان يرد على الإعلاميين مهما كانت الظروف؟

لا تحبذ أوساط "حزب الله" الخوض في الموضوع، وخصوصا بعد استشهاد السيد حسن نصرالله وكبار قادة الحزب الميدانيين، ومنهم سياسيون اغتالتهم إسرائيل. ولكن وفق المعلومات، فإن عفيف لم يكن يتخذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة، ولاسيما بعد ثلاثة مؤتمرات صحافية متتالية. وفي إحدى المرات، حدد موعداً في وزارة السياحة لعقد مؤتمر صحافي في القاعة الزجاجية بغية التمويه، ومن ثم في قاعة النهضة في نزلة البريستول، لكنه عدل عن الأمر، وعقد هذه المؤتمرات في الضاحية الجنوبية وأصرّ على ذلك وسط الدمار والخراب، متقصّدا القول إنّ "حزب الله" وقادته لا يهابون الاغتيال. 

أما لماذا اغتيل في مركز حزب البعث العربي الاشتراكي في رأس النبع؟ فتقول المصادر إنّه كان يتردد إلى هناك قبل الحرب وخلالها، حيث كانت الأحزاب ومؤسسات إعلامية تلتقي باستمرار، من خلال اجتماعات الأحزاب وكبار مسؤولي الإعلام في كل القوى السياسية والأحزاب الحليفة لـ"حزب الله". وقد يكون ثمة من تعقبه تمهيدا لاغتياله، وساعد في ذلك التكنولوجيا والحرب الاستخبارية والمعلوماتية بامتياز، لكن أحد الجواسيس قد يكون على معرفة بأن عفيف ومعاونيه من الفريق الإعلامي التابع للحزب ومساعديه الأساسيين، كانوا سيصلون إلى حيث تم اغتياله، مع الإشارة إلى أن الضاحية الجنوبية لا تبعد كثيراً عن مركز حزب البعث، بل المسافة قصيرة ومفتوحة للتعقب، ناهيك بأن عديله رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، تعرض لمحاولة الاغتيال في المنطقة عينها وعلى مسافة قريبة من مكان اغتيال عفيف، لذا التعقب قد يكون أمراً وارداً وفق بعض الجهات الأمنية، خصوصاً أن إسرائيل وضعت عفيف نصب عينيها بعد المؤتمرات الصحافية في الضاحية الجنوبية .