إنطلاق العدّ التنازلي إلى البيت الأبيض... ومبالغة لبنانية في الرهان على الرئيس الجديد
الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" تقول:"انطلق العدّ العكسي التنازلي على بعد ساعات من السباق إلى البيت الأبيض، بين مرشحَي الجمهوريين دونالد ترامب والديمقراطيين كامالا هاريس. وتتجه الأنظار إلى الولايات التي ستحسم النتائج التي لا تزال متقاربة جداً، كما أفادت آخر استطلاعات الرأي، ومن الصعب ترجيح كفّة مرشّح على آخر. فالكلمة الفصل ستكون لصناديق الاقتراع يوم الثلاثاء المقبل.
بالتزامن مع الحماوة الإنتخابية، تُعتبَر الحرب في غزة ولبنان ناخباً أساسياً في واشنطن، ومؤثّراً كبيراً على توجهات المقترعين. وربما هذا ما يبرّر المواقف الأميركية، إن كان من قَبل ترامب الذي يعد بالسلام وإنهاء الحرب إذا فاز، أو مساعي الديمقراطيين لإحداث خرق في الشرق الأوسط وتسجيله كإنجاز لهم ولو في الساعات الأخيرة قبل الموعد المنتظَر.
لكن مهمة الموفد الرئاسي آموس هوكشتاين مُنيَت بالفشل، وعاد من تل أبيب من دون أي خرق، رغم الإيجابية التي حاول الإعلام الأميركي بثّها. ورغم الزيارة غير الموفقة إلى إسرائيل، لوحظ أن المحاولات لم تتوقف، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أمس، أن الوزير أنتوني بلينكن ناقش مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي جهود التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان.
في بيروت، المبادرة الأميركية بحكم المنتهية، أو على الأقل هذا ما أعلنه رئسس مجلس النواب نبيه بري، الذي نعاها معلناً أن "رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع هوكشتاين"، معتبراً أن الحراك السياسي لحل الأزمة تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.
"لكن الأمر غير مضمون حتى بعد الخامس من تشرين الثاني"، تقول مصادر سياسية عبر جريدة الأنباء الالكترونية، مستشهدة بما أشار إليه الرئيس بري الذي رفض وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان رهناً بتطورات الميدان، مبدياً تخوفه من تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
وتعلّق المصادر بالقول: "هناك مبالغة لبنانية كبيرة في الرهان على الانتخابات الأميركية، فسياسة الإدارة الأميركية لجهة دعمها إسرائيل لن تتغيّر بتغيّر الرؤساء، فأمن إسرائيل هو الخط العريض الذي لا يتخطاه أي رئيس يدخل إلى البيت الأبيض، وبالتالي من غير الدقيق ربط مصير الحرب في لبنان بانتخابات أميركا". وتضيف المصادر: "إضافة إلى ذلك فإن الرئيس الجديد المنتخَب لن يتولّى رسمياً زمام الرئاسة قبل 20 كانون الثاني، وبالتالي الوضع الراهن سيستمر أقلّه إلى ما بعد رأس السنة".
وفي جديد المفاوضات على خط وقف إطلاق النار في لبنان، كان لافتاً منشور هوكشتاين عبر منصة "أكس"، حيث نفى الطلب من لبنان إعلان وقف النار بشكل أحادي، كما تناقلت وسائل إعلام عالمية، واصفاً إياها بـ"التقارير الكاذبة".
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مواكبة عبر جريدة الأنباء الالكترونية التزامه بتنفيذ القرار 1701 بحرفيته دون زيادة أو نقصان، وأن نتنياهو هو مَن أهدر منذ شهر أيلول الماضي أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود.
وذكّرت المصادر بأن خير دليل على مراوغة نتنياهو ما فعله في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإقدامه على تنفيذ عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في وقت كان لبنان الرسمي ينتظر التوصّل إلى اتفاق للتهدئة، وكان في جعبة الوفد اللبناني إلى نيويورك موافقة من حزب الله.
كما لفتت المصادر إلى أن لبنان لم يتبلغ بأي شيء من المناقشات الأميركية الإسرائيلية، وأن التجربة السابقة مع إسرائيل لم تكن مشجعة إذ انها انقلبت على العديد من البيانات بعد موافقة لبنان عليها، وأن لبنان يرفض الدخول بأي نقاش قبل وقف اطلاق النار مع التأكيد على التزام الحكومة بتنفيذ القرار 1701 وتعزيز انتشار الجيش في المنطقة الحدودية، لكن الأولوية هي لوقف إطلاق النار.
في هذه الأثناء، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية بقتل اللبنانيين وتدمير القرى والمدن من دون أي رحمة، ويزداد عدّاد الشهداء والجرحى بشكل مخيف يومياً، وفي تقرير لجنة الطوارئ أفاد أمس، بأنه في كل يوم يستشهد طفل في لبنان على الأقلّ. وإذا استمر الصمت الدولي وعدم ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل لوقف إطلاق النار فربما تكون الأسابيع المقبلة أسوأ.