تغيّرت أهداف الحرب وباتت طويلة!
الاحداث- كتب علي حمادة في صحيفة النهار يقول:"لم يعد أساس الحرب التي ورّط "#حزب الله" #لبنان فيها تأمين عودة سكان الشمال الإسرائيلي الى منازلهم، ولا إجبار لبنان على تطبيق القرار ١٧٠١ الذي ينص على إقامة منطقة منزوعة من كل سلاح غير شرعي في منطقة عمليات قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، على أن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية وحده يحق لها الوجود أمنياً في المنطقة. فبعد الضربات الخطيرة التي وجهتها إسرائيل الى "حزب الله" وآخرها كان اغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله من المرجح أن يكون هدف الحرب إسرائيلياً وأميركياً تطور ليصبح إنهاء الظاهرة العسكرية للحزب المذكور، أو أقله تقويض قدراته في سياق إنهاء وظيفته الإقليمية. من هنا يمكن قراءة المشهد العسكري بين إسرائيل و"حزب الله".
فالطرف الذي يصل به الأمر الى حد تصفية الصف الأول من القيادات العسكرية واللوجستية والمالية في "حزب الله" هو طرف يسعى الى شطبه من معادلة كبيرة تتجاوز الإطار اللبناني، لأنها تتصل بالإطار الأوسع وبمجمل الوظائف التي كانت ولا تزال تناط بـ"حزب الله" في سوريا، والعراق، واليمن، والخليج العربي، والأردن، فضلاً عن دول عدة حيث تتحرك جماعات تنتمي الى جاليات لبنانية خارجة من البيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، وتعمل على خط تمويله بطرق عدة ليس الآن مجال الحديث عنها.
من البديهي القول إن "حزب الله" يخوض اليوم حرب بقاء. فالحرب ما عادت حرب حدود، ولا حتى حرباً أهدافها سياسية. إنها حرب تندرج في إطار دولي أوسع من إسرائيل نفسها. والولايات المتحدة التي كانت دائماً تحاول أن تحتوي التصعيد في لبنان ليست بغريبة عن الحرب الراهنة. وقد تكون لاحت بالنسبة إليها فرصة "ذهبية" للتخلص من #الذراع الإيرانية في لبنان، لا سيما بعد الضربات الإسرائيلية التي تلقاها الحزب المذكور، والتي أفقدت الحزب وجناحه العسكري قدراً كبيراً من التوازن.
ومن هنا مسارعة #تل أبيب الى تكثيف الضربات المتلاحقة والذهاب نحو استهداف القيادات من الصفين الثاني والثالث في كل القطاعات، ولا سيما في القطاعين العسكري والمالي. هنا لا بد لنا من التوقف عند هذا الوجه اللافت من الحرب التي يخوضها الإسرائيليون على مالية الحزب. وهذه الأخيرة تشكل عصب الحرب ووسيلة استقطاب وولاء لا تقل أهمية عن العقيدة والعصبية الطائفية. وأحياناً كثيرة تفوقها أهمية لأنها تتصل بمعيشة الجمهور الحاضن، وبمصالحه الحياتية. وإذا صحت المعلومات التي أفادت بأن إسرائيل نجحت في تدمير "خزنة" السيولة المالية من العملات الأجنبية والذهب الخاصة بالحزب، وأنها دمرت مؤسسة "القرض الحسن" وبالتالي خزائنها التي تحتوي على "الرهنيات" الثمينة المملوكة من المواطنين التي أودعوها لدى المؤسسة لقاء قروض بالعملات الأجنبية، نكون أمام مجزرة حقيقية لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية.
كل ما سبق يشير الى أن الحرب طويلة، لأنها ليست حرباً سياسية، بل حرب وجود وفق القراءة الإسرائيلية لما بعد ٧ تشرين ٢٠٢٣، وحرب بقاء لـ"حزب الله" الذي من المحتمل أن يكون اتُّخذ قرار كبير في مكان ما لقصم ظهره وإخراجه من المعادلة الإقليمية. طبعاً إذا حصل ما نتحدث عنه، فمن الطبيعي أن يبقى الحزب المذكور جزءاً أساسياً من المعادلة اللبنانية لكن بشكل مختلف من المستحيل التكهن به في خضم الحرب. ومن السابق لأوانه معرفة كيف ستنتهي الحرب؟ إنها في بداياتها.