لودريان يتحرّك على إيقاع الغارات والدمار فأيّ نتائج؟
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"على إيقاع الحرب وتوسّع رقعتها باتجاه معظم المناطق ال#لبنانية، بدأت الساحة الداخلية تشهد زحمة موفدين دوليين وإقليميين، الأمر الذي يذكّر بمحطات سابقة، يوم كان لبنان يشتعل خلال الحروب وكان الموفدون الدوليون يتقاطرون إلى بيروت من أجل وقف الحرب. والسؤال: هل تنجح هذه المساعي من أجل لجم ما يجري، بعدما فاق التصوّر عبر الكمّ الكبير من الشهداء والجرحى والدمار والخراب والتهجير وسوى ذلك؟ أم سيكون ذلك على غرار ما حصل في محطات سابقة، عندما جاء أكثر من موفد دولي وعربي ولم يصل أيّ منهم إلى نتيجة، إلى أن كانت التسوية الكبيرة، أي اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب، وهؤلاء الموفدين يؤدّون قسطهم للعلى وأقله يصلون إلى "ميني إنجازات" تتمثل بوقف إطلاق النار والوصول إلى هدنة، لكن سرعان ما تشتعل النار.
فماذا يجري عبر هذه المساعي التي يتخذ بعضها الطابع المخابراتي من خلال الموفدين القطري والتركي، الأمر الذي ما كان يحصل سابقاً عندما كان هناك موفدون من الطراز الرفيع، منذ بداية السبعينيات عبر الموفد الفرنسي #موريس كوف ديمورفيل إلى الموفد الأميركي #دين براون، وبعدها توالى وصول سعاة الخير، ولا سيما اللجنة العربية الثلاثية من وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل، وأمير دولة الكويت الراحل الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك الشيخ صباح الأحمد الصباح، وكرّت السبحة إلى الأخضر الإبراهيمي الذي اعتبر أبرز عرّابي الطائف إلى جانب اللجنة العربية الثلاثية.
فهل يتمكن الموفدان الفرنسي #جان إيف لودريان والأميركي #آموس هوكشتاين من لجم الحرب وصولاً إلى الدور القطري والتركي والأوروبي وسواهم؟
اللافت في الحراك الديبلوماسي، يتمثل في جولة لودريان على المرجعيات السياسية والروحية، وسط تساؤلات، أنه قبيل أن تشتعل الحرب بهذا الشكل والحجم، لم يأت لودريان إلى لبنان وينتخب الرئيس، فكيف الحال في مثل هذه الظروف؟
النائب #سيمون أبي رميا، الذي تربطه علاقة وثيقة بالفرنسيين ومن المتابعين لهذا الدور، يؤكد لـــ"النهار" أن "باريس لها دور تاريخي في لبنان، وخصوصية واعتبارات كثيرة ثقافية وسياسية واجتماعية وإنسانية، ولا يمكن أن تتخلى عن لبنان، وأن زيارة موفدها في هذا التوقيت لها أهميتها، وتؤكد المؤكد بأن الدور الفرنسي تجاه لبنان لم يتوقف منذ انطلاق الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات وصولاً إلى اليوم، ولهذه الغاية، أعتقد أن لودريان يقوم بجهد كبير على مستوى الرئاسة أو من خلال احتواء الوضع القائم اليوم، عبر هذه الحرب التي لا أفق لها وهذا الدمار والخراب والإجرام الإسرائيلي.
لذلك أعتقد أن لودريان، بتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يسعى ليقوم بجهود مضنية، لكن حتى الساعة ما يجري في الجنوب يطغى على الحراك الديبلوماسي، وباختصار أؤكد أن ثمة تنسيقاً فرنسياً أميركياً سعودياً، لكن من يعتقد أن الدور الفرنسي انتهى أو يحصل في الوقت الضائع، فذلك أراه مغايراً للحقائق، لأن باريس لم تتخلّ يوماً عن لبنان، بل كانت إلى جانبه في السرّاء والضرّاء".
الوزير السابق مسؤول العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" ريشار قيومجيان يقول لـ"النهار": "ما عرفناه وعلمناه عن الدور الفرنسي وزيارة لودريان لبيروت في هذا التوقيت والظروف الصعبة، إذ سبق قبيل اندلاع الحرب بهذه الضراوة، أنه تواصل مع السعوديين للتوافق على اسمين لرئاسة الجمهورية، ما أخبرنا به السفير وليد بخاري خلال زيارته لمعراب، لكن التطورات التي حصلت في الأيام الماضية من التفجيرات والاغتيالات، إلى هذا الدمار والحرب التي تحدث اليوم، فذلك بدل بالمعطيات، وبالتالي ثمة بحث في ضرورة احتواء الوضع القائم اليوم.
ومعلوماتنا تؤكد أن انتخاب الرئيس قد يكون جزءاً من الحلّ، إذ ثمة سلة متكاملة لوقف الحرب واحتواء ما يجري، وذلك يكون بانتخاب الرئيس، إضافة إلى انتشار الجيش، أي ثمة سلسلة حلول مترابطة بعضها ببعض".
ويتابع مؤكداً التنسيق بين الأميركيين والفرنسيين، "لكن الأفعل بين باريس والرياض، حيث هناك تناغم واضح المعالم بين الطرفين".
ويخلص قائلاً: "من هذا المنطلق الدور الفرنسي يتحرك بهذا الاتجاه، ولذلك لم يلغ لودريان زيارته لبيروت، على الرغم من التطورات والحرب الدائرة بناءً على هذه المعطيات وهذه الأجواء".