فتوى إيرانية تقابل التصعيد الإسرائيلي في لبنان... مخاوف من حرب مفتوحة حتى 20 كانون الثاني
الاحداث- كتبت صحيفة "النهار": غداة “تسونامي” انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية جديدة في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الذي أطلق انتخابه في الجانب المتعلق بالشرق الأوسط العنان للإجتهادات المتناقضة خصوصاً حيال الحرب في لبنان، بدا لبنان عرضة لازدياد أسوأ الوقائع المتصلة باشتداد الحرب الميدانية من جهة، وحرب التوظيف الإقليمي أو الصراع الإسرائيلي- الإيراني تحديداً من جهة اخرى.
وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينتظر إعلان فوز ترامب، وسارع إلى تكثيف التصعيد العسكري والميداني على الجبهة اللبنانية، فإن طهران من جانبها سارعت إلى اطلاق رسالة تحكمها بقرار “حزب الله” وتالياً إمساكها بقرار الحرب أو التسوية، الأمر الذي أسفر تكراراً عن انكشاف لبنان كساحة صراع حربي ومساومة وبريد بين القوى الاقليمية المتحاربة عبره بالواسطة. ولذا لم يكن غريباً أن تتخوف أوساط دبلوماسية معنية من مزيد من معاناة اللبنانيين في الفترة الفاصلة عن تسلم الرئيس الأميركي المنتخب سلطاته في العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل خصوصاً إذا تراجعت خلالها الجهود الدبلوماسية التي كان يتولاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وترك الوضع للميدان.
ولفتت في هذا السياق إلى أن المسؤولين اللبنانيين الذين التزموا التحفظ الشديد عن مستقبل مهمة هوكشتاين ينتظرون ضمناً تطورات معينة الأسبوع المقبل يمكن أن تشكل مؤشراً إلى استئناف أو تجميد المهمة تبعاً للاتصالات الجارية بين الادارة الأميركية الحالية وتل أبيب.
وفي سياق رصد المواقف الداخلية من احتمالات التصعيد الحربي أو تحريك الجهود الدبلوماسية، لفتت الأوساط نفسها إلى أجواء سلبية أثارها انتقاد الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم للجيش اللبناني علناً، وفي اطار “تنبيه” ومطلب حيال حادث البترون. وقالت إن هذا الموقف بدا شديد التناقض والاستفزاز لأن الحزب الذي تعرّض لأضخم عملية انكشاف داخلية وتصفيات لأكبر قياداته إنبرى إلى انتقاد الجيش في الوقت الذي تجري كل الاستعدادات لنشره في جنوب الليطاني تنفيذاً للقرار 1701 مع اليونيفيل بما يوحي أن الحزب يعتزم، إذا امتلك القدرة، عرقلة هذا المسار.
من هنا فهمت الاوساط اللبنانية كلام المرشد الإيراني علي خامنئي أمس خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران من أنّ “الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار”، وإن “حزب الله تحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكاناته المادية والإعلامية، وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك” بأنه بمثابة “فتوى” للمضي في القتال في لبنان.
وفي اطار الجهود الدبلوماسية لوقف النار في لبنان قال السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بعد زيارته أمس بكركي: “نحن نبذل جهداً لتحقيق وقف النار ونشجع أيضاً كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل أفضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقاً من هذا فإن فرنسا تعتبر بكل تأكيد أن لصاحب الغبطة البطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دوراً أساسياً في هذا الإطار تحضيراً لمستقبل أفضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على أهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد”. وتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لإسرائيل، وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن “نقاش فرنسي حول الضمانات الأمنية لإسرائيل كجزء من الحل الدبلوماسي في لبنان”.
غارات و”تصيّد” ضحايا
أما على الصعيد الميداني، فبدت لافتة عودة الطيران المسيّر الإسرائيلي إلى تصيّد أهداف وضحايا في السيارات وعلى الطرق العامة. إذ استهدفت غارة إسرائيلية سيارة على طريق عاريا – الجمهور مقابل كنيسة السيدة ما تسبّب بمقتل امرأة واصابة شخصين كانا معها في السيارة. وأشارت المعلومات إلى أن المسيّرة الإسرائيلية أطلقت صاروخين، الأوّل لم يصب الهدف، فأسقطت الثاني على السيارة.
وفي الجنوب استهدف الطيران الاسرائيلي سيارة في صيدا بالقرب من حاجز الجيش عند الاولي متسبباً بسقوط 3 ضحايا كما بجرح خمسة جنود من قوات الكتيبة الماليزية التابعة لليونيفيل صودف مرور آليتهم في المنطقة خلال الاستهداف، وجريحين مدنيين. وأفيد أن القتلى هم حسين أمير شومر وشقيقتاه ألاء وملاك من السكسكية. وأعلن الجيش اللبناني أن الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين كانوا بداخلها إضافة إلى إصابة 3 عسكريين من عناصر الحاجز.
كما أصدرت قيادة “اليونيفيل”، بياناً عن الحادث أكدت فيه اصابة قافلة تابعة لقوات اليونيفيل، كانت تنقل جنود حفظ سلام وصلوا حديثاً إلى لبنان، تمر عبر صيدا عندما وقع هجوم بطائرة مسيّرة بالقرب منها. وأصيب خمسة من جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، وجرى علاجهم على الفور من قبل الصليب الأحمر اللبناني، ثم واصلوا طريقهم إلى مواقعهم في جنوب لبنان. كما أكّد الجيش اللبناني إصابة ثلاثة من جنوده عند نقطة التفتيش التابعة للجيش اللبناني والقريبة من موقع الغارة. وقالت: “نذكر جميع الأطراف بالتزامها بتجنب الأعمال التي تعرّض قوات حفظ السلام أو المدنيين للخطر. يجب حل الخلافات على طاولة المفاوضات وليس من خلال العنف”.
واستكمل الجيش الإسرائيلي أمس عملية تفخيخ وتفجير حي الكساير وضهر العاصي شرق بلدة ميس الجبل. وتم العثورعلى جثتين شرق بلدة برج الملوك، وانتشلهما الصليب الأحمر اللبناني.
وأدى الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي تعرض له مثلث بير القنديل في مدينة النبطية إلى تدمير مبنى مؤلف من 7 طبقات بشكل جزئي، وهو مبنى يضم محال تجارية ومؤسسات ومستودعات وعددًا كبيرًا من الشقق السكنية. كما حولت الغارة المنطقة إلى ساحة حرب بفعل الأضرار الذي لحقت بكل المباني فيها. كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة البازورية، ما ادى إلى سقوط 4 ضحايا و3 جرحى. وتجددت الغارات مساء أمس على سحمر في البقاع الغربي.
وأعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات أنه استهدف تحركًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس للمرّة السادسة، بصليةٍ صاروخية، كما استهدف تجمعًا في مستوطنة حانيتا وتجمعًا في مستوطنة ليمان وفي ساعر، واستهدف أيضاً برشقة صاروخية تجمعاً لقوات إسرائيلية في الكريوت شمال حيفا.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 5 جنود في معارك جنوب لبنان. كما أكد أن سلاح الجو استهدف خلال 24 ساعة أكثر من 110 أهداف تابعة لـ”حزب الله” في لبنان وحماس في قطاع غزة. وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى إصابة مبنى في حيفا في دفعة صاروخية أطلقت من لبنان. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل 60 عنصراً من “حزب الله” في لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية.
يشار إلى ان حركة “امل” شيعت أمس في مدينة صور ووسط الغارات الإسرائيلية على المدينة، 16 شهيداً من ابناء بلدة عين بعال سقطوا في المجزرة التي تسببت بها غارة إسرائيلية على مبنى في برجا أول من أمس.