من الصحف

"حزب الله" ليس مستعجلاً وقف النار؟

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"تمكن "حزب الله" في الأسبوع الأخير من إعادة التوازن إلى ماكينته العسكرية في الجنوب وتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية. ولم يقفل في الوقت نفسه باب المفاوضات.

تعترف جهات ديبلوماسية غربية في بيروت من خلال تقارير ملحقين عسكريين لدى أكثر من عاصمة متابعة لمجريات ما يحصل جنوبا، بأن الآلة العسكرية للحزب تمكنت من استعادة قدرتها على مستوى التصدي للتوغل الإسرائيلي وجبهه بنموذج حرب العصابات، ورفع وتيرة إطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو حيفا وتل أبيب وغيرهما. ولا يعني هذا التطور لدى الحزب التقليل من حجم ضربات إسرائيل في الضاحية وأكثر من منطقة، ولا من أعمال جرف أكثر من بلدة حدودية.

ويقول قيادي إن وحدات الحزب في الجنوب تمنع منذ نحو شهر إسرائيل من تثبيت جنودها في أي بقعة حدودية، ولو أنها دخلت أكثر من قرية وحولتها إلى مربعات محروقة لتحقيق السماح لها بكشف كل الأماكن التي أقام عليها الحزب نقاطا عسكرية.

ويبقى الأهم عند الحزب العمل على نقطتين:
-  لا يستعجل وقف النار وفق الشروط الإسرائيلية، علما أن وحداته لا تزال قادرة على المواجهة رغم كل التضحيات التي قدمتها، إذ إن رفاق الشهداء لن يتراجعوا عن مبدأ ثبات الدفاع عن أرضهم.
- لا يفهم من هذا الموقف أن الحزب يعارض وقف النار إذا تمكن لبنان من تحقيق الأمر في مفاوضاته مع الأميركيين بواسطة الرئيس نبيه بري "الذي لدينا كل الثقه بإدارته هذا الملف". ويعبّر الحزب في الوقت نفسه عن ارتياحه إلى أداء الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي في ما يقوم به من اتصالات في الخارج والعمل على إيواء النازحين. ويركز الحزب على أنه إذا تمكن المعنيون من التوصل إلى هدنة مقبولة فلا مانع من السير بها، وإذا لم تكن محل قبول عند إسرائيل، فلا بأس باستمرار أعمال المقاومة.
ويؤكد أنه لن يعرقل المساعي التي يعمل عليها بري، مع التذكير بأن لديه سبعة أسرى لدى إسرائيل.

ومن عناصر استعادة الحزب توازنه بحسب أحد قيادييه، أن العدد الأكبر ممن أصيبوا بتفجيرات "البيجر" قد عادوا إلى متابعة مهماتهم في القطاعات حيث كانوا، مع عدم التقليل من الخسائر التي استهدفت جسم الحزب وأصابت عموده الفقري، وكان أخطرها خرق شبكة أجهزة اتصالاته، الأمر الذي مكّن إسرائيل من اغتيال نخبة من قادته.

تزامنا، تعاين البعثات الديبلوماسية في بيروت وقائع ما يحصل جنوبا واستمرار إسرائيل في تدمير أحياء عدة في الضاحية والجنوب والبقاع. ويعترف ديبلوماسي لا يؤيد سياسات الحزب بأنه "لا يمكننا غض النظر عن أعمال نتنياهو وجيشه في لبنان، الأمر الذي يسبب لنا المزيد من الإحراج. ومن الأسلم التوجه إلى تطبيق الـ 1701 بكل مندرجاته بما يصب في مصلحة الجميع".

ويعترف بصعوبة قبول نتنياهو بأي تسوية الآن، أقله قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولا ينفك يذكر الإسرائيليين والعالم بأنهم يخوضون حربا وجودية وصعبة.

وتفيد مصادر ديبلوماسبة على تماس مع مسار الاتصالات المفتوحة في الدوحة بمحاولات التوصل إلى وقف النار في غزة التي يقودها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ربطا بالمهمة التي يتولاها موفد بلاده آموس هوكشتاين بين بيروت وتل أبيب. وتضيف أن واشنطن تقوم بمهمة مزدوجة مع توقع حصول انفراجات، ولكن لا يمكن البناء عليها إذا استمر نتنياهو في تطبيق أجندته وسط انتظار نتيجة الانتخابات الأميركية.