"حزب الله" يقاتل لمنع "غزة 2" معارضوه: النصر ليس في جيبك!
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"بات في حكم المؤكد رغم كل الضغوط الملقاة على "#حزب الله" أنه لن يتراجع عن قرار ربط جبهة #جنوب لبنان بغزة إلى حين وقف النار هناك. ويستمر بتطبيق الخيارات التي رسمها على الورق وفي تصريحات قادته، والتي لا تنفك تؤكد المواجهة المفتوحة للإسرائيلي، مع ملاحظة أن الضربات الصاروخية التي يطلقها، ولو وصلت إلى حيفا ومحيطها، فإنه يتعامل معها بطريقة مدروسة "على المسطرة". ويحسب جيدا لهذه المعركة التي قد تطول، مخبئا مفاجآت عسكرية تحول دون تطبيق مخطط نتنياهو الذي يرى وأركان جيشه أن الفرصة مؤاتية الآن لتأديب الحزب بهذا الأسلوب من تصفية قادته وافتعال شرخ بينه وبين بيئته الحاضنة.
ولم تستغنِ المؤسسة العسكرية في تل أبيب عن الخيار البري عند البلدات الحدودية القريبة من #نهر الليطاني. وإذا لجأت إسرائيل إلى هذه الخطوة فستواحه عقبات، ولو أنها تركز على عامل نزوح الجنوبيين بغية استغلال الورقة على طاولة أي بحث في ما يتعلق بعودة النازحين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم، لأن هذه النقطة التي يركز عليها نتنياهو يحاول استثمارها أمام مواطنيه.
وفي زحمة النقاش لدى اللبنانيين وانقساماتهم بين مؤيد لخيار الحزب ومعارض، تزداد مساحة الانقسام في الرأي بين المواطنين ولو أنهم كلهم في مركب واحد جراء العدوان الإسرائيلي.
وأخذت جهات سياسية ونيابية عدة تسأل الحزب: "إلى أين تأخذ البلد"؟ ومعلوم أن التدمير الذي ارتفع منسوبه في اليومين الأخيرين لا يستهدف بيئة الحزب فحسب، ولو كانت هي المتضررة الأولى من موجات النزوح. ويقول المعارضون لموقف الحزب إن الانتصار الذي يتحدث عنه "ليس في الجيب". وإذا كان الانقسام اللبناني ليس بالأمر المفاجئ فإن الطابع الإنساني غطى على المشهد العام في البلد في القطاعين الصحي والاجتماعي في الأيام الأخيرة، مع إقدام جهات عدة على إيواء النازحين.
وإبان الاتصالات السياسية قبل مجزرتي "البيجرز" والأجهزة اللاسلكية و#اغتيال القيادي إبرهيم عقيل ورفاقه في الضاحية الجنوبية، تلقت قيادة الحزب عبر قنوات ديبلوماسية عرضا يقضي بوقف التصعيد المتبادل مع إسرائيل في الجنوب لقاء إعلانه فصل حراكه العسكري عن جبهة غزة. وكان جواب الحزب بأنه مستمر بجبهة الإسناد ويرفض هذا الإخراج ولا يقبل بسياسة الفرض التي يقودها نتنياهو. وأكد أنه لا يسعى إلى التصعيد، وإذا اشتدت سخونة المواجهات ووسع العدو عملياته فإن الحزب وجمهوره يقدران على الصمود.
وفق الحزب، لا ضمان أمام طموحات نتنياهو ومخطط جيشه. وإذا لم تتم مواجهته فإن تل أبيب ستقدم على تكرار مجازر غزة في لبنان وخصوصا في الجنوب "ولا تجربونا في امتحان الصبر".
ويرد المعترضون على الحزب والأسلوب الذي ينتهجه، بأن مضي العدوان الإسرائيلي على هذا النحو سيؤدي إلى "غزة 2". ويأتي رد الحزب هنا بأنه أول من يعمل لعدم تكرار الأمر في لبنان.
يعارض مناوئو الحزب رؤية الإسناد لغزة ودخول البلد في حرب مفتوحة على وقع هذه الوتيرة من تصعيد إسرائيل، فضلا عن استمرارها في الاغتيالات، التي ترى أنها تزعزع البنى العسكرية الرئيسية للحزب وتفقده السيطرة على إدارة الترسانة الصاروخية واستمرار المواجهات في الجنوب.
لكن المسؤولين المعنيين يرون أن حربا استباقية إعلامية ونفسية إلى جانب تلك الفعلية تعمل على إحباط عزيمة جمهور الحزب. ومن المبكر التنبؤ من اليوم بالخلاصات التي ستنتهي إليها الحرب، مع تأكيد الحزب أنه لم يفرج بعد إلا عن الجزء اليسير من قدراته العسكرية لجملة من الحسابات التي يتبعها.
أما في الحراك السياسي في اليومين الأخيرين بين السلطات اللبنانية والجهات الدولية المعنية وفي مقدمها واشنطن وباريس، فيجري العمل بحسب بعض الاتصالات على إنزال الحزب وإسرائيل عن الشجرة وإن لم تكن الطريق معبدة بعد أمام هذه المهمة المعقدة، إذ لم تنجح الدوائر الديبلوماسية في أكثر من عاصمة في التوصل إلى مخرج يؤدي إلى وقف النار منذ أكثر من 11 شهرا. وإن تصاعد سخونة الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد الحزب ولبنان قد ينتهي إلى قرار بوقف النار يلحظ التزام ال 1701 والعمل على تطبيق مندرجاته في شكل حاسم ونهائي، على أن تكون البلدات الحدودية في الجنوب بإشراف مباشر لا لبس فيه من الجيش اللبناني و"اليونيفيل". ومثل هذا المخرج ستتولى واشنطن وباريس إنضاجه، علما أن المسؤولين في طهران لا يتجهون إلى التصعيد، بل يعملون على احتواء الحرب القائمة ومنع تمددها على مساحة كل الإقليم.
في غضون ذلك سيطر الملف الأمني والعدوان ال#اسرائيلي المفتوح على لقاءات الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان مع المسؤولين اللبنانيين أمس، أكثر من مساحة البحث في الملف الرئاسي، ولا سيما مع الرئيس نبيه بري، نظرا إلى خطورة الأوضاع وتدحرج الأمور نحو الأسوأ.