حرب «كسر عظم» لأسابيع لتحديد دور حزب الله بعد وقف النار
جعجع لا يمانع من انتخاب رئيس بلا الشيعة.. والحركة في مطار بيروت منتظمة
الاحداث – كتبت صحيفة "اللواء": بعد ليلة دامية، ومدمرة، لامست حدود مطار رفيق الحريري الدولي، وأجهزت على بنايات ومجمعات سكنية، لا ذنب لها، سوى انها بنيت في جغرافيا «الضاحية الجنوبية» التابعة لمحافظة جبل لبنان، وهي عند المداخل الجنوبية للعاصمة وعند المداخل الشرقية والشمالية أيضاً، اعتبرت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي ان الطرق الدولية التي تربط جغرافيا الجنوب والبقاع بالعاصمة، وبالضاحية يجب قطعها او تعطيلها، وهذا ما حدث عند حاجز الجيش اللبناني عند نهر الاولي لجهة الشمال، مما ادى الى استشهاد 3 مواطنين كانوا داخل السيارة المستهدفة، واصابة 3 جنود من الجيش اللبناني، و6 جنود من الوحدة الماليزية العاملة في اطار القوة الدولية، حيث صادف وجودها هناك اثناء الغارة.
ودخلت المعركة صواريخ جديدة من نوع «فاتح 110» وضربت قاعدة عسكرية للمرة الاولى على مرمى قريب من مطار بن غوريون جنوب تل ابيب.
وطاولت الصواريخ حيفا وخليج حيفا والكريوت ونهريا وصفد، وسيطر الخوف على الشارع الاسرائيلي، الذي عاش يوماً عاصف تحت اصوات صفارات الانذار.
ومع ذلك، بقيت الحركة منتظمة في مطار رفيق الحريري الدولي، على الرغم من استهداف محيطه بالغارات المكثفة والعنيفة، في اطار الضغط، لعدم استهداف مطار بن غوريون في تل ابيب.
وعليه كشفت وحسب المصادر لاعطاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الضوء الاخضر «لتنظيف لبنان» من حزب لله على حد وصفه الدقيق وكما يدعي طبعا بانتظار مرحلة جديدة خالية كليا من الحزب العسكري والسياسي ايضا.
ومن مترتبات ذلك، في اليوم التالي للحرب، عدم السماح لحزب لله بالمشاركة في الحياة السياسية للسير بالتسوية والحل، فتمثيل الحزب ممنوع في المجلس النيابي والحكومة، والشيعة يمثلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والشخصيات الشيعية المستقلة البعيدة عن الحزب.
وكانت وصلت رسائل لجهات سياسية لبنانية رفيعة المستوى من ان ترامب بعدم فوزه سيعمل لانهاء الحرب ولكن شرط انهاء وجود حزب لله في المعادلة السياسية، بعد ان استطاع العدو كما يزعمون من القضاء على تسعين في المئة من الترسانة العسكرية للحزب ومن اقصاء ابرز قادته حسب المصادر الدبلوماسية.
وفي ماخصّ لبنان، بقي الترقّب سيد الموقف لجهة، تنفيذ ترامب للتعهد الخطي الذي قدمه للجالية اللبنانية «بوقف الحرب والمعاناة والدمار ودعم ازدهار لبنان، وإنجاز السلام الحقيقي في الشرق الاوسط قريباً جداً». إذ قد يغير رأيه عند ممارسة مهامه عملياً، وفق طريقة تعامله مع الكيان الاسرائيلي، ومدى مراعاته لمطالب اسرائيل ومصالحها وتعامله مع الظروف التي تسود حالياً بعد قرار رئيس الكيان بنيامين نتنياهو الاستمرار في الحرب، وحقوق لبنان في استعادة اراضيه المحتلة، ولم يضغط بما يكفي لوقف الخروقات الاسرائيلية المتمادية للقرار 1701 وللذهاب نحو تنفيذه كاملا من جانبي الحدود اللبنانية- الفلسطينية.
اما اذا قرر تنفيذ تعهده الخطي للجالية اللبنانية، فيجب ترقّب كيف سينفذ هذا التعهد، ووفق اي سيناريو او تسوية سياسية، وعلى اساس مصلحة مَنْ؟ مصلحة اسرائيل على حساب مصلحة لبنان، أم يُراعي ايضا مصلحة لبنان وحقوقه كما سيراعي بالتأكيد مصلحة اسرائيل؟ والأهم، هل سيفي بوعده إعادة الازدهار الى الشرق الاوسط ومنه وفي قلبه لبنان، ويوقف مسلسل الحروب والتعديات والانتهاكات الاسرائلية التي لم تتوقف ولا يوم في لبنان منذ إقرار القرار 1701 في مجلس الامن الدولي؟ وفي فلسطين برغم إقرار اكثرمن اتفاق بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والتي اسقطتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة؟
لا شك ان فترة الشهرين ونصف الشهر الفاصلة عن تسلم ترامب مهامه الدستورية، ستكون ساخنة اذا لم يستطع خلال اتصالاته وضغوطه على الكيان الاسرائيلي وقف الحرب على لبنان، هذا اذا إتضحت علاقته الشخصية بنتنياهو، فعليها تُبنى الامور، إما تجاوب اسرائيلي وإما استمرار التصعيد في الوقت الضائع. علماً ان صحيفة «فايننشال تايمز» نقلت امس «عن مصدر مطلع، أن هناك تفاهماً بين نتنياهو وترامب على العمل لإنهاء الحروب.وأن «نتنياهو لن يقوم بأي خطوة كبيرة في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب»؟!
وبالانتظار، استمر الحراك السياسي الدبلوماسي الخجول، وسجلت امس، زيارة سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو ايطاليا في لبنان فابريزيو مارشيللي لبطريرك الماروني الكردينال بشارة بطرس الراعي. وقالت مصادر دبلوماسية متابعة لـ«اللواء» ان الزيارتين تقعان في سياق المشاورات التي يجريها السفراء الغربيين لا سيما الفرنسي، ولا جديد فيهما سوى متابعة المجريات اللبنانية على الارض، لا سيما كما قال السفيران حول قضايا وقف الحرب ومعالجة اوضاع النازحين في مراكز الايواء، اضافة الى استمرار حث الاطراف اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية «للإنطلاق في مسار جديد يمكن البلاد من الخروج من الازمة» .
اما سفير فرنسا فاطلع الراعي على «نتائج مؤتمر باريس الذي اقيم لدعم اللبنانيين ودعم سيادة لبنان، وكان اتفاق على ضرورة متابعة العمل لمنح الشعب اللبناني الأمل بمستقبل افضل».
واضاف ماغرو: نحن نبذل جهدا لتحقيق وقف لإطلاق النار، ونشجع ايضا كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل افضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقا من هذا فان فرنسا تعتبر بكل تأكيد ان للبطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دورا اساسيا في هذا الإطار تحضيرا لمستقبل افضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على اهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ملير ان وزير الخارجية انتوني بلينكن يعتزم مواصلة عمله لانهاء الحرب في غزة ولبنان في الفترة المتبقية من ولايته قبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
دريان في السراي الكبير
ومجمل التطورات عرضها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع الرئيس ميقاتي في السراي الكبير.
وشدد الرئيس ميقاتي، أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاون جميع القيادات اللبنانية وتعاضدها من أجل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وحماية اللبنانيين من الشرور والفتن التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي. و»بعد اللقاء اكد المفتي دريان «ان دار الفتوى وما تمثل، وطنيا وإسلاميا، تدعم وتؤيد جهود الرئيس ميقاتي في كل ما ينقذ لبنان من العدوان الصهيوني بالإضافة الى الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم.
قال: «آن الأوان لجميع القوى السياسية ان يحسموا إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا يمكن ان يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية، على الجميع ان يتعاونوا من اجل انتخاب رئيس بالسرعة الممكنة وإلا سيبقى البلد مشرعا على الاحتمالات كافة، ونحن يهمنا جدا ان يكون هذا البلد مستقرا وآمنا ومطمئنا، وأولى خطوات الاستقرار والأمان وقف إطلاق النار وانجاز انتخاب رئيس جامع». وقال «لدينا ملء الثقة بان دولته سيحمل امال وتطلعات اللبنانين في القمة العربية المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز».
مواقف جعجع وتوقعاته
وتوقع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استمرار المعارك بين 3 او 4 اشهر، لا بل تفاقمها اكثر من السابق فطرفا النزاع يعتبران انهما امام فرصة لتعزيز مواقفهما قبل التوصل الى واقع يفرض محدودية التحرك.
واشار جعجع الى ان الاسرائيلي يتحضر للمرحلة الثانية، ولا اعرف ان كانت حتى الليطاني ام لا، ولكن الامر سيان، ولو ان المرحلة الاولى كانت الاصعب، لانها الخط الاحمر للحزب، حيث التحصينات الاساسية والتمركز الرئيسي، وهذا كله سقط للأسف.
ولاحظ جعجع اننا على ابواب حرب بين اسرائيل وايران، ولن تنتهي (حسب اعتقاده) من دون ضرب المنشآت النووية الايرانية، خصوصاً بعد وصول ترامب الى الرئاسة، والذي اعطى الضوء الاخضر لنتنياهو، وهذا عنوان المرحلة الآتية على مدى شهر ونصف شهر.
وكشف جعجع ان آموس هوكشتاين طرح تطبيق الـ1701 بكل مندرجاته، ومراقبة تهريب الاسلحة عبر الحدود، على ان نتمتع اسرائيل بحق التدخل في أي وقت اذا ما رأت اي عملية تهريب، وهذا الطرح هو الأسوأ الذي وقعنا به نتيجة عدم تنفيذنا لضبط الحدود.
جلسة انتخاب بلا الشيعة
وفي موقف يطرح اكثر من علامة استفهام، ويؤشر الى منحى انقسامي، اذ اعلن جعجع في حوار مع المؤسسة اللبنانية للارسال (L.B.C.I): اقبل بجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لا تشارك فيها الطائفة الشيعية، والدستور يجيز ذلك، والميثاق الوطني ايضاً، فإذا رفض الموارنة على سبيل المثال أمراً، فهل يعطل البلد على إثره..
وتوقف جعجع عند مسألة انتخاب قائد الجيش، وقال: هناك كتل نيابية كثيرة مع انتخابه، ولا فيتو من قبلنا عليه، لكن قبل ترشيحنا له رسمياً، سنتحدث معه لنطلع على مقاربته لبعض الأمور، مشيرا الى ان الرئيس التوافقي يعني «لا رئيس» والحكومة التوافقية تعني لا حكومة.
واعتبر جعجع انه منذ انطلاق جبهة الاسناد كانت حسابات «حزب لله» خاطئة في مجملها، والنتيجة اليوم اثبتت ذلك، معتبرا ان ما يجري اليوم هو تماماً ما خطط له الاسرائيلي.
واكد جعجع: لا اخشى من اندلاع حرب اهلية، وما من فريق لبناني يريدها واليوم لا قرار بالحرب، ولو انه من الطبيعي حدوث بعض الاشكالات التي تعالج بشكل فوري، كما تعمل القوى الامنية والجيش.
تحرك لمواجهة الاجرام الاسرائيلي بحق التراث
في مجال آخر، اعتدى الجيش الاسرائيلي على البيت التراثي المعروف «بالمنشية» الذي كشف «عن حقد على لبنان وشعبه، وموروثه الاثري والثقافي» على حد تعبير وزير الثقافة محمد وسام مرتضى، الذي قرر توجيه شكوى الى الامم المتحدة، ومنظمة اليونيسكو.
والمعروف ان مبنى المنشية، قريب من قلعة بعلبك، وهو من اقرب النقاط الى المعابد.
وتجتمع منظمة اليونيسكو الإثنين المقبل لمناقشة «تعزيز حماية» المواقع الأثرية اللبنانية من القصف الاسرائيلية.
الوضع الميداني
ونصبت المقاومة الاسلامية كميناً لقوة مشاة حاولت التقدم باتجاه يارون وأوقعوا افرادها بين قتيل وجريح.
وكانت الغارات الاسرائيلية استمرت من منتصف ليل امس الاول وطيلة نهار اليوم على مناطق الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب كافة تقريباً وبعض مناطق البقاع، وأسفرت عن ارتقاء عدد من الشهداء واضرار مادية كبيرة. كما اغار طيران مسير على حاجز الجيش اللبناني عند نهر الاولي مدخل صيدا الجنوبي، ادت الى ارتقاء ثلاثة اشقاء من آل شومر من بلدة السكسكية واصابة 3 جنود من عناصر حاجز الجيش و5 عناصر من ققوات اليونيفيل صودف مرور سيارتهم عند الحاجز، وشن غارة على سيارة مدنية تقودها سيدة على طريق عاريا- الجمهور ادت الى استشهادها. كما سقط شهيدا مساء في غارة على سيارة على الطريق بين الدوير وأنصار.
وحتلال الإسرائيلي امس، مقتل 5 جنود في معارك في جنوب لبنان، ومقتل جندي في كتيبة الهندسة 605 اللواء 188، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية انه قضى بصواريخ أطلقها حزب لله مساء أمس الاول على مستعمرة أفيفيم في الجليل.
واعلنت وزارة الصحة في الكيان الاسرائيلي: إن إجمالي عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات منذ 10 تشرين الأول 2023 بلغ 21,774 شخصاً. واعترفت الوزارة بـ90 إصابة منذ التحديث الأخير الأربعاء، بينها 21 في الشمال خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
اما على جبهة المواجهة، فقد دارت اشتباكات عنيفة منذ منتصف الليل وحتى صباح امس،، بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي عند اطراف بلدتي رميش ويارون لناحية ملعب يارون مقابل مستوطنة دوفيف. وسجلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين على تخوم بلدة عيتا الشعب عند محاولة الجيش الاسرائيلي التسلل الى الاراضي اللبنانية.
واعلنت المقاومة في سلسلة بيانات انها استهدفت مساء امس الاول تحركًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس للمرّة السادسة، بصليةٍ صاروخية. كما استهدفت امس، قوة مشاة حاولت التقدم باتجاه بلدة يارون، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
واستهدفت المقاومة تباعاً تجمعات لقوات جيش العدو الإسرائيلي في: مستوطنة حانيتا وفي مستوطنة ليمان، وفي ساعر، وعند بوابة مستعمرة هرمون. وتحركًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الفلسطينية قبالة بلدة كفركلا. وفي مستوطنة شوميرا. وفي مستوطنة دوفيف، و في ثكنة راميم. وتجمعاً لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس. كما افيد عن انقلاب آلية عسكرية اسرائيلية عند اطراف بلدة مارون الراس ما ادى الى إصابات بطاقمها.وقصفت المقاومة الإسلامية مستوطنة يفتاح، ومستوطنة كريات شمونة ومستوطنة المنارة.و موقع البغدادي. وقصفوا في الوقت ذاته ثكنة يفتاح.
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية: أحرقت صواريخ حزب لله يوم أمس 8 مبانٍ بالكامل في مستوطنة أفيفيم. كما اعلنت القناة 12 العبرية عن أضرار في البنية التحتية لشبكة الكهرباء في كريات يام في خليج حيفا عقب إطلاق صواريخ من لبنان ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. وسقوط صاروخ بشكل مباشر داخل سيارة.
وأدت الخسائر، حسب وزارة الصحة الى استشهاد 3103 شخصاً واصابة 13856 منذ ت1 (2023).
واعتبر رئيس اركان اليش الاسرائيلي هاليفي هارسي ان اكبر انتصار اعادة سكان المستوطنات الشمالية الى مساكنهم بأمان.