من الصحف

نتنياهو يعطل مفاوضات وقف النار... والرهان على الميدان
صواريخ حزب الله ومسيراته تضرب القواعد والمصانع الحربية الاسرائيلية... والعدو يرفع حالة التأهب بالعمق

الاحداث- كتبت صحيفة الديار تقول: التطورات الميدانية والسياسية تنذر بمزيد من التصعيد والحرب المفتوحة مع العدو الاسرائيلي، بعد ان اجهض نتنياهو محاولات وقف اطلاق النار، ورفض خارطة الطريق التي كان الموفد الاميركي قد توصل اليها مع الرئيسين بري وميقاتي خلال زيارته الاخيرة لبيروت.

واذا كانت الانظار تتجه الى الانتخابات الاميركية بعد غد الثلاثاء لمعرفة مصير الجهود والحل الديبلوماسي، فان نتائجها، اكانت فازت كاميلا هاريس ام فاز ترامب، لا تضمن التوصل الى وقف اطلاق النار.

مرجع بارز : لا كلام قبل
الانتخابات الاميركية

وفي هذا السياق نقل مصدر مطلع لـ «الديار» عن مرجع بارز قوله امس: «من الان الى الانتخابات الاميركية ونتائجها، لا احد يستطيع الكلام او ان يتكهن في شأن مصير الجهود الديبلوماسية والحل ووقف اطلاق النار».

واضاف « ان المرحلة المقبلة بعد هذه الانتخابات غير واضحة ولا يمكن الحديث عنها من الان، خصوصا ان نتنياهو يواصل الرهان على الحرب ويضرب كل الجهود والمحاولات الرامية الى وقفها».

مصدر لـ «الديار»:
الرهان على الميدان

وفي هذا الوقت قال مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» انه « ليس هناك من مؤشرات حتى الان تدل على ضمان تحقيق وقف النار بعد الانتخابات الاميركية، وان الاجواء السائدة في ضوء تعطيل نتنياهو مؤخرا كل الجهود والصيغ المطروحة للحل، تؤكد ان الرهان هو على الميدان الذي سيفرض المعادلة التي تجبر العدو الاسرائيلي على وقف عدوانه والقبول بوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 دون اي اضافات».

حزب الله يضرب القواعد
والمصانع العسكرية للعدو

وانطلاقا من هذه الحقيقة، رفع حزب الله من وتيرة هجماته وضرباته للاهداف العسكرية الاسرائيلية من الحدود حتى جنوبي تل ابيب، وتميز يوم امس بانه يوم ضرب القواعد العسكرية والمصانع العسكرية، من نهاريا شمالا مرورا بعكا وحيفا وصفد وانتهاء بتل ابيب.

ووصل عدد الصواريخ التي اطلقها حتى مساء امس الى ما يقارب الـ150 صاروخا، وذكرت اذاعة جيش العدو عصرا ان عدد الصواريخ التي اطلقت من لبنان بلغ 115 صاروخا. كما استخدم عددا كبيرا من المسيرات الهجومية، وبلغت استهدافات الحزب مساحة وصلت الى عمق 150 كيلومترا ما بعد تل ابيب.

وحلقت احدى المسيرات مساء لفترة طويلة ووصلت الى بنيامينا حيث كان الحزب ضرب سابقا قاعدة للواء غولاني، وقال الجيش الاسرائيلي ان طيرانه الحربي استطاع اسقاطها.

وقالت مصادر مطلعة ان حزب الله رفع امس من وتيرة ضرباته، ووسع نطاق استهدافاته مستخدما الى جانب الصواريخ النوعية عددا متزايدا من المسيرات الهجومية الفعالة، ويندرج ذلك في اطار المرحلة الجديدة التي اعلن عنها مؤخرا.

العدوان البحري الاسرائيلي
وخطف قبطان من البترون

وواصل طيران العدو غاراته على المدن والقرى، لكن البارز امس هو العدوان البحري الذي نفذته قوة كوماندوس بحرية اسرائيلية في البترون، واختطافها قبطانا بحريا هو عماد امهز، بعد عملية انزال بحري على الشاطىء، وعملية تمويه بالادعاء انها من امن الدولة اللبناني.

ووفقا لموقع اكسيوس الاميركي عن مسؤول اسرائيلي، ان قوات بحرية اسرائيلية هي التي نفذت العملية، مدعيا ان امهز هو ضابط بالبحرية لحزب الله.

وذكرت اذاعة جيش العدو لاحقا ان قوة كوماندوس اسرائيلية بحرية اعتقلت قياديا في حزب الله بعملية البترون.

وطرحت علامات استفهام حول مهمة قوات اليونيفيل البحرية وتحديدا القوة الالمانية، لكن القوة الدولية نفت ان يكون لها علاقة بتسهيل عملية الاختطاف او اي انتهاك لسيادة لبنان.

اجواء «اسرائيلية» متناقضة
حول مفاوضات وقف النار

وفي الشأن السياسي علمت «الديار» من مصادر مطلعة، انه لم يسجل امس اي تطور سياسي يتصل بالجهود المبذولة لوقف النار، بعد ان كان ألرئيس بري نعى اول من امس المبادرة الاميركية الاخيرة لوقف النار، مشيرا الى ان نتنياهو رفض خارطة الطريق اللبنانية التي جرى التوافق عليها مع هوكشتاين.

واضافت المصادر ان الاجواء ضبابية ولا تؤشر الى وقف للنار قريبا، على الرغم مما نقلته هيئة البث الاسرائيلية امس عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين «بان التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله اصبح قريبا».

واضافت الهيئة ان اسرائيل تنتظر تلقي الصيغة النهائية للاتفاق التي يعمل عليها هوكشتاين، وان هناك اعتقادا بان التقدم نحو الاتفاق قد يتحقق قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، رغم استمرار بعض الفجوات في المفاوضات.

وقالت يسرائيل هيوم مساء ان لا تقدم في مفاوضات وقف النار. ونقلت عن مسؤولين اسرائيليين «ان الخلاف يتعلق بضمان حرية عمل اسرائيل اذا انتهك حزب الله الاتفاق».

وسبق ان افادت هيئة البث الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي يقترب من انهاء المرحلة الاولى من عملياته البرية في جنوب لبنان، لافتة الى تسريح الالاف من قوات الجيش النظامية والاحتياطية.

واكد مصدر عسكري اسرائيلي لقناة الحرة الاميركية ان الجيش الاسرائيلي ينتظر ايعاز المستوى السياسي بشأن المرحلة المقبلة في الحرب على الجبهة الشمالية… اما اعادة الانتشار للقوات الاسرائيلية بما يتناسب مع الاهداف التي تم تحقيقها او تعميق العملية العسكرية في ما يسمى بالخط الثاني، فالجيش الاسرائيلي يستعد للخيارين.

لكن هذا التقرير يتناقض مع تقرير اوردته صحيفة جيروازاليم بوست امس ذكرت فيه ان وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت ورئيس الاركان هاليفي رفعا وتيرة الضغط على نتنياهو، من اجل التوصل الى انهاء الحرب.

يوم الصواريخ والمسيرات
على العمق الاسرائيلي

وعلى الصعيد الميداني، تميز يوم امس بانه كان يوم ضرب حزب الله بعشرات الصواريخ النوعية والمسيرات الهجومية قواعد جيش العدو ومصانع عسكرية في عمق الكيان الاسرائيلي، بدءا من نهاريا في الشمال مرورا بعكا وحيفا وصفد وانتهاء بتل ابيب.

ومنذ الصباح الباكر نفذ حزب الله سلسلة هجمات بالمسيرات والصواريخ على هذه القواعد والمصانع العسكرية والمراكز الاستخبارية واللوجستية، محققا اصابات مباشرة.

وضربت مسيرة هجومية صباحا احد المصانع في منطقة نهاريا بشكل مباشر. ونشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية صورا للدمار الكبير الذي اصاب المصنع، وقالت انه مصنع اخزيف شمالي نهاريا.

وذكرت المعلومات ان المصنع ذو صفة عسكرية، وان هناك مخاطر من سموم مادة الامونيوم.

واستطاعت مسيرات هجومية اخرى ان تستهدف قواعد عسكرية واهداف عسكرية اخرى، ومنها قاعدة رامات دافيد، ونقل عن شهود عيان في المنطقة ان انفجارات سمعت في المنطقة وسط تعتيم اعلامي، كما هو الحال دائما حول طبيعة هذا الهجوم ونتائجه.

وانفجرت مسيرة اخرى في منطقة مرج عامر من دون معرفة طبيعة الخسائر الناجمة عن انفجارها.

واستهدف حزب الله بصليات صاروخية وبمسيرات هجومية، قاعدة غليلوت العسكرية جنوبي تل ابيب، وهي تضم وحدة الاستخبارات العسكرية 8200.

وهاجم الحزب بالصواريخ مرتين قاعدة زوفولون شمالي حيفا التي تشمل قاعدة صناعات عسكرية دقيقة.

واستهدف حزب الله بالمسيرات الانقضاضية قاعدة بلماخيم الجوية جنوبي تل ابيب، وهي تضم مركزا مهما للابحاث العسكرية.

وهاجم حزب الله بعد ظهر امس بالصواريخ شركة التا للصناعات العسكرية شمالي حيفا.

كما استهدف بالصواريخ ايضا للمرة الاولى الفوج اللوجستي الاقليمي للعدو بعد ظهر امس في قاعدة مسغاف شمال حيفا.

واستهدفت مسيرات هجومية للحزب قاعدة شراغا العسكرية في عكا.

ونفذ حزب الله هجمات بالصواريخ على تجمعات لجنود العدو في صفد وعلى قاعدة بيريا شمالي المدينة.

كما قصف بالصواريخ 6 مستوطنات كان الحزب انذر المستوطنين فيها لمغادرتها، بعد ان حولها جيش العدو الى مناطق عسكرية، منها مستوطنات : شاعل، دلتون، هامعلاه، وبايو حاي.

وادى سقوط احد الصواريخ في منطقة الطيرة في المنطقة الوسطى في الكيان الاسرائيلي، وفق وسائل اعلام اسرائيلية، الى اصابة 19 شخصا.

وبلغ عدد الصواريخ التي اطلقها حزب الله على مختلف الاهداف والمناطق الاسرائيلية، حوالى المئة وخمسين صاروخا حتى مساء امس.

رفع حالة التأهب
بالعمق الاسرائيلي والجولان

وذكرت القناة 13 الاسرائيلية مساء امس، ان جيش العدو رفع مستوى التأهب في الجليل الادنى والجولان من جزئي الى كلي.

ووسع القيود على التجمعات في اطار تحديث تعليمات الجبهة الداخلية. وياتي ذلك في ضوء ارتفاع وتيرة استهدافات حزب الله لعمق كيان العدو.

وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان حزب الله يطلق عددا لا يحصى من النيران، ويحتفظ بقدرته على اطلاق الصواريخ.

ودوت صفارات الانذار لاكثر من 14 مرة طوال نهار امس في اجواء المدن والمستوطنات الاسرائيلية، من الحدود حتى جنوبي تل ابيب، وتعرضت حيفا لهجمات صاروخية متتالية.

وقال رئيس السلطة المحلية في حيفا «ان حزب الله ينفذ تهديده بان ما ينطبق على كريات شمونة ينطبق على حيفا، ويمطرها بالصواريخ ويجبر سكانها على الهروب الى الملاجىء».

المواجهات البرية

وعلى صعيد المواجهات البرية بين حزب الله وقوات العدو، لم يسجل امس على محور الخيام اي تطور يذكر، في ضوء فشل الهجوم الاسرائيلي منذ يومين باتجاه داخل البلدة، بفعل ضربات المقاومين وتراجع هذه القوات الى الاطراف الجنوبية والشرقية.

وتعرضت البلدة لغارات وقصف مدفعي نهارا.

لكن محور حولا شهد بعد ظهر امس اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حزب الله وقوة اسرائيلية مؤللة حاولت التقدم عل هذا المحور، وانسحبت القوة بعد تعرضها لخسائر مباشرة الى اطراف البلدة في تلة الخزان.

وتعامل المقاومون معها مرة اخرى واستهدفوها بثلاث رشقات صاروخية، كما استهدفوا جرافتين حاولتا التقدم بصاروخين موجهين.

وقصف مقاتلو الحزب تجمعات لجنود العدو على المحور الشرقي وعلى الحدود وداخل المستعمرات القريبة.

وواصل طيران العدو غاراته على مدن وبلدات جنوبية وبقاعية، مخلفة عشرات الشهداء والجرح.