من الصحف

تعثُّر هوكشتاين أضرّ بالدوحة ونتنياهو يحتاج إلى "وقت أطول"!

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"عندما يختصر النائب السابق وليد جنبلاط المشهد الحالي بأن "الحرب طويلة" فهذا يعني أن الديبلوماسية التي تقودها واشنطن والدوحة وصلت إلى طريق مسدود وأن الاحتدام في الميدان ستزداد سخونته أكثر في الأيام المقبلة.

بعد تعثر مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين إسرائيل ولبنان لم يبق أمام كل المعنيين إلا انتظار حصيلة الانتخابات الرئاسية الأميركية، من دون توقع إطفاء محركات الحرب بكبسة زر تعمل عليها واشنطن وعواصم أخرى منذ أكثر من سنة من دون أن تتمكن من تحقيق هذا الأمر بفعل تصلب بنيامين نتنياهو. 

في هذا الوقت تواصل الدوحة تفعيل قنواتها الديبلوماسية والتنسيق مع الأميركيين في ملفي غزة ولبنان من دون التوصل بعد إلى الهدنة المنتظرة التي يرى اليمين الإسرائيلي أنها لا تصبّ في مصلحته.
وكثر الحديث في الأيام الأخيرة عن زيارة وفد قطري لبيروت إلا أن الوقائع على الأرض لا تشير إلى هذه الزيارة، أقله في الأيام المقبلة. علماً بأن الموفد جاسم آل ثاني "أبو الفهد" درج على القيام بزياراته من دون ضجيج إعلامي. وتقول مصادر ديبلوماسبة إن حصول مثل هذه الزيارة في هذا التوقيت غير ملائم الآن قبل أقل من 48 ساعة من موعد الانتخابات الأميركية.

ويبقى أن مهمة هوكشتاين لم تأت بالمطلوب حيث يستمر التنسيق بين واشنطن والدوحة فاذا تمكن الرجل من إنجاح مهمته تدخل الدوحة على الخط لتحصين هذا التطور. وإذا فازت كامالا هاريس بالانتخابات يصبح حزب هوكشتاين أكثر قدرة على المناورة وفرض رؤيته على نتنياهو. وتعترف الديبلوماسية القطرية بأن ما لم تستطع واشنطن القيام به في التوصل إلى وقف إطلاق النار لا يمكنها فعله في قمة تفلت نتنياهو من أي ضوابط أو معايير. وتفيد معلومات ديبلوماسية تتابع حركة هوكشتاين أنه أبلغ الرئيس نجيب ميقاتي في الاتصال بينهما وهو في الطائرة في طريقه إلى تل أبيب بأنه لن يذهب إليها لو لم يتلق إشارات إسرائيلية إيجابية، إلا أن المفاجأة تمثلت في استمرار نتنياهو بأسلوب المماطلة وتنصّله من الوعود الإيجابية التي يطلقها في البدايات ثم يتخلى عنها في لحظة المفاوضات الجدية. 

ويذكر أن ما خلص إليه نتنياهو مع هوكشتاين أخيراً بحسب جهات ديبلوماسية مواكبة هو قول الأول إنه سيواصل تطبيق أجندته وإنه لا يزال يحتاج إلى الوقت "للقضاء على القدرات العسكرية لحزب الله. ولا أرغب في أي مفاوضات الآن من دون ربط هذا الأمر بالانتخابات الأميركية". ووصلت هذا الرسالة والحصيلة الأميركية إلى الرئيسين نبيه بري وميقاتي اللذين يعوّلان على دور أكبر لواشنطن. 

وتفيد مصادر لبنانية أن الموفد القطري شدد في آخر محطة له في بيروت أمام جهات حزبية ونيابية على أخطار الحرب الإسرائيلية التي سيطرت على أكثر هذه اللقاءات وحضر ملف رئاسة الجمهورية وإمكان إتمام هذا الاستحقاق بعد وقف إطلاق النار بدل الإبقاء على الشغور المفتوح. وسمع نائب من مسؤول في الدوحة أنها ستبقى على مسافة واحدة من الأسماء المرشحة وأنها في النهاية لن تتأخر عن دعم الرئيس الذي ينتخبه البرلمان وستدعم الحكومة المقبلة، زائد أنها ستستمر في دعم لبنان وإمداده بالمساعدات الإغاثية والطبية وإيواء النازحين فضلاً عن مواصلة دعم الجيش.