رفض إسرائيلي لوقف إطلاق النار... وباريس تستنفر دعماً للبنان في وجه العدوان
الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية تقول : ما من أفق واضح حتّى اللحظة لنهاية الحرب، فعلى الرغم من الحراك الديبلوماسي والسياسي الذي تشهده الساحة الداخلية إلّا أنَّ الوقائع الميدانية لا تشي بوقف قريب لإطلاق النار. وعشية مؤتمر باريس الذي يعقد اليوم لدعم لبنان، التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، حيث ناقشا الوضع الراهن في لبنان والمساعي الفرنسية على خط وقف إطلاق النار.
الرئيس وليد جنبلاط ثمّن الجهود الفرنسية لدعم لبنان، وكتبَ قائلاً: "لن نفقد الأمل رغم الظروف السيئة، ونقدّر كثيراً ما تفعله فرنسا لوحدها تجاه لبنان، مع إيمانويل ماكرون".
توازياً، المشهد الميداني على حاله، حيثُ أغار طيران العدو مستهدفاً مكتب "قناة الميادين" في شقة سكنية في منطقة الجناح، كما تجددت الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية ليلاً بالتزامن مع استمرار القصف المعادي على معظم المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب.
في الإطار، أشارَ أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية خليل حسين إلى أن مؤتمر باريس لدعم لبنان كما يبدو هو تقديم المساعدات بالدرجة الأولى مع التطرق للشأن السياسي بطبخته الفرنسية من دون مشاركة لولايات المتحدة بحيث أنها غير مشجعة له، لذلك فإن نجاحه مرهون بكيفية تعاطي الحكومة والمسؤولين اللبنانيين وخاصة رئيس مجلس النواب نبيه برّي بموضوع المفاوضات.
واعتبر حسين في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّه كلما كان هناك تفهماً للمطالب الفرنسية حول تنفيذ القرار 1701 كان مؤتمر باريس ناجحاً خصوصاً لجهة الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية وإعادة تكوين السلطة وإعداد المحفظة المالية، بحيث أنَّ كل ذلك مرهون بتطبيق الـ1701.
ميدانياً، توقّع حسين تصعيداً كبيراً للحرب الإسرائيلية على لبنان في الأيام التي تسبق الانتخابات الأميركية، ورأى بأن الحرب قد تمتد إلى موعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب مهامه الدستوري، وربما تستمر إلى الربيع أو حتى يستكمل الرئيس الأميركي الجديد فريق عمله وتشكيل قاعدة لمشاوراته، أو ربما تستمر هذه الحرب حتى نهاية ولاية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في أيلول 2025 متوقعاً المزيد من الكوارث حتى ذلك التاريخ.
وإذ رأى حسين أن إسرائيل لا تريد وقفاً لإطلاق النار طالما أنها تعيش نشوة الانتصار، متخوفاً من عمليات "ترنسفير" يؤدي إلى حل ليس بسهل قد يفرض على لبنان، مستبعداً إجتياحاً برياً واسعاً لأن كل المحاولات التي قام بها العدو حتى الآن باءت بالفشل وهذا ما يفسّر استمرار القصف العنيف واستهداف المدنيين، لافتاً إلى أنه لا يمكن نجاح المفاوضات تحت النار وبظل الضغط العسكري، لذلك سنشهد من الآن حتى وقف الحرب على العديد من الزيارات الدبلوماسية.
إذاً، لبنان محاصر من كلّ الجوانب فيما الحرب تترك تبعاتها على المجالات كافة بانتظار تبلور الجهود القائمة على أرض الواقع لإعادة بناء لبنان ومؤسساته.