المشروع الإسرائيلي التدميري يتواصل... مهمة جديدة لهوكشتاين والحكم للميدان
الاحداث- كتبت صحيفة "الانباء" تقول: فيما العالم منشغل بهمومه، من الإستحقاقات الرئاسية إلى الحروب والأزمات، تستعرّ الحرب على غزة، حيث باتت خيم النازحين هدفاً جديداً للعدو، وذلك تأكيداً على نيته الإجرامية باستكمال نهج الإبادة بحقّ الشعب الفلسطيني، الذي عانى ولا يزال يُعاني مرارة الحرب وتداعياتها. وفي السياق، مجزرة جديدة ارتكبها العدو في مواقع للنازحين، أسفرت عن استشهاد وجرح المئات، فيما البعض الآخر لا يزال في عداد المفقودين.
على صعيد الجبهة الجنوبية، فالوضع ليسَ بحالةٍ أفضل، بل إنَّ الجنون الإسرائيلي آخذٌ بالتصعيد، إذ أدّت غارة على منطقة الأحمدية في البقاع الغربي إلى استشهاد شخص وجرح سبعة من بينهم أربعة أطفال. من جهته، ردّ "الحزب" على استهداف كفرجوز بقصف المقر التابع لقيادة المنطقة الشمالية وموقع المرج، وثكنة زبدين، كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجر أمس مرتين على مدينة بنت جبيل وعلما الشعب والظهيرة.
وسط هذا التوتير المتعمّد من اسرائيل، يصل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة، في مهمة جديدة لخفض التصعيد، كما أعلن البيت الأبيض، من دون كشف المزيد من التفاصيل. كما لا تزال الصورة الضبابية اذا ما كان سيزور لبنان.
مصادر أمنية وصفت التصعيد الاسرائيلي بالخطير سواء في غزة أو في جنوب لبنان، ما يُجدد التأكيد أنَّ حكومة الحرب الاسرائيلية ماضية في مشروعها الهادف لتدمير البنى التحتية في غزة وتدمير ممنهج لمنطقة الشريط الحدودي في جنوب لبنان.
المصادر اعتبرت في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مصمم على الذهاب للنهاية في حربه ضد حماس وحزب الله، مستفيدأً من انشغال الدول الاوروبية والولايات المتحدة بمشاكلهم الداخلية.
بدوره، أشار النائب الياس جرادي إلى أن السيناريو يُعيد نفسه، إذ لا تزال الأمور معلّقة بانتظار تطورات الميدان، لانه الوحيد القادر على حسم مستقبل الحرب والوضع القائم في المنطقة، فالمكان برأيه مازال هو الحكم إلى أن تتغيّر قواعد اللعبة من أساسها، لان نتنياهو لن يرضخ بسهولة الى المسار السلمي إلاّ في حال من اثنين، إما أن يحصل انقلاباً في إسرائيل يقصي نتنياهو عن رئاسة الحكومة او أن يتم اغتياله كما حصل لرئيس وزراء اسرائيل السابق إسحق رابين.
وعن تقييمه لزيارة ممثل المجموعة الاوروبية جوزيب بوريل إلى لبنان، وصف جرادي في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونيك اللقاء مع بوريل بأنه أشبه بزيارة وداعية فهو لم يحمل شيئاً لطمأنة اللبنانيين وكان مستمعاً أكثر، فاللبنانيون كانوا ينتظرون منه إشارات إيجابية، لكنه لم يحمل في جعبته أي جديد.
وإذ رأى جرادي أنه آن الأوان لوقف المجازر التي ترتكب يومياً بحق الفلسطينيين في غزة، مستبعداً دخول المقاومة بمساومة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 في ظل الحرب القائمة في غزة والمجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي يومياً.
وسط هذه المشهدية الضبابية، لفت لقاء السفير المصري ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أكد أنَّ انتخاب رئيس يحظى بأهمية قصوى في هذه المرحلة الدقيقة، كاشفاً عن استئناف مبادرة الخماسية في المدى القريب.
بالمحصلة، لا تزال الأمور معقدة حتّى الساعة، فيما العدو مستمر باعتداءاته في ظلّ صمت دولي ما يستدعي موقفاً جدياً للحدّ من تطوّر الوضع نحو الأسوأ.