لبنان تحت النار... جرعة دعم عربية وتحضيرات مستمرة لمؤتمر باريس
الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: مجزرة جديدة اقترفتها يد العدو المجرم في الغارة التي نفذها الطيران الحربي على بلدة أيطو في قضاء زغرتا، مستهدفاً مبنى يقطنه نازحون، لتحولهم آلة القتل إلى أشلاء، ما أدى إلى استشهاد 21 شخصاً وإصابة العشرات بجروح مختلفة. وكان الطيران الحربي المعادي قد فرض منذ ساعات الصباح الأولى حزاماً جوياً على منطقة البقاع، كما قصف مقر الهيئة الصحية في بلدة قليا في البقاع الغربي موقعاً 3 شهداء.
توازياً، ليلة مرعبة عاشها الفلسطينيون مع استمرار حرب الإبادة بحقّهم، حيث أضيفت مجزرة مروّعة جديدة على سجل العدو الإجرامي بعد إشعال النيران في خيم النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث استشهد وأصيب العشرات.
في الشأن الداخلي وعلى خط الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بهدف التوصل لوقف إطلاق النار، التقى الأخير الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى الأردن، الذي أكد الوقوف إلى جانب لبنان مديناً الحرب المدمّرة التي تشنها إسرائيل واستهداف المدنيين والنازحين بشكل خاص.
في الإطار، أشارت مصادر حكومية إلى أن ميقاتي لن يتردد بالذهاب إلى أي دولة قادرة على مساعدة لبنان في هذه الظروف الحرجة، ويمكنها الضغط على اسرائيل لوقف الحرب على لبنان.
المصادر لفتت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ميقاتي، مشيرةً إلى أنه يهدف بالدرجة الأولى إلى ضرورة العمل من أجل التوصل لوقف إطلاق النار فوراً ثم الذهاب إلى انتخاب رئيس جمهورية بأقصى سرعة، إذ إنه لم يعد مقبولاً بقاء لبنان من دون رئيس في هذه الظروف الصعبة، كما جرى التباحث بين الرئيسين بشأن المؤتمر لدعم لبنان الذي يعقد في باريس في الرابع والعشرين من الجاري.
وفي السياق، اعتبرت المصادر أن مؤتمر باريس يكتسب أهمية خاصة في ظل النكبة التي يتعرّض لها لبنان منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، خصوصاً بعد موجة النزوح الكثيفة التي يشهدها لبنان، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بالبيوت والممتلكات في الجنوب والضاحية وبعلبك الهرمل وفي كل الأمكنة التي يطاولها القصف الاسرائيلي.
تزامناً، اتجهت الأنظار باتجاه عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل للمرة الثانية في غضون أيام، وسط حديث عن جديد طرأ على الملف الرئاسي.
وتعليقاً على الزيارة، أوضحت أوساط "التيار" أنها تأتي في إطار التأكيد على وقوف "التيار" إلى جانب الطائفة الشيعية في هذه الحرب وما تتعرّض له على يد إسرائيل، وانتخاب رئيس جمهورية توافقي، لافتةً إلى أن التيار الوطني الحر مع هذا التوجه وهو ضد انتخاب رئيس للجمهورية يشكل استفزازاً لأي فريق آخر.
الأوساط ذكّرت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ باسيل أعلن من عين التينة أنه يؤيد ما سبق وأعلنه الرئيس بري لجهة تأمين نصاب الـ86 نائباً وانتخاب الرئيس وعدم السماح بتغيير النصاب.
وفي المواقف، أشار عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم إلى أن التكتل يجري لقاءات مع كل الكتل النيابية للتنسيق معها بضرورة انتخاب رئيس جمهورية، لأنه من غير المقبول أن يبقى البلد بدون رئيس في هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان، شرط ان يكون هناك وقف دائم وفوري لإطلاق النار، إذ إنه من الصعب انتخاب رئيس جمهورية والبلد في حالة حرب.
رستم شدد في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية على أنه من واجبنا الوطني التعاون لإنقاذ بلدنا والوصول أولاً إلى وقف إطلاق النار، وهذا يتطلب موقف وطني جامع، ثم يجب انتخاب رئيس جمهورية لأنه يساعد على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لافتاً إلى ما تجلّى خلال زيارة التكتل إلى عين التينة، وهو رغبة برّي بانتخاب رئيس جمهورية بأقصى السرعة شرط ان تتوافق عليه معظم القوى السياسية وضرورة تأمين النصاب الـ 86 نائب وأن ينتخب الرئيس بإجماع معظم النواب.
وبينما تترقب المنطقة ما سيحمله الرد الإسرائيلي على إيران مع تصاعد التهديدات بشن هجوم كبير وموسّع قد تكون له تداعيات كارثية على المستوى الإقليمي، يواجه لبنان عدواً شرساً يمارس إجرامه المتمادي بحق اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء تحت أنظار المجتمع الدولي دون حسيب أو رقيب.