الطائرات «الإسرائيليّة» أغارت على اجتماع لقيادات الرضوان واستشهاد ابراهيم عقيل
«إسرائيل» تصعّد عمليّاتها ضدّ المقاومة دون عائق دولي أو عربي
حزب الله يتجنب الإنزلاق في فخ نتنياهو… ويُتابع القصف الصاروخي على مراكز العدو
الاحداث- كتبت نور نعمة في صحيفة الديار تقول:"لطالما كانت الجبهة اللبنانية الاخطر، والاكثر تعقيدا وصعوبة بالنسبة لاسرائيل»، حيث ان حزب الله هو المقاومة الاكثر قوة بين باقي الفصائل الممانعة، والاكثر تهديدا لامنها ووجودها واستمراريتها، ولهذا يُصعّد العدو عملياته ضد حزب الله ضاربا بعرض الحائط كل الضوابط الاخلاقية والانسانية والقانونية.
فبالامس ، وللمرة الثالثة خلال 4 ايــام من عدوانه الوحشي، ضرب العدو الصهيوني 6 صواريخ استهدفت مبنى في شارع الجاموس قرب مجمع القائم، ما ادى الى تدمير 3 طوابق، وســقوط مدنيين بينهم اطفال ونســاء.
حزب الله ينعى القائد إبراهيم عقيل
واعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله في بيان، «إلتحق القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) بموكب إخوانه من القادة الشهداء الكبار، بعد عمر مبارك حافل بالجهاد والعمل والجراح والتضحيات والمخاطر والتحديات والإنجازات والانتصارات، وهو كان دائما لائقا لنيل هذا الوسام الإلهي الرفيع. وكانت القدس دائما في قلبه وعقله وفكره ليل نهار، كانت القدس عشق روحه، وكانت الصلاة في مسجدها حلمه الأكبر».
اضاف البيان : « بكل اعتزاز وفخر، تُقدّم المقاومة الإسلامية أحد قادتها الكبار شهيدا على طريق القدس، وتعاهد روحه الطاهرة أن تبقى وفية لأهدافه وآماله وطريقه حتى النصر إن شاء الله. نعزي ونُبارك لمولانا صاحب الزمان عليه السلام ولسماحة القائد الخامنئي دام ظله ولجميع المجاهدين والمقاومين في كل الساحات، ولجمهور المقاومة الصادق والوفي بشهادة هذا القائد الجهادي الكبير وكوكبة من إخوانه الشهداء، ونتوجه خصوصا إلى عائلاتهم الشريفة فردا فردا، ونسأل الله تعالى أن يمنَّ عليهم بالصبر الجميل، وحسن ثواب الدنيا والآخرة، ويتقبل منّا ومنهم هذا العزيز، ويحشره مع رسول الله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، وأن يلحقه بقافلة شهداء كربلاء النورانية».
«إسرائيل» حاليا مرحلة «فلتان» عسكري دون اي ضوابط
اليوم مع تبدل الظروف في المنطقة, ورغم اعلان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ان الهدف من العمليات العسكرية ضد حزب الله، هو اعادة المستوطنين الى مستوطناتهم في الشمال، وابعاد الحزب الى جنوب الليطاني، غير ان الامور ابعد بكثير مما يقوله نتنياهو في العلن. فحقيقة الامر هو ان الكيان الصهيوني لديه خطة متكاملة، لتوجيه ضربات للجبهة اللبنانية، بما انه يعتبر انه في افضل احواله، نظرا لعوامل عدة ابرزها: للوضع الداخلي «الاسرائيلي»، الذي يؤيد هذه الخطة، الى جانب تأييد دولي وليس فقط اميركي، مقابل صمت عربي مريب . وبالتالي تشهد «اسرائيل» حاليا مرحلة «فلتان» عسكري دون اي ضوابط، ما يخولها تنفيذ عملياتها العسكرية الاجرامية بحرية كاملة، دون حسيب ولا رقيب.
وفي هذا السياق, عمدت الحكومة «الاسرائيلية» التلمودية والعنصرية على تصعيد عسكري ضد حزب الله، سواء بالاستنزاف عبر تنفيذ الاغتيالات لقياديين مهمين في الحزب، او عبر الحرب البديلة والنفسي، بارهاب اللبنانيين وعناصر المقاومة بتفجير اجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمونها، والتي اسفرت عن سقوط 37 شهيد و3000 مصاب.
وهنا, قال مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى للديار، بأن هذه الحكومة المتطرفة حصلت على ضوء اخضر داخلي وخارجي، وهي لن تهدر الفرصة الذهبية الماثلة امامها لتوجيه ضربات بكل الاتجاهات، مستغلة عدم وجود اي عائق دولي او عربي امامها، من اجل تخفيف الضغط عليها. وتابع المصدر انه على الارجح ان «اسرائيل» تفضل حرب الاستنزاف، على شن عملية برية، نظرا لتجربتهم في حرب تموز 2006 حين تفوق مقاتلو حزب الله على جنود جيش الاحتلال.
حزب الله: سنتجاوز ضربات العدو برؤوس مرفوعة
في المقابل, وفور استهداف المسيرات «الاسرائيلية» القيادي ابراهيم عقيل، رد حزب الله باطلاقه 170 صاروخ نحو الشمال، وقصف لمرتين مقر الاستخبارات الرئيسية، المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة «ميشار» بصليات من صواريخ الكتيوشيا شمال فلسطين المحتلة. وتقول اوساط عسكرية في المقاومة للديار ان الحزب سيعتمد حتما استراتيجية عسكرية جديدة، بما ان العدو الاسرائيلي بدّل خطته، وانتقل من غزة الى التركيز على الجبهة اللبنانية، وبطبيعة الحال مواجهة حزب الله. انما غاب عن بال القيادة «الاسرائيلية»، ان الحزب انشىْ وتدرب لمقاتلة «اسرائيل»، والحق هزيمتين بالجيش «الاسرائيلي» اولها في 25 ايار بانسحاب هذا الجيش من جنوب لبنان، بعد ان تمكنت المقاومة من ايلام جيش االعدو وتكبيده خسائر في الارواح والعتاد، رغم عدم التكافؤ في السلاح، الا ان المناضلين الشجعان في المقاومة حولوا واقع الجنود «الاسرائيليين» الى جحيم. والهزيمة الثانية توجتها المقاومة في حرب تموز، حين احبطت اي توغل بري الى الاراضي اللبنانية، وبروز حزب الله قوة خارقة، فكان النصر للمقاومة وللبنان.
وقال مصدر عسكري مطلع ان المقاومة باستراتيجيتها الجديدة، ستطال مواقع في العمق «الاسرائيلي»، وستضرب اهداف صهيونية حيوية تقض مضجع هذا الكيان الوحشي. فمن الآن وصاعدا، ستكثف المقاومة استهدافها لمناطق عدة في الشمال، وستطلق مئات المسيرات الانقضاضية وآلاف الصواريخ لتوسيع رقعة الدمار الذي الحقته بمستوطنات الشمال، كما لضرب مناطق ابعد من الجليل. واذا كانت القيادة «الاسرائيلية» تراهن ان اغتيال قياديي حزب الله ، واستهداف مناصريه ولبنانيين مدنيين، سيجعل الحزب ينكفأ ويوقف قتاله ضد «الاسرائيلي» فهي واهمة ، بل على العكس ستكون عمليات المقاومة باتجاه شمال فلسطين المحتلة اكثر شراسة وضراوة من السابق.
وكما قال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته اول من امس:» تلقينا ضربة غير مسبوقة وسنتجاوزها برؤوس مرفوعة».
اجتماع عالي المستوى لقيادة حزب الله
وفي سياق متصل، انعقد اجتماع بين القادة الكبار في حزب الله، لبحث التطور الاخير الذي اسفر عن استشهاد القيادي ابراهيم عقيل، وكيفية تعامل الحزب مع ما يضمره العدو له، ومناقشة كل الاحتمالات في استمرار القتال ضد العدو الاسرائيلي وما يترتب عنها.
اوساط سياسية للديار: حزب الله يتفادى الوقوع في فخ نتنياهو
من جهتها , قالت مصادر مطلعة للديار ان حزب الله يتفادى الانزلاق في فخ نتنياهو، خاصة ان المقاومة لطالما عرفت بحكمتها ودهائها السياسي والعسكري، ولذلك ترى «اسرائيل» ان حزب الله هو الاخطر عليها.
وتابعت هذه المصادر ان الحزب يميل في هذه المرحلة الى ضبط النفس، بعدما تبين الى اي مدى اختراق «الموساد» للساحة اللبنانية. ولذلك يعتبر حزب الله ان هناك اوقات او مراحل للقتال من جهة، واوقات اخرى للتريث، وعدم تحقيق اهداف العدو الاسرائيلي الذي يسعى بكل جهده للايقاع بالمقاومة.
وكشفت المصادر ان حزب الله يعد لضربة عسكرية كبرى وقاسية تؤلم الكيان الصهيوني، اذا استمر الاخير بعملياته العسكرية.
المنطقة امام مفترقات خطيرة
الى ذلك, وصلت منطقة الشرق الاوسط وخاصة مناطق الصراع امام مفترقات خطيرة، خاصة بعد ان شهدت هذه المنطقة اعلى نسبة عنف وجرائم وقتل جماعي نفذتها «اسرائيل» منذ 12 تشرين الاول. هذا الكيان لا يشبع من الدماء، ولا يكتفي بثأر محدود، بل ما قام به وصل الى التطهير العرقي وجرائم حرب، لم تقم بها المنظمات الاصولية المتطرفة على غرار «داعش» او «النصرة». في غضون ذلك, يتجه «الاسرائيلي» الى تفجير المنطقة برمتها، عبر حرب شاملة لا احد يستطيع معرفة نتائجها سلفا. ورغم ان هناك وساطات دولية وعربية على مستوى عال لاحتواء الانفجار الكبير، الا ان اميركا تريد ان يوقف حزب الله حربه ضد الجيش «الاسرائيلي»، وهذا لن يحصل لا اليوم ولا غدا، ولا في اي وقت قريب او بعيد.
هل ينجح مجلس الامن بوقف اطلاق النار في غزة؟
الى ذلك، يعقد مجلس الامن جلسة للدعوة الى وقف اطلاق النار في غزة . فهل ينجح ؟ مبدئيا الولايات المتحدة الاميركية لن تستخدم الفيتو اذا لم يدن القرار «اسرائيل».
بريطانيا: الشرق الاوسط على حافة الهاوية
من جهتها، قالت بريطانيا للاردن ان الشرق الاوسط على حافة الهاوية، لدرجة ان المسؤول الرفيع المستوى سأل العاهل الاردني الملك عبدالله اذا كان الاخير يريد ان ترسل بريطانيا قواتها لحماية المملكة الهاشمية.
مصدر ديبلوماسي غربي: تغيرات خطيرة ستشهدها بلدان عربية
حذر مصدر ديبلوماسي من ان تطورات داخلية خطيرة ستحصل في بلدان عربية، قد تؤدي الى تراجع نفوذ هذه الدول، ناهيك عن الفوضى العارمة التي ستعم في هذه البلدان.