هل يسمي "حزب الله" إبرهيم السيد أميناً عامّاً موقّتاً؟
الاحداث- كتب ابراهيم بيرم في صحيفة النهار يقول:"على رغم كل ما يسري عن أن طهران قد "وضعت" يدها عبر وكيل شرعي على قيادة "حزب الله" بعدما صار تقريبا "بلا رأس مكين"، كجسر عبور موقت في انتظار اتضاح معالم المرحلة التالية، وهو أمر شاع، لا يكلف الحزب نفسه عناء النفي أو الإثبات أو التوضيح، مع أنه يحرص دوما على التلميح إلى أن تسمية أمين عام له خلفا للسيد حسن نصرالله الذي قضى في غارة إسرائيلية على مقره في الضاحية الجنوبية في 27 أيلول (سبتمبر) الماضي، هي عملية بحكم المرجأة إلى حين نضج الظروف الموضوعية الملائمة لذلك. إلا أن ثمة من هم على صلة بالحزب يتحدثون في مجالسهم الضيقة عن ثلاثة أسماء حصرية لها الأهلية والشرعية لتتسلم المنصب يوما ما. والثلاثة هم نائب الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم والشيخ محمد يزبك، أما الثالث الذي بدأ يشار إليه كخليفة محتملة فهو رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبرهيم أمين السيد.
اسما قاسم ويزبك يبدو طرحهما أمرا طبيعيا، فهما من أعضاء مجلس شورى القرار، أي القيادة الجماعية للحزب التي هي بمثابة مجلس أمناء وحكماء، بمثابة المرجعية العليا في كثير من الأمور، ومنها تسمية الأمين العام واتخاذ القرارات الكبرى، فضلا عن أنهما يتوليان ملفات أخرى وأدوارا متقدمة. ومع ذلك ثمة وقائع ومعطيات تجعل من أمر تولّي أحد هذين الرجلين خلافة نصرالله أمرا غاية في الصعوبة.
فالشيخ قاسم المرشح التلقائي، لا يجد في نفسه القدرة على تولّي هذا الموقع المهم، فهو لم ير في نفسه يوما الشخص الأول والقائد المطلق في حزب بهذه السعة، بل يعتبر نفسه دوما الشخص الثاني المولج حمل ملفات معينة وإدارتها، كملف الانتخابات النيابية وإدارات الدولة والتعيينات فيها.
أما الشيخ يزبك فمشكلته أنه يعاني أمراضا منذ فترة جعلته يبدو منهكا وذا قدرات محدودة، وليس في استطاعته الإحاطة بكل الأمور التي يتولاها الأمين العام عادة.
بناء عليه، اتجهت الأنظار نحو السيد إبرهيم أمين السيد كمؤهل لتولّي مرحلة انتقالية في الحزب، وخصوصا أنه يستمد أهليته لتولّي المهمة من اعتبارات عدة. فهو أولا عالم دين ومن سلالة الأشراف، وليس نكرة في تاريخ الحزب، بل كان الوجه الأول الذي أطلّ به الحزب على العالم منذ نحو أربعين عاما، وتحديدا في شباط (فبراير) 1985 عندما ظهر فجأة في حسينية الشياح ليتلو من منبرها "الرسالة الأولى التي أطلقها الحزب" إلى كل الآخرين، فكانت بمثابة مانيفستو أولي يؤكد فيها الحزب أن له وجودا وطموحات سياسية وليس فقط حالة شبحية لا تهتم إلا بالمقاومة في الميدان، وقد أبلى البلاء الحسن.
وعلى رغم أن الحزب تراجع لاحقا عن كثير من مضامين هذه الرسالة، وخصوصا ما يتصل بالدعوة إلى إقامة دولة إسلامية في لبنان، ظلت صورة السيد حاضرة لفترة طويلة كناطق بلسان الحزب، بل إن البعض رأى فيه أمينا عاما، لأن الحزب لم يسمّ رسميا من يتولى هذا المنصب، رغم أن الشيخ صبحي الطفيلي كان يقدم نفسه أمينا عاما ويتصرف على هذا الأساس.
ومع تولّي السيد نصرالله منصب الأمين العام سنة 1992 ولّي السيد إبرهيم مسؤولية رئاسة كتلة نواب الحزب التي انتخبت عامذاك وظل كذلك حتى اتخذ الحزب قرارا بسحب علماء الدين من الترشح للانتخابات، وكان ذلك في انتخابات عام 2000. وبعدها مباشرة سمّي السيد رئيسا للمجلس السياسي للحزب الذي تحول لاحقا إلى خلية تحليل وقراءة تجتمع صبيحة كل يوم لتضع تحليلا وتقديرا للموقف السياسي ليطبع ويوزع على قيادات الحزب وكوادره المتقدمة.
في كل الأحوال، يطرح اسم السيد جديا كأحد المرشحين المحتملين لخلافة نصرالله.