من الصحف

اغتيال نصرالله يفجّر المرحلة... وسيناريوهات سيئة أخطرها التوغّل البرّي

الاحداث- كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شهيداً ينضم إلى القافلة الطويلة من الشهداء الذين قضوا على طريق فلسطين. وباستشهاد نصرالله يُقبل لبنان في ظروفه ووقائعه المضافة الى المعطيات الإقليمية والدولية على مرحلة أشد خطورة مفتوحة على تداعيات كبرى محتملة.

فما يقوم به العدو الإسرائيلي من جرائم حرب يضع لبنان والمنطقة بأسرها أمام إحتمالات أكثر قتامة وخطورة، وجريمة الاغتيال ليست إلا مؤشراً إضافياً على تفلت إسرائيل من كل القيود نحو جنون ما بعده جنون، وستكون له أسوأ العواقب إن لم يتحسس المجتمع الدولي خطورة العقلية الإجرامية لحكومة العدو ورئيسها بنيامين نتنياهو على الأمن الإقليمي إن لم يكن الدولي. وقد أجمعت معظم المواقف مما حدث ويحدث على مدى القلق من العواقب التي قد تترتب على هذا الإغتيال الذي يشكل مفصلا في مسار الصراع مع العدو. 

 

في هذا السياق تقدم الرئيس وليد جنبلاط بالتعزية من حزب الله وجمهوره، وشدد جنبلاط على أن "اغتيال السيد نصرالله يمثل محطة كبيرة ومفصلية"، وتحدث عن المخاطر المتزايدة في المنطقة، مؤكدًا أن "ما تبقى من الشرق العربي في خطر، وأن المشاريع والأفكار السابقة لإقامة دولة فلسطينية قد انتهت منذ زمن".

 

رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي قطع زيارته الى نيويورك وعاد إلى لبنان، ترأس جلسة طارئة لمجلس الوزراء لمناقشة الأوضاع الأمنية في لبنان وتداعيات جريمة الاغتيال. وقال بعد الاجتماع: "مسؤوليتنا الوطنية في هذه اللحظة التاريخية والاستثنائية تتطلب وضع الخلافات السياسية والمواقف المتباعدة والخياراتِ المتباينة جانبًا، لكي نلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه ويقوي منعته"، وأضاف: "نحن مدعوونَ في هذه اللحظة المصيرية الى انْ نجدِّدَ وحدتنا ونجسِّدُها بالعمل سريعا على انتخاب رئيس للجمهورية، فنُنقذُ وطنَنا ونحمي شعبَنا وهذهِ مسؤوليةٌ جامعة لا تستثني أحداً".

 

هذا وعلمت جريدة الأنباء الالكترونية أن السراي سيشهد اليوم لقاء مهماً على مستوى العمل الميداني والإغاثي، من أجل تفعيل العمل على الأرض أكثر، لا سيما بعد الانتقادات التي وُجِّهت إلى الأداء الرسمي والتقصير الذي حصل مع بداية موجات النزوح من الجنوب. وسيكون هناك إجراءات عملية ستتخذها هيئة الطورئ اليوم، على ان تُستكمل بجلسة وزارية ستُعقَد مطلع الأسبوع.

 

ميدانياً، استمر الطيران الحربي الاسرائيلي بالغارات طوال يوم أمس في كل المناطق اللبنانية وخاصة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. كما عمد إلى شن حرب نفسية ضد اللبنانيين عن طريق الاتصالات الهاتفية التي يجريها عشوائياً على بعض الأرقام الهاتفية والطلب إلى أصحابها إخلاء هذا المكان أو ذاك لأنه قد يتعرض للقصف.

 

النائب عبد الرحمن البزري، وفي حديث مع جريدة الأنباء الالكترونية رأى أن "العدوان الاسرائيلي الذي استهدف عدداً من قيادات المقاومة الاسلامية قد وصل الى ذروته في الإجرام بعملية الاغتيال الكبيرة لرمز المقاومة وقائدها وملهمها السيد حسن نصرالله"، واصفاً هذا الاغتيال "بتصعيد كبير وخطير يجعلنا نؤكد ان العدو الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي الهادفة لإحلال السلام العادل والدائم في المنطقة. لكن هذا العدو في المقابل أخطأ في حساباته لأن اغتيال عميد المقاومة سيؤدي حتماً الى خلق جيل كبير مقاوم لا يمكن لاسرائيل مواجهته في المستقبل"، متوقعاً مزيداً من العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وضد الفلسطينيين، ومعتبرا أن كل حديث عن تسويات "هو شراء للوقت، وبالتالي هناك أيام  صعبة وساخنة ومواجهات قد تشتد كثيراً"، مشيرا إلى أن العدو يريد مزيداً من الأهداف من اجل محاولته ان يقلب توازنات اللعبة.

 

أما العدو الإسرائيلي فلا يبدو أنه اكتفى بجرائمه ووحشيته بحق الشعب اللبناني وعمليات الاغتيال التي قام بتنفيذها، وبدأ يلوّح بشكل مقلق بشنّ عملية برية في لبنان، وسط تحذيرات دولية من مغبة هذه الخطوة، في حين أشار البيت الأبيض إلى أن إسرائيل أبلغت مسؤولين أميركيين بنيتها تلك. وتستمر إسرائيل بعدوانها من خلال وضع "لبنان تحت الحصار العسكري" بحسب ما نقلت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية عن جيش العدو الإسرائيلي، "إذ يمنع هبوط طائرات شحن من سوريا وإيران او حتى اصلاح المعابر التي قصفت".

 

ويوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب عبر جريدة الانباء الالكترونية أن العدو الإسرائيلي منع هبوط الطائرات الإيرانية عبر إختراقه لموجة الاتصال الخاصة ببرج مراقبة مطار بيروت، وتوجيهه تحذيراً لطائرة إيرانية مدنية كانت تقترب من الهبوط في المطار، وهدد باستخدام القوة إذا لم تغير مسارها، بحسب ما كشف وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية. وذلك يعني "قوله أنه تمكن من محاصرة عسكرياً وألا يستطيع لبنان أن يحصل على أسلحة عبر طيرانه، حتى لو كانت الطائرة مدنية"، وفق ما يشير ملاعب.

وتجدر الإشارة الى أن المتحدث بإسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قال في منشور أن "إسرائيل لن تسمح بنقل أي وسائل قتالية إلى حزب الله"، مشيراً إلى أن جيش العدو الإسرائيلي على علم بعمليات نقل أسلحة إيرانية إلى الحزب ويقوم بإحباطها بشكل مستمر، وأن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تنفذ طلعات جوية في منطقة مطار بيروت الدولي".

وهذا التعدي بالدخول على الموجات الخاصة ببرج المراقبة في المطار إنتهاك لسيادة هذا المرفق وتهديد لسلامة الطيران، ووجه من أوجه التصعيد.

ويشار الى أن الحصار العسكري المفروض يمنع وصول أي سفينة شحن للبنان من إيران او دول تعتبر معادية لإسرائيل، ولا يمنع وصول الفيول والسلع وسواها إنما قطع خطوط الإمداد لحزب الله برّاً وبحراً وجواً.

 

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي ليل أمس عن تفعيل صفارات الإنذار في منطقة القدس إثر إطلاق صاروخ من لبنان باتجاهها. وتأتي هذه الخطوة، التي تحصل للمرة الأولى، بتوقيف لافت بعد ساعات على إعلان اغتيال نصرالله، فالصاروخ الذي أُطلق وصل إلى عمق 150 كلم في الأراضي المحتلة وهو المدى الأبعد الذي تصله صواريخ تُطلَق من لبنان. ما يشرّع الباب على احتمالات جديدة وخطيرة على الجبهة الجنوبية.

في غضون ذلك، سجل منذ فجر أمس حركة نزوح كثيفة لا سيما من أحياء الضاحية الجنوبية. فيما اكتظت مراكز الإيواء بما يفوق طاقتها الاستيعابية. وقد فاق عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة من قبل غرفة العمليات الوطنية المئة ألف نازح تقريبا. وقد عملت خلايا الأزمة والهيئات المعنية على تقديم الإعانات لهم وتأمين احتياجاتهم.