من الصحف

هل عمليّة تفجير الأجهزة ستؤثر على دور الخماسية والاستحقاقات؟

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"ما جرى أول من أمس من #تفجيرات في جهاز Pagers يُعدّ حدثاً غير مسبوق في تاريخ الحروب الإسرائيلية – العربية وعلى المستوى الداخلي، من هذا المنطلق فإن تداعيات التفجير سيكون لها انعكاساتها وارتداداتها على الاستحقاقات الدستورية وسواها، وفي صلبها #الانتخابات الرئاسية التي كانت قبيل الحدث الأمني تشهد حراكاً لافتاً من #اللجنة الخماسية ربطاً باجتماع الرياض ولقاء قصر الصنوبر وحراك السفير السعودي وليد بخاري، باتجاه مرجعيات سياسية وروحية لا سيما زيارته للديمان ولقائه البطريرك الماروني #مار بشارة بطرس الراعي، بعد عودته مباشرة من العاصمة السعودية، بدليل أن هناك إيجابيات ظهرت وأراد من خلالها أن يضع البطريرك الراعي في هذه المعطيات، فضلاً عن الزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت، وثمّة معلومات بأنه يحمل أفكاراً مغايرة عن السابق ويسعى لعقد لقاءات مع سائر المكونات السياسية الى اجتماع مع المعارضة يهدف الى إمكانية الشروع في حوار جامع مع ضمانات بانتخاب رئيس بعد هذا الحوار.

السؤال: هل التفجير الذي حصل سيؤدي الى إعادة خلط الأوراق رئاسياً، بما يعني أن ما بعد هذا الحدث ليس كما قبله، وإن كان الأمر الأبرز كمؤشر إيجابي يتمثل بالوحدة الوطنية والالتفاف الذي حصل من كل المرجعيات السياسية أكان استنكاراً أم إدانة لإسرائيل ودعوة مجلس الأمن الى الانعقاد؟ وبمعنى آخر، ما جرى يمكن استثماره في الحوار حتى إن مرجعيات سياسية وحزبية وفق معلومات موثوقة تواصلت مع "حزب الله" لوضع إمكانيات مناطقها في تصرف المصابين من مستشفيات الى كل ما يساعد ويساهم في إغاثتهم، الى دلالة موقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد استقباله السفير السعودي وإن كان مقتضباً ولكن يُبنى عليه إيجاباً. 

وهنا يقول رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون لـــ"النهار"، "إننا على الرغم من الخلاف مع "حزب الله" نُدين ونستنكر هذا العمل الإجرامي ونتضامن مع أهلنا في الضاحية وكل المناطق التي شهدت تفجيرات". وهل سيؤثر ما حصل على مسار الاستحقاق الرئاسي ربطاً بتحركات اللجنة الخماسية؟ يردّ شمعون، "الآن هناك حالة حداد وظروف صعبة عند الناس والمصابين من خلال هذا الكمّ الهائل من الشهداء والجرحى، ولكن من الطبيعي أنه سيترك تداعياته على الأجواء السياسية إذ قد نشهد تحولات كبيرة على مسار الميدان من غزة الى الجنوب، وتحديداً على الحدود الشمالية، فمعلوماتي وتوقعاتي تنحو باتجاه تصعيد غير مسبوق، وربما عمليات كبيرة بعدما اتخذ مجلس الحرب الإسرائيلي قرارات في هذا الإطار، وعندها سيدخل لبنان في مواجهات صعبة، وأكثر من ذلك بكثير بعدما وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نصب عينيه اجتياح الحدود الشمالية إضافة الى فشل مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، ما يؤكّد المؤكد أن هذه التطورات والأحداث ستؤثر على المسار الرئاسي وتطغى على ما عداها، مع حرصنا على ضرورة انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد من أجل مواجهة ومجابهة الأحداث ومجريات الحرب الآخذة بالتصعيد ولا أحد يعلم أيّ مدى ستبلغه مما يستوجب انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وحان وقت الخروج من التعطيل الى التوافق على رئيس للجمهورية يشكل إجماعاً وطنياً، لا أن يُفرض من أيّ جهة".

وبناءً على هذه الأجواء، يختم شمعون قائلاً: "من الطبيعي أن التفجير الذي شهده لبنان وحتى سوريا ليس بالأمر السهل بل هو خرق استخباراتي كبير جداً، وستكون تداعياته أيضاً باهظة على كل المستويات بما فيها الاستحقاقات الدستورية".

أخيراً، وأمام هذه الوقائع، إن معظم القوى السياسية التي رفضت الحديث عن الاستحقاق الرئاسي ربطاً بالحدث الجلل، ترى "أن انعكاسات العمل التفجيري أصابت كل الاستحقاقات بما فيها الرئاسي، فيما الأنظار متجهة نحو دور الخماسية، وهل هناك تمهل ووقف للحراك حالياً شعوراً وتضامناً مع ما حصل أمنياً؟ وهل أيضاً ستتوقف محرّكات سفراء الخماسية ولو مؤقتاً، وماذا عن مناسبة العيد الوطني السعودي السبت المقبل؟ الى أمور كثيرة لها صلة بالاستحقاق الرئاسي، فيما بعض المطلعين على بواطن الأمور يرون استحالة الوصول الى حلول رئاسية إلا إذا حصلت تسوية دولية – إقليمية خاطفة، وذلك فيه الكثير من الصعوبات إضافة الى العامل الأبرز ألا وهو ترقب موقف "حزب الله" بعد كلمة أمينه العام السيّد حسن نصرالله، وهل ما بعد تفجير أجهزة الـــPager لن يكون كما قبله ميدانياً ورئاسياً إضافة الى كل الاستحقاقات الداخلية التي تأثرت بشكل واضح بهذا التفجير، وصولاً الى ما تضمره إسرائيل من عدوان مرتقب على الحدود الشمالية مع لبنان، لا سيما بعد قرار مجلس الحرب الإسرائيلي وفشل زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لتل أبيب.