مبادرات الكتل مناورات ولعب في الوقت الضائع "الاعتدال الوطني": مبادرتنا لا تزال مستمرة وقائمة
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"تغيب مبادرات الكتل النيابية وتحضر، ربما وفق التوقيت السياسي والظروف المحيطة بهذا التكتل وذاك. وتبرز التساؤلات: أين أصبح البعض منها الذي أخذ حيزاً مهماً من التداول، حتى صار يقال إن هذه الكتلة هي "بيضة القبان"، وقادرة على اجتراح المعجزات وتسويق المبادرة الرئاسية؟ وماذا عن الحراك الذي حصل قبل فترة عبر تسويق هذه المبادرة وتلك رئاسياً، وسرعان ما تلاشت، إما عبر قصفها من قوى سياسية، وإما لأنها جاءت لمقتضيات المرحلة وأدت قسطها للعلى وتنحت جانباً إلى حين انقشاع الصورة الإقليمية والدولية في المنطقة والخلافات والانقسامات الداخلية؟
بمعنى أوضح، الجميع يلعب في الوقت الضائع، مع الإشارة إلى أن أولى #المبادرات التي ما زالت حيّة، مبادرة "تكتل الاعتدال الوطني" التي شهدت تنسيقاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي باركها، وصولاً إلى لقاءات مع سفراء #اللجنة الخماسية التي دعمتها بدورها، ولكن هذه المبادرة تراجعت فترة، ربطاً بالظروف المحيطة بلبنان من حرب غزة والجنوب والاعتداءات الإسرائيلية، وغياب الخماسية عن دورها وحضورها.
الواقع أن كل الأطراف تفرغت لمواكبة التطورات في المنطقة، في وقت سبق لــ"#اللقاء الديموقراطي" أن سوّق مبادرة، وقام ببعض اللقاءات مع مرجعيات سياسية وأحزاب. ويشار إلى أن الحزب التقدمي الاشتراكي، كي لا يصطدم بأي مرشح، ولخصوصياته وظروفه واعتباراته، كان طرح بعد الطائف نائب رئيس الحزب آنذاك أنطوان الأشقر مرشحا رئاسيا، للهروب من بعض المرشحين، من أجل أن يقول أنا لدي مرشحي، لكنه سرعان ما يتلقى كلمة السر ويسير بالتسوية، والأمر عينه يوم تم ترشيح النائب السابق هنري الحلو للغاية عينها، فيما النائب #جبران باسيل سبق أن قام بتحركات ولقاءات، من دون أن يكون هناك مبادرة لـ"#التيار الوطني الحر"، بل قال بعض المقربين منه يومها إن ثمة أفكارا يتم تسويقها، فلماذا يفرض النائب السابق سليمان فرنجية من الثنائي؟ الأجدى أن يكون هناك مرشح توافقي.
وبقي متمسكاً بمرشح التقاطع الوزير السابق #جهاد أزعور. وبمعنى آخر، ذلك يصب في إطار المناورة السياسية التي يقوم بها باسيل، فيما ليس من مبادرة ل"تكتل لبنان القوي". والسؤال اليوم: ماذا يمكن التيار أن يقدم بعد انفصال أربعة من أبرز نوابه عنه؟ فهؤلاء الأربعة بما يمثلون من دور وحضور، وتحديداً النائب إبرهيم كنعان، إلى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والنائبين آلان عون وسيمون أبي رميا، أخذوا من وهج كتلة التيار البرتقالي، وسيكون لهم مرشحهم أو يدعمون هذا المرشح أو ذاك، وربما يكونون في عداد تكتل نواب مسيحي مستقل.
لم تتبلور الخيارات بعد، لكن السؤال الكبير يبقى: ماذا عن هذه المبادرات التي منها ما بات من الماضي فيما بقي "تكتل الاعتدال الوطني" وحيدا في هذه المرحلة؟
رئيس "الاعتدال الوطني" النائب وليد البعريني يقول لـــ"النهار": "إن مبادرة التكتل لا تزال مستمرة وقائمة، وكانت لنا سلسلة اجتماعات، وبلورنا صيغة جديدة وسلسلة اقتراحات تتماشى مع المرحلة الراهنة والظروف والمتغيرات. المبادرة باتت في لمساتها الأخيرة، مع تجديد دورها وحضورها، وسنعقد سلسلة لقاءات مع رؤساء الكتل النيابية واللجنة الخماسية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ونؤيد جميع التحركات والمبادرات، لأن هدفنا فقط #انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إصلاحية، وليس توزيع المناصب والمكاسب. أضف إلى ذلك، أن الحروب محيطة بنا ووضع البلد استثنائي على كل المستويات، لذا يجب أن نبتعد عن المماطلة والتسويف وننتخب رئيساً، وهذه غايتنا لا أكثر ولا أقل".
مصدر في "اللقاء الديموقراطي" يقول لـــ"النهار": "لقد طرحنا سلسلة أفكار وكنا أول من تحرك في هذا الإطار، واقترحنا بعض الأسماء ومنها ما تم تداوله من معظم الكتل النيابية، ولكن اليوم لا جديد. نتواصل مع كل الكتل النيابية والأحزاب والقوى السياسية، وليس لدينا مشكلة في هذا الإطار، والهدف هو انتخاب رئيس للجمهورية، ولم نقصر يوماً في هذا السياق".
أما مبادرة "التيار الوطني الحر"، فإن أكثر من نائب لم يشأ الحديث عنها، إلا أن النائب السابق #إدي المعلوف يؤكد لـــ "النهار" أن "تحركات النائب جبران باسيل مستمرة وقائمة مع كل الأطراف السياسية، وسبق أن أشرنا إلى أنه لا يجوز أن نتمسك بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية أو قائد الجيش، بل طرحنا مرشح التقاطع مع معظم الأحزاب المسيحية وغير المسيحية، أي الوزير السابق جهاد أزعور، وربما نتفق على خيار آخر، إنما نتواصل ونلتقي مع جميع الكتل النيابية، وهذا ما يقوم به الوزير باسيل في هذه المرحلة، ولكن لا جديد في هذا الإطار حول المبادرة التي طرحناها، في انتظار التحركات الدولية والإقليمية وما ستقوم به اللجنة الخماسية".