لا ضمانات لوقف الحرب... ديبلوماسي عربي: نعم عجزنا
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"تبلّغ المسؤولون في لبنان أن التوصل إلى وقف النار بعيد المنال الآن، مع تصاعد تهديدات بنيامين نتنياهو الممتدة بين بيروت وطهران، فيما يعترف ديبلوماسي عربي بـ"العجز" عن فرض أي ضغوط على إسرائيل.
لا يخفي الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب حجم أخطار الحرب الإسرائيلية في قمة جنوح نتنياهو ضد لبنان، حتى إن حربه أصبحت أكبر من عنوان القضاء على "حزب الله".
ولم يعد خافياً أن إسرائيل تواصل حربها من دون أي حواجز، وهي لا تمانع حتى في مطاردة النازحين وقتلهم في أماكن إيوائهم، في مشهدية لا تختلف عن فصول مجازر غزة. ولن يفوّت العدو فرصة لزرع بذور الشرخ بين اللبنانيين، بذريعة مطاردته كوادر "حزب الله" والتضييق على بيئتهم.
لم تتوقف اتصالات ميقاتي بمسؤولين غربيين وعرب، لكنه لم يستطع الحصول على أي وعود منهم بأن في إمكانهم فرض ضغوط جدية على نتنياهو وإجباره على القبول بوقف النار، ولا مجال للحصول على أي ضمانات لتحييد الضاحية الجنوبية وبيروت، بدليل مواصلة استهداف الأولى وتدمير مبانيها ومؤسساتها التجارية. ولا تفارق طائرات التجسس والمسيرات سماء المكانين وكل لبنان، في وقت لا يزال التخوف قائماً من استهداف إسرائيل مطار رفيق الحريري الدولي أو أي من المؤسسات الرسمية الأخرى، مع التوقف عند التضييق على تحركات الجيش وخصوصاً في البلدات الحدودية.
وعاد ميقاتي بأجواء "غير مشجعة" من الأردن، رغم اتصالات الملك عبدالله الثاني بواشنطن للتوصل إلى هدنة هي محل رفض عند نتنياهو، ولا شيء يمنعه من تجاوز كل الخطوط الحمر في لبنان حيث يخوض حرباً من دون ضوابط. وعندما لا يسأل عن الأمم المتحدة ويطالب بإبعاد "اليونيفل" عن الحدود، يكون قد تجاوز كل القواعد الديبلوماسية وخرق القرار 1701، إلى درجة أن أصواتاً إسرائيلية عدة من سياسيين وإعلاميين وعسكريين أخذت تنادي بعدم القبول بأقل من تطبيق القرار 1559.
من هنا يدرك بري وميقاتي حقيقة أخطار الأيام المقبلة، فيما يترقب الجميع رد إسرائيل على إيران وكيفية تعامل الأخيرة مع تطور من هذا النوع، ستكون له ارتداداته على لبنان والمنطقة، فضلاً عن الانتخابات الرئاسية في أميركا التي يتنافس فيها اللوبيان اليهودي والإيراني، مع ميل الثاني إلى المرشحة كمالا هاريس.
وفي دلالة على هذه المعطيات السلبية، يؤكد ديبلوماسي عربي لـ"النهار" تشارك دولته بقوة في الاتصالات المفتوحة مع الغربيين أن "الأمور مقفلة بالفعل وخصوصاً في الأيام الأخيرة، رغم قيام أكثر من عاصمة بمحاولات مع واشنطن من خلال الطلب وتقديم النصائح لها بضرورة وقف الحرب. ويأتي الرد الأميركي بأن إسرائيل غير مستعدة للاستماع إلى أي رأي من الأميركيين والفرنسيين وغيرهم في توقيت ترى فيه أن سير العمليات العسكرية يصب في مصلحتها رغم كل التهديدات التي تطاولها من المقاومة".
ويضيف: "نعم، عجزنا، لكننا سنتابع محاولاتنا ولن نتوقف عن حماية لبنان وأهله ومدهم بالمساعدات".