من الصحف

صدى واسع لتحذيرات لافروف من شن إسرائيل عدواناً على لبنان

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"استحوذ موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعرب عن قلق ومخاوف من قيام إسرائيل  بعمل عسكري كبير ضد لبنان، على اهتمام لافت، وخصوصا أنه صادر عن وزير خارجية دولة كبرى، وثمة علاقات تربط موسكو بإسرائيل والدول العربية، وتعتبر متوازية، نظراً إلى التواصل الدائم. لقد قال لافروف كلاماً كبيراً جداً عندما أبدى هواجسه من حصول حرب على #الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل، معتبرا أن المنطقة على شفا حرب إقليمية كبرى.

هذا الكلام، معطوفاً على ما نمي إلى #وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب من تقارير ديبلوماسية عن احتمال قيام إسرائيل بعدوان على لبنان، ربطاً بمواقف قادة العدو حول استعدادهم لشن حرب كبيرة أو عملية اجتياح بري وسوى ذلك، أدى إلى حالة إرباك على الساحة الداخلية ومخاوف لدى فئة واسعة من اللبنانيين. 

موقف لافروف الذي زار المملكة العربية السعودية والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يأتي في إطار ما لدى موسكو، وفق جهات ديبلوماسية روسية رفيعة، تقول لـ"النهار": "سبق أن نقلنا موقفنا إلى العاصمة اللبنانية، والتواصل مستمر مع بعض الأصدقاء في لبنان، وكل ذلك يأتي في إطار تحذير موسكو المستمر لمن التقتهم وتواصلت معهم، من مغبة ما قد يحصل، ودعتهم إلى تحصين الجبهة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية. لكن ما استجد أخيراً من معلومات في حوزة الروس، عن استعداد إسرائيل لعدوان كبير، هو ما أشار إليه لافروف، وبالتالي نقل تحذيراته لمن التقاهم في المملكة العربية السعودية عبر جولته في المنطقة، إلى رسالة واضحة للمسؤولين اللبنانيين والمجتمع الدولي، تؤكد فيها موسكو أن تقاعس واشنطن عن ضغطها على إسرائيل لوقف الحرب في غزة سيفتح الآفاق لها لشن عدوان على لبنان".

وتخلص المصادر الروسية إلى أن "الحرب الروسية - الأوكرانية لم تحجب الأنظار عن المساعي التي تقوم بها موسكو في منطقة الشرق الأوسط من سوريا إلى لبنان وفلسطين وسواها، وخصوصاً في ظل حرب غزة، حيث ثمة ضغوط تمارسها على كل من إسرائيل وإيران من أجل لجمهما، إنما المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية، من خلال عدم بذل أي جهد استثنائي لوقف هذه الحرب التي قاربت العام، يؤسسان للحرب الشاملة في المنطقة. وثمة تحذير من مغبة ما قد تقوم به إسرائيل على الحدود مع لبنان عبر عدوان لا حدود له، سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، ويشعل الجبهات والساحات في منطقة الشرق الأوسط، وستكون تداعيات كبيرة جداً. من هنا يأتي كلام وزير الخارجية الروسي، علما أن هناك تقارير ديبلوماسية ومؤشرات وأجواء تنبئ بأن إسرائيل تستعد لمثل هذه الحرب على الحدود الشمالية مع لبنان".

"معلومات مؤكدة"
الخبير في الشؤون الروسية الدكتور زياد منصور يقول لـ"النهار" في هذا السياق: "كلام وزير الخاجية الروسي جاء بناء على معلومات مؤكدة، أنه خلال أسبوع أو أسبوعين قد تشن إسرائيل عدوانا واسعا على لبنان عبر الحدود الشمالية، وذلك تبدى بوضوح من خلال الضربات العنيفة في سوريا للمرة الأولى بهذا الحجم الهائل من القصف الجوي وإطلاق الصواريخ الدقيقة والنوعية، وهذه رسالة واضحة وخصوصاً أن الروس تعني لهم سوريا كثيرا، وثمة حضور سياسي وعسكري وقواعد لهم هناك. وهذه الصواريخ قد لامست قاعدة حميميم، وكانت بمثابة رسالة أميركية - إسرائيلية لروسيا، ومن هنا اضطرت الدفاعات الجوية الروسية إلى التدخل، وأسقطت فوق البحر صاروخين إسرائيليين. بمعنى أوضح، روسيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي ولاسيما أن الغارات كانت في محاذاة قواعدها". 

من هذا المنطلق، فالعدوان على سوريا وفق منصور يعدّ مؤشرا واضحا للاستعدادات الإسرائيلية لشن الهجوم على لبنان. وبناء على هذه الأجواء، جاء كلام لافروف واضحاً ومبنياً على الوقائع وكل ما حصل في الأيام الأخيرة وما يحدث اليوم".

ويضيف: "لا ننسى أن هناك تناقضات كبيرة على الصعيد الديبلوماسية وتحديداً على الخط الروسي - الإيراني تجاه سوريا، وثمة تباينات كبيرة على الصعد السياسية. موسكو تتهم إيران بأنها تعرقل المفاوضات التركية - السورية، لأن تركيا تقوم بدور ديبلوماسي كبير بين الروس والأوكران، فيما إيران تسعى إلى تسويق صواريخ بالستية لروسيا. كل هذه الأمور مجتمعة تؤكد أن الوضع في المنطقة مأزوم على الصعيد الديبلوماسي من سوريا إلى لبنان، والتطورات الديبلوماسية تشي بأن تترجم حرباً على أرض الواقع، ولاسيما في لبنان، والغارات النوعية على سوريا دليل واضح لا يحتاج إلى أي قراءة واجتهادات، أن ذلك يحمل أكثر من رسالة".