ما حقيقة دخول الجيش الاسرائيلي مارون الراس بعد أكثر من اسبوع على المواجهات البرية؟
الاحداث- كتب عباس صباغ في صحيفة النهار يقول:"على بعد عشرات الأمتار من الحدود الجنوبية، وزع الجيش الاسرائيلي صورة لعدد من جنوده في مارون الراس. فهل فعلا يسيطر على هذه البلدة أم أنه التقط الصور قبل تعرضه لصواريخ المقاومة؟
على امتداد الحدود الجنوبية من الناقورة إلى شبعا، نشرت تل أبيب جنودها من ضمن ثلاث فرق عسكرية تمهيدا للعملية البرية المحدودة بحسب توصيفها، ومن أكثر من منطقة حاول هؤلاء دخول الأراضي اللبنانية.
أولى محاولات التوغل البري كانت في خراج بلدة عديسة المتاخمة للجدار الذي أقامه جيش الاحتلال بدءا من عام 2012، ويرتفع إلى 12 مترا قبالة عديسة وكفركلا.
الهدف من ذلك الجدار حجب الرؤية من الجانب اللبناني وإخفاء مشهد التحركات العسكرية ومنع التسلل من لبنان.
بعد إعلان تل أبيب عن بدء ما سمته "العملية البرية المحدودة"، كثفت غاراتها وقصفها المدفعي على طول الحافة الأمامية في موازاة استمرار توسيع دائرة النار والتدمير على مساحة واسعة من الأراضي اللبنانية.
وإلى بلدة عديسة كانت محاولة التوغل قبل أسبوع عندما اجتاز جنود إسرائيليون الجدار الفاصل من خلال فتحة أحدثوها فيه وتقدموا في اتجاه خراج البلدة. لكن سبق ذلك زرع المقاومة عبوات ناسفة تم تفجيرها خلال تقدمهم، ما أوقفهم في تلك المنطقة بعد وقوع عدد منهم بين قتيل وجريح.
تلك المحاولة جرت الخميس الفائت، ولم يعلن الجيش الإسرائيلي بعدها عن توغل بري من جهة عديسة، فيما وزع صورة لناقلة جند في كفركلا من دون أن تظهر صور الجنود.
لكن الوضع اختلف في القطاع الأوسط ولا سيما في بلدة مارون الراس المتاخمة للحدود، حيث وزع جيش الاحتلال صورا لجنوده في حديقة البلدة التي بتعد أمتارا قليلة عن الحدود ويفصلها عن ثكنة أفيفيم ما يشبه المنحدر.
الوصول إلى الحديقة ليس صعبا من الناحية العسكرية، ولا سيما أن المنطقة بحسب تصنيف تل أبيب عسكرية، وبالتالي يتم استهداف كل ما يتحرك فيها.
في جعرافيا مارون الراس التي ترتفع نحو 900 متر عن سطح البحر، وهي الأعلى في جبل عامل، وتشرف على مناطق واسعة من الجنوب وكذلك على مستعمرات أفيفيم ودوفيف وبراعم وكرم ابي زمرة ويرؤون، كل هذه المستعمرات تحت مرمى صواريخ المقاومة، وسبق استهداف نقاط عسكرية فيها ولا سيما في أفيفيم ودوفيف، وبالتالي يضع الجيش الإسرائيلي أولوية دخولها من ضمن أهدافه.
لكن ما حققه بعد تسعة أيام من الإعلان عن العملية البرية لم يتخطّ حديقة البلدة الواقعة جنوبا على الحدود مباشرة.
تبدو التكتيكات العسكرية مغايرة لما كانت عليه عام 2006، وخصوصا لناحية عدم دخول دبابات الميركافا البلدات الحدودية، مع محاولة للتقدم في القطاع الغربي وتحديدا في اللبونة.
فمحاولة الدخول من جهة اللبونة لم يكتب لها النجاح، ولا سيما بعد الاستهدافات المتتالية بصليات الصواريخ او بصواريخ موجهة.
والأمر تكرر في محيط ميس الجبل عندما حاولت قوة إسرائيلية التقدم من أماكن عدة، وبعد استهدافها بصلية صاروخية كانت اشتباكات عنيفة مع المقاومة لمنع تلك القوة من التقدم.
التكتيكات بين 2006 و2024
تكتيكات عسكرية مغايرة لتموز (يوليو) 2006 تعتمد اليوم. ففي تلك الحرب كان الجيش الإسرائيلي يعتمد على الإنزالات الجوية في عدد من البلدات، ومنها على سبيل المثال الغندورية، ومن ثم بعلبك.
ولحماية القوة المتقدمة ولا سيما في الغندورية كان لا بد من استقدام الدبابات والمدرعات، ولكن المفاجأة كانت "الكورنيت" وما عرف بمجازر الدبابات سواء في سهل مرجعيون أو وادي الحجير، فضلا عن إسقاط مروحيات واستهداف البوارج، ومنها "ساعر".
أما راهنا فاعتمد جيش الاحتلال على القوة النارية التدميرية من خلال كثافة الغارات بصواريخ ثقيلة تصل زنتها إلى 1000 كيلوغرام من المتفجرات، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في التتبع وتنفيذ الاغتيالات على مساحة لبنان، واستقدام نحو 60 ألف جندي إلى الحافة الأمامية، فضلا عن فرقة أخرى خلفها.
أما المقاومة فتعتمد على قوة نارية أساسها الصواريخ المطورة عن "الكورنيت"، ومنها "فلق"، و"فادي"، وهي متوسطة المدى، إضافة إلى صواريخ "بركان" ذات القوة التفجيرية التي تصل زنتها إلى 500 كيلوغرام. كذلك أدخلت المقاومة صواريخ "الماس".
ميزات صواريخ المقاومة
أدخلت المقاومة خلال المواجهات على الحدود أسلحة جديدة منها صواريخ تستخدم للمرة الاولى:
- صاروخ "الماس"، وهو جيل جديد من صواريخ "الكورنيت" المضادة للدروع (Top Attack) إيراني الصنع. تم تصميمه وإنتاجه من صناعة الدفاع الإيرانية. يأتي مزوّدا أجهزة تصوير كهربائي بصري أو أجهزة تصوير بالأشعة تحت الحمراء، بنموذج الإطلاق الجوي الذي تم الإعلان عنه سنة 2020.
- "فادي 1" و"فادي 2"، هما صاروخان أرض – أرض تكتيكيان يستخدمان في القصف المساحي غير النقطي.
صاروخ "فادي 1" يستخدم في القصف المكثّف لإرباك الأنظمة الدفاعية، كما يمكن إطلاقه من مرابض ثابتة ومتحرّكة، ويستخدم أيضا في تعطيل خطوط الإمداد واستهداف القواعد البعيدة عن الخطوط الأمامية.
"فادي 1" برأس متفجّر وزنه 83 كلغ، وهو من عيار 220 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ويصل مداه إلى نحو 70 كلم.
"فادي 2" يحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يجعله فعالاً ضد المواقع المحصّنة، سواء للبنية التحتية، أو التجمعات الكبيرة للقوات المعادية.
ويتميّز "فادي 2" برأس متفجّر وزنه 170 كلغ، وهو من عيار 302 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ومداه نحو 100 كلم.