"الستاتيكو" الرئاسي يُخرق وكلمة لبخاري قريبا
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"تتالت في الأيام الأخيرة المواقف السياسية حول الاستحقاق الرئاسي، ونسي البعض ما يجري في غزة والجنوب، وخصوصاً في ظل ما حصل في الأسابيع المنصرمة من رسم سيناريوات وتحليلات واستنتاجات، مؤداها أن لبنان مقبل على حرب شاملة وسيتحول إلى غزة، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية بإعادته إلى العصر الحجري وسوى ذلك. ولكن بقدرة قادر بدأت الأمور تتجه نحو التهدئة، ولاسيما بعد خطاب الأمين العام لـ"#حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي دعا أبناء الضاحية للعودة إلى منازلهم. وهنا يُطرح السؤال: ماذا حصل؟ ولماذا عاد الاستحقاق الرئاسي إلى الواجهة بهذا الزخم بعد لقاء الرياض؟ وماذا يمكن أن يحدث في الأيام المقبلة؟
في السياق، لا بد من الإشارة إلى الخط البياني منذ التمديد لـ"#اليونيفيل"، بطريقة هادئة ووفق ما طالبت به الحكومة اللبنانية، وقطع دابر كل ما تقدمت به إسرائيل من اقتراحات لتحويل هذه القوة إلى قوة ردع، وتجهيزها بأحدث أنواع الأسلحة وكأنها تسعى إلى الإيقاع بينها وبين "حزب الله" بنيات خبيثة. لكن تصلب الموقف اللبناني الرسمي، والتوافق والإجماع مررت التمديد لـ"اليونيفيل" كما جرت العادة منذ دخول هذه القوة لبنان في السبعينيات، وهذا التمديد واكبته اتصالات لا تزال مستمرة بين الأميركيين والإسرائيليين، وقطبها الموفد الأميركي ٱموس هوكشتاين، إذ ينقل عن بعض من لهم صلة بالسفارة الأميركية ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أنها مفاوضات جدية وتحاط بكتمان سري. فالولايات المتحدة الأميركية تسعى بعد التمديد والأجواء المريحة المستجدة جنوباً، إلى فصل المسار اللبناني عن غزة والتوصل إلى التهدئة، وعودة أهالي المستوطنات إلى منازلهم، وكذلك أبناء الجنوب، والشروع في إعماره، وبالتالي قطع الطريق على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يشدد رغم كل النداءات، على عملية اجتياح كبيرة للجنوب حتى الليطاني، وإن كان ذلك ليس مجرد نزهة كما كانت العادة في السبعينيات والثمانينيات، بفعل معادلة السلاح النوعي والوضع العسكري.
ويؤكد المواكبون لـــ"النهار"، أن هوكشتاين توصل فعلاً إلى ردع نتنياهو عن القيام بأي عمل عسكري، بعدما كان يسعى إلى اجتياح جوي، لأن العملية البرية مكلفة كثيراً، وذلك على طريقة غزة، ما يعني أن العملية التي كانت مرتقبة أواخر آب الماضي انتفت الحاجة إليها، وبدأ البحث في القرار 1701 عبر ترتيبات جديدة، لكن المفاوضات واللقاءات مستمرة، على أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود في الأيام القليلة المقبلة.
وتضيف مصادر متابعة أن المساعي التي قام بها هوكشتاين أحدثت خرقاً في "الستاتيكو الرئاسي" المقفل، لذا تحرك هذا المسار، أضف إلى ذلك الجهد السعودي الذي انطلق به السفير وليد بخاري في بيروت، وتابعه في الرياض عبر اللقاء الذي جمع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، بمشاركة بخاري، على أن يعقد لقاء لسفراء الخماسية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعلمت "النهار" أنه سيكون لبخاري كلمة في العيد الوطني السعودي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، في دارة سكنه في اليرزة، وقد يتطرق إلى الوضع في لبنان والعلاقة مع السعودية. ومجرد إقامة الاحتفال في هذا التوقيت بالذات، يحمل أكثر من دلالة، على أن تكون هناك زيارة للودريان إذا سنحت الظروف وسُجل خرق على المسار الرئاسي.
وبناء على هذه الأجواء "الميني مريحة" في المرحلة الراهنة، بعد الصولات والجولات الميدانية وانسداد الأفق، يبرز السؤال: هل فتح الباب الرئاسي على مصراعيه؟ تجيب المصادر المتابعة بأن ليس هناك أي جديد، فثمة حراك قد يحصل توازياً مع المساعي العربية والخليجية والدولية، من خلال جولات لكتلة الاعتدال الوطني على مرجعيات سياسية وروحية، إذ يقول رئيس التكتل النائب وليد البعريني لـــ"النهار"، والذي التقى السفير بخاري قبيل مغادرته إلى الرياض، إن صيغة جديدة وتعديلات حصلت على مبادرة التكتل، وستكون لهم أكثر من جولة على المعنيين، وثمة اقتراحات وضعت، ويمكن القول إن الأمور تسير إيجابا.
أما عن انتخاب الرئيس فيشير البعريني إلى أن ذلك متروك لمواقف الكتل والأجواء الدولية والإقليمية، "فهذه هي الخرطوشة الأخيرة، ونحذر الجميع من مغبة استمرار التعطيل وعدم انتخاب الرئيس، لأن ذلك سيؤدي بالبلد إلى الإفلاس التام في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، على أن تتضح الأمور في وقت ليس ببعيد".
ويخلص البعريني: "لقد لمست من السفير السعودي أن ثمة تطورات يبنى عليها رئاسياً، والسعودية داعمة بقوة انتخاب الرئيس، وأكد أيضاً أن دول الخماسية مستمرة بدورها، وكذلك المملكة ستواصل دعمها للبنان على كل المستويات ولن تتخلى عنه، وسنشهد تطورات بارزة في هذا الإطار إذا سارت الأمور على ما يرام، لأننا نعيش على صفيح ساخن ولا يمكننا الإغراق في التفاؤل أو الاستمرار في حالة التشاؤم".